سبت النابور

مهرجان “ إسمكَان تجاجت” من يبكى على الأطلآل ... ؟ ما أحزن الليالي هذه السنة وما أوحشها ببردها وطول ظلمتها، بالأمس كانت رقصة “إسمكَان” تقطع هدوءها بأطبالها وقهقهات جمهورها وتُدَفئ نغماتها بردها وسقيعها، ماأروعك يا ليالي العام الماضي، لما عدتنّ بهذه الحلة بأية حلة عدتنّ أولا تملكن غيرها ..؟ أين شباب العام الماضي أين “تاوايا” أين “باقشيش” أين الأقنعة وأين الراقصون على نغمات الدف أين رمت بهم الليالي فعادت دونهم كأنه طلآق سرمدي ..!؟ ...

سبت النابور والوعي المفقود. قد لا يختلف اثنان على ان الامم والمجتمعات تتقدم بسواعد ابنائها وشبابها ،فإذا كان هؤلاء هم الاقدر من الناحية الفكرية والجسدية على بلورة افكار ايجابية تقود مجتمعاتهم نحو الاصلاح والتغيير ،فان شباب النابور لم يبلور بعد افكاره في شكل مواقف يساهم بها في تنمية المنطقة في كل المجالات ،وهنا لابد ان نشير الى ان الوعي الجمعي يشكل عائقا ان لم نقل تحديا امام اي مبادرة يكون وراءها الشباب ،فالناس فعلا تحتاج الى ان تغير مواقفها المسبقة...

حفلات (المعروف) في جماعة النابور سعيد الأشعري يحافظ أهالي جماعة النابور على تقاليد دينية، واجتماعية، موروثة عن العهود الخوالي، وهي تقاليد محترمة، تنم عن الوفاء والتقدير للراحلين عن هذا العالم من الأمهات والجدات، ومن الآباء والأجداد، وغيرهم من الأسلاف، كما تعبر عن استمرار التعلق الروحي للأخلاف بالأسلاف الذين تعاقبوا على إعمار هذه الربوع و العيش عليها في فترات من الأزمنة الماضية، قبل أن يورثوها للأجيال المتعاقبة. يتمثل جانب من تلك التقاليد في إقامة كل تجمع بشري...

ها قد أوشكت العطلة على النهاية لقد أوشكت العطلة الدراسية على الانتهاء و اقتربت العودة إلى الجامعة بعد أن استمتع البعض بمن له الحظوة بالسباحة على الشواطئ والتخييم على سفوح الجبال ، في ما اكتفى البعض الأخر بقضائها مع العائلة تحت حرارة الجو التي طبعـت هذه الأيام ، ونرى آخرون دفعتهم الحاجة والظروف الاجتماعية إلى التنقل إلى مدن المملكة بغرض الخدمة والاشتغال لتغطية المصاريف والحاجيات المتزايدة للدراسة . لابد إذن أننا نشتاق ونحس بالنشاط المتزايد والاستعداد الكامل...

اخي الكريم كلامك في الصميم فالمنطقة انجبت طاقات لا يستهان بها لكن للاسف هذه الطاقات تستفيد منها مناطق بعيدة عن هذه الارض الحبيبة ولا نعلم من المسؤول الى حد الساعة هل : - السلطات المختصة بالمنطقة تقفل الطريق امام هذه الطاقات - ام ان الساكنة وشباب المنطقة لا يهيأون الارضية المناسبة لاشتغال هذه الفئة التي تريد ان تبني منطقتها رغم كل الظروف وانا متأكد من ذلك. - ام ان هناك عوامل مجهولة تحبط هذه الفئة ولا يعلم جوابها الا من قام بمحاولات ولم ينجح. وهنا سأتكلم عن تجربتي...

أخشى ما أخشى أن يفوتنا القطار ! كثيرة هي الطاقات المؤهلة والثقافية التي تزخر بها منطقتنا النابورية ، وكثير هم ذوو النيات الحسنة الصادقة الذين انطووا على أنفسهم وينظرون إلى أين يتجه هذا القطار . و منا من يتربع على كرسي في سدة العديد من الإدارات العمومية و منا من يمارس المحاماة وخطة العدالة ومنا أساتذة التعليم وزد على ذلك مهنة الطب والهندسة . كل هذا وذاك فأيننا من مسار التنمية وأين هؤلاء لنراهم يشتغلون أو يساعدوننا بقليل أو بكثير ليسجل لهم التاريخ في هذه البلدة...