سبت النابور

سبت النابور والوعي المفقود.

قد لا يختلف اثنان على ان الامم والمجتمعات تتقدم بسواعد ابنائها وشبابها ،فإذا كان هؤلاء هم الاقدر من الناحية الفكرية والجسدية على بلورة افكار ايجابية تقود مجتمعاتهم نحو الاصلاح والتغيير ،فان شباب النابور لم يبلور بعد افكاره في شكل مواقف يساهم بها في تنمية المنطقة في كل المجالات ،وهنا لابد ان نشير الى ان الوعي الجمعي يشكل عائقا ان لم نقل تحديا امام اي مبادرة يكون وراءها الشباب ،فالناس فعلا تحتاج الى ان تغير مواقفها المسبقة ونظرتها الدونية الى هذه الفئة،وفي ذات الوقت فان الشباب مطالبون ايضا بتصحيح بعض الاخطاء التي تجعلهم عرضة للسخرية والتندر من قبل الكثيرين ،فالذي يريد ان يغير ويساعد مجتمعه على التقدم لابد ان يتحلى بصفات الجد والمصداقية والالتزام بالأخلاق العامة التي بدونها يستحيل كسب ود الناس او اقناعهم على ضرورة الانخراط في المبادرات الهادفة الى التنمية والتطوير .
ان المجتمعات التي لا تتفاعل فيها الافكار بين مختلف فئاتها ،هي بكل تأكيد مجتمعات راكدة وقد تعيش سباتا عميقا لفترة طويلة من الزمن ،يصير معه كل تغيير نحو الافضل من اصعب المهمات ،ولذا فانه من الضروري ان ينخرط شبابنا بكل وعي ومسؤولية في تنمية المنطقة بالتشارك مع القوى الحية التي تسير في نفس الاتجاه ،اما جلد الاخرين وتوجيه النقد لهم دونما دراية بحقيقة الاوضاع امر غير ذي جدوى ،والحال ان الكثيرين من الشباب المتحمس كثيرا ما نجده ينتقد يمينا وشمالا ،دون ان يقدم البدائل وهذا هو المطلوب .
ان نظرة متأنية حول مجتمعنا تكفي لرصد كل الاختلالات على مستوى سلوك الافراد وفي تعاملهم مع بعضهم البعض،وإذا كان من الضروري ان نفتح مسار التغيير فانه يجب ان نبدأ من هنا من الفرد الانسان الذي يجب ان يكون مشروع كل اصلاح وتطوير ،وفقا لثقافتنا وحضارتنا الاسلامية التي تدعوا الى الحوار والتسامح والاعتراف بالأخر وتقديره،ومادامت هذه الامور مغيبة لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية ،فلن نحصل على النتائج المرجوة ،وهذا هو الوعي المفقود .

بقلم : ابراهيم همان من موقع نابور24