موسى ابراهيم آدم مسجــل منــــذ: 2011-07-06 مجموع النقط: 34.3 |
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإيمان، وجعلنا بفضله من جند الإسلام، الحاملين لرسالته، المبلغين لدعوته، الوارثين لنبوته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده. والصلاة والسلام على من اجتمعت فيه كمالات الأنبياء، وانتهت إليه خصائص وأصول الرسالات، فكَمُل به الدين، وكان اللبنة، وكان خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، الذين أثنى الله عليهم في كتابه الكريم الخالد إلى يوم الدين، لإيمانهم بالله، وتصديقهم لنبيه، وعلو منزلتهم في ذلك، وسَبْقِهم،...
1 ـ الـوالــي لما أسلم عمرو، قرّبه النبي صلى الله عليه و سلم، لمعرفته، وشجاعته، وولاّه غُزاة ذات السلاسل، واستعمله على عُمان، فمات النبي صلى الله عليه و سلم، وهو أميرها، قال عمرو: بعث إليّ النبي صلى الله عليه و سلم، فقال: (خذ عليك ثيابك وسلاحك، ثم ائتني). فأتيته، فقال: (إني أريدُ أن أَبْعَثَك على' جيش، فَيُسَلِّمَك ا$ُ، ويُغْنِمَك، وأرغبُ لك من المال رغبةً صالحة). فقلتُ: يا رسولَ الله! ما أسلمتُ من أجل المال، بل أسلمتُ رغبةً في الإسلام. فقال: (يا عمرو! نَعِمًا بالمالِ...
1 ـ في حرب الرِدَّة مات النبي صلى الله عليه و سلم، وعمرو عاملاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم ،على عُمَان، فأقبل بعد التحاقه عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى، حتى انتهى إلى البَحْرين، فوجد المنذر بن سَوى في الموت. وخرج عمرو عن البحرين، إلى بلاد بني عامر، فنزل بِقُرَّة بن هُبَيْرة، وقُرَّة يقدِّم رِجْلاً ويؤخر أخرى إلى الرِّدة، ومعه عسكر من بني عامر، فذبح له، وأكرم مثواه، فلما أراد عمرو الرَّحيل عن ديار قُرَّة، خلا به قُرّة وقال: (يا هذا! إنّ العرب لا تطيب لكم...
1- إسلامــــــه كانت الحرب بين المسلمين والمشركين، قد حجزت بين الناس، وانقطع الكلام، وإنما كان القتال حيث التقوا، فلما كانت هُدنة الحُدَيْبية، في ذي القعدة، من السنة السادسة الهجرية، وضعت الحربُ أوزارَها، وأَمِنَ الناسُ بعضُهم بعضًا، فلم يكن أحد تكلم بالإسلام يعقل شيئًا، إلا دخل في الإسلام، حتى دخل في تلك الهُدنة صناديد المشركين، الذين يقومون بالشرك والحرب: عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وأشباه لهم، وإنما كانت الهُدنة، حتى نقضوا العهد، اثنين وعشرين شهرًا،...
لقد كان عمرو من فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية، مذكورًا بذلك فيهم، وكان شاعرًا نظم الشعر، متشفيًا بهزيمة المسلمين في غزوة أُحُـد، وفي أغــراض أخــرى، وكان أشدّ النـــاس على رســول الله صلى الله عليه و سلم، وعلى الإسلام والمسلمين. وكان فوق ذلك معروفًا بالدّهاء، وحسن التصرف بين رجالات قريش، مما أدّى إلى إرساله سفيرًا إلى أرض الحبشة مرتين، لإقناع النجاشي، بتسليم المهاجرين من المسلمين إلى أرض الحبشة، للمشركين من قريش، ولكنه أخفق في سفارتيه إخفاقًا كاملاً، ولم...
1- في غزوة بدر الكبرى كان عمرو تاجرًا في الجاهلية، وكان يختلف بتجارته إلى مصر، وهي الأَدَم والعِطْر، كما كان يختلف بتجارته إلى بلاد الشام أيضًا، وإلى اليمن، وأرض الحبشة، في رحلتي الشتاء والصيف. وكان جزارًا أيضًا، ويبدو أنه كان يتخذ هذه الحرفة، حين يستقر في مكة، ولا تشغله رحلاته التجارية، صيفًا أو شتاءً، إلى مختلف الأقطار عن هذه الحرفة، وبخاصة، وأن أعماله التجارية، تشغله كثيرًا من أيام السنة، فإذا انقضت تلك الأيام، عاود مزاولة حرفته الأصلية، التي يبدو أنها كانت...