فضاءات محمد آيت علو

خبار بلادي

محمد آيت علو

سجل التواصل مع محمد آيت علو

مسجــل فــــي: أكادير (البلدية) | سوس - ماسة | المغرب |
مسجــل منــــذ: 2020-12-29
آخـــر تواجــــــد: 2024-10-13 الساعة 09:24:45
محموع النقط: 15.48

إعلانات


>> محمد آيت علو >> سجل التواصل مع محمد آيت علو

الصفحة: 3 من 5

                                                                                             *الإخلاص صفاء عظم محبة الله.

                  الإخلاص هو أصل العمل وحقيقة العبادة، وهو أعظم الأصول في دين الإسلام وبه يقبل ويتحقق الثواب، فإن حقيقة العبادة أنها سر يتعلق بالقلب، وينبع من الروح، وليست شكلاً يتعلق بالمظهر، ولذلك فالأعمال بالنيات كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)، وهو حديث متفق على صحته، مجمع على عظم موقعه وجلاله، وهو أحد الأحاديث  لأحاديث التي عليها مدار الإسلام، فالعمل بغير نية عناء، والنية بغير إخلاص رياء، والإخلاص من غير تحقيق هباء، قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثوراً)، سورة الفرقان، الآية23، ولذلك قيل لمن لم يخلص، لا تتعب، فعملك هباء منثور، فبالإخلاص ينال العبد أجر ما لم يعمل، وبالرياء أو بالشرك يخسر ما عمل، والإخلاص هو شرط لقبول الأعمال الصالحة، لأن الله تعالى لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصاً له، موافقاً للشريعة، ولما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد روي أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله الرجل يبتغي الأجر والذكر ما له؟ قال: (لا شيء له)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له، وابتغي به وجهه)، أما الذي يعمل عمل الطاعة وتكون نيته غير خالصة لله تعالى، فهذا هو المحروم من الثواب، وعليه إثم، ذنب من كبائر الذنوب هو ذنب الرياء، والرياء هو العمل بالطاعة طلباً لمحمدة الناس، فمن عمِل عمَل الطاعة، وكانت نيتُهُ أن يمدحه الناس وأن يذكروه بأفعاله، فليس له ثواب على عمله هذا، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم الرياء بالشرك الأصغر.

             وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الإخلاص يأتي بالأجر، حتى وإن لم يقم المخلص بالعمل، فقال: (لقد خلفتم بالمدينة رجالاً ما قطعتم وادياً، ولا سلكتم طريقاً إلا شركوكم في الأجر، حبسهم المرض)، وعلى الجهة الأخرى تضيع أعمال عظيمة على من لم يخلصها لوجه الله، فقد روى الإمام مسلم والإمام أحمد والإمام النسائي: إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرفه (أي الله) نعمته فعرفها، قال فما فعلت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت ليقال جريء فقد قيل ذلك، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلّمه، وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمته فعرفها، قال فماذا عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتى به فعرفه نعمته فقال: فماذا عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها، قال كذبت ولكنك فعلته ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار)، يقول أبو هريرة ثم خبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذي وقال: ( يا أبا هريرة أولئك أول خلق تسعّر نار جهنم بهم يوم القيامة) .

       وبهذا فإن عمل المؤمن يدور على الابتعاد عن كل ما يضاد الإخلاص وينافيه، كالرياء والسمعة،  وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر الصلاة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ولا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن)، وقال: (فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون)، وهو القائل لرسولنا صلى الله عليه وسلم: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين)، وفي الصحيح عن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه أنه قال حين بعث إلى اليمن: يا رسول الله أوصني، قال صلى الله عليه وسلم: (أخلص دينك يكفك العمل القليل)، وروي عن ثوبان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنةٍ ظلماء)، وجاء من حديثٍ رواه أبو أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله عز وجل لا يقبل من )العمل إلاّ ما كان خالصاً وابتغي به وجهه).

         وبالجملة فإن مدار عمل العبد بين ثلاث أمور، رياء أو شرك أو إخلاص، وقد قيل‏: ‏ ترك العمل بسبب الخلق رياء، وفعله لأجل الخلق شرك‏، وأن يكون عملك كله لله فذلك هو الإخلاص، فالإخلاص أن يعافيك الله من الشرك والرياء، فلا تبالي إن زاد قدرك عند الناس أو قل، لأنك أخرجت الناس من مقصود عملك وجعلته لله خالصا، فلا تحب أن يطلع الناس على صالح أعمالك كما لا تكره أن يطلعوا على سيئها، وأن تستوي أعمالك وأفعالك في السر كما في العلن، وأن تريد بطاعتك التقرب إلى الله تعالى دون سواه، لا تنتظر حمداً من الناس أو مدحاً من أحد، لا شيء يشوب نيتك سوى التقرب إلى الله تعالى، فالمخلص لا رياء له، والصادق لا إعجاب له‏، فلا هو سعى لمدح يأتيه من الناس، ولا ابتغى أن يرضي نفسه فيعجب بها، والإخلاص من أعظم الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى، لأن العمل إذا كان بعيداً عن الناس فإن ذلك يدل على شدة محبة العبد لله تعالى، وكراهية إطلاع الناس على العمل هو حال المخلصين الذين يحرصون على صفاء عظم محبة الله في قلوبهم فهم يريدون الزيادة منها حتى تنغمر قلوبهم في بحر الإيمان.


*الإخلاص سر الأسرار.

          الإخلاص في اللغة: هو مصدر أخلص، وأخلص بمعنى: فعل، ونقول أخلص في العمل: أي تفانى فيه، ومن عاداته أن يخلص في كل عمل يقوم به، يقول المولى عز وجل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين). وقال سبحانه: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً). قال المفسرون: (نزلت هذه الآية فيمن يعمل ويحب أن يحمد عليه). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.. )، وروى الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)، وروى النسائي بسنده عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: (ظن أبي أن له فضلاً على من هو دونه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما نصر الله عز وجل هذه الأمة بضعافها ودعوتهم وإخلاصهم وصلاتهم). يقول الفضيل بن عياض: (ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما). ويقول الجنيد: (الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله). قال العز بن عبد السلام : "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي"، وقال سهل بن عبد الله: "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة".
وقيل: "هو تفريغ القلب لله" أي: صرف الانشغال عمّا سواه، وهذا كمال الإخلاص لله تعالى.
وقيل: "الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين"، ويقول الهروي: "الإخلاص تصفية العمل من كل شوب"، ويقول بعضهم: "المخلص هو: الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله"، وقد سئل التستري: "أي شيء أشد على النفس؟! قال: "الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب".
ويقول سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ"، ومدار الإخلاص في كتاب اللغة على الصفاء والتميز عن الأشواب التي تخالط الشيء يقال: هذا الشيء خالص لك: أي لا يشاركك فيه غيرك، والخالص من الألوان عندهم ما صفا ونصع، ويقولون خالصة في العشرة: صافاه.

         أما منزلة الإخلاص: فهو حقيقة الدين، وهو مضمون دعوة الرسل قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء)، وقوله سبحانه أيضا: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، قال الفضيل بن عياض في هذه الآية: "أخلصه وأصوبه"، قيل: "يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟" قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يُقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً؛ والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة"، قال تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، يقول شيخ الإسلام: "الناس لهم في هذه الآية ثلاثة أقوال: طرفان ووسط.
فالخوارج والمعتزلة يقولون: لا يتقبل الله إلا من اتقى الكبائر، وعندهم صاحب الكبيرة لا يقبل منه حسنة بحال، والمرجئة يقولون: من اتقى الشرك، والسلف والأئمة يقولون: لا يتقبل إلا ممن اتقاه في ذلك العمل، ففعله كما أمر به خالصاً لوجه الله تعالى".
الحديث عن الإخلاص حديث ذو شجون، وحديث متجدد في حياة الداعية إلى الله تعالى، وبخاصة إذا هو أيقن أنه بعمله وإخلاصه وتفانيه سيكسب رضا الله تعالى، وهو الأهم في مقصوده، كما أنه يحرص أشد الحرص بأن يكون قدوة رائعة في جميع أموره من أجل أن يكسب الصيت الطيب بالتزامه بدينه، يقول سهل التستري: (نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا، أن تكون حركاته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى وحده، لا يمازجه شيء، لا نفس ولا هوى ولا دنيا). وقال سليمان: (طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى)، لذا فإن جميع خطواتنا في مسيرنا إلى الله تعالى محسوبة في كل ثواني حياتنا، فلنزل كل رواسب العيش، وكل فتن الدنيا، وكل وساوس تعكر علينا صفو الإخلاص، فرؤيتنا لجميع الأمور نحتسبها لله تعالى وحده، ومن فضل الله تعالى علينا ورحمته أن جعل الإخلاص رحمة بالعبد إن هو أخلص النية وسارع في الخيرات، لأننا بمجرد عزمنا وإرادتنا لعمل الخير فإن الله تعالى يكتب لنا الأجر والمثوبة، فقط نحتاج إلى تصفية القلب وتزكيته وتنقية مسار النيات في كل خطواتنا في الحياة. روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها، كتبها الله سيئة واحدة)، ويقول أحد المتخصصين: (إن الإخلاص ثمرة من ثمار التوحيد الكامل الذي هو إفراد الله بالعبادة)، ولهذا عد الرياء ـ وهو ضد الإخلاص - من الشرك، قال شداد بن أوس (كنا نعد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرياء من الشرك الأصغر).
فحري بالمسلم أن تكون جميع حركاته وسكناته وجميع خطواته من أجل الله سبحانه وتعالى، فلا يبتغي (إرضاء البشر) فهم في زوال، بل إرضاء رب العالمين والعمل من أجل هدف واحد لا غير (الفوز بالفردوس الأعلى)، فلنحذر بأن يكون همنا الوحيد (إرضاء البشر) حتى لا ندخل في بوابة (الشرك الأصغر)، من هنا ضرورة تضمين مفاهيم الإخلاص في جميع شؤوننا الحياتية، فلنخلص عند خروجنا من بيوتنا بأن نبتغي الخير في كل خطوة نخطوها، وأن يكون همنا رسم ابتسامة أو نشر خير أو مساعدة محتاج أو المشي في حاجة الآخرين، ولنخلص في تلقي العلم بأن ندرس العلم النافع لنرتقي بأنفسنا وبوطننا ونساهم في نصرة ديننا، ولنخلص في أعمالنا كلها وفي التخفيف من ضيق الآخرين ومحنهم، وليكن همنا أن ننجز أعمالنا بكفاءة وإتقان وفي أقل الأوقات، فلا نتماطل في خدمة الآخرين، أو نتأخر في إنجاز أعمالنا كما طلبت منا، ولنخلص مع أسرنا بأن تكون بوابة خير لكل الناس، من أجل أن نغرس كل مفاهيم الخير، ولنخلص مع رفاقنا الصالحين بأن ننوي معهم نشر الخير في كل البشرية، فلا يكن العطاء الذي نقدمه عطاء مناسبة بعينها، بل عطاء متجدداً مستمراً وعالمياً في مفهومه ومعناه، مجددين النيات والإخلاص في الأعمال لكسب رضا الله سبحانه وتعالى.


                                                                                                                                                         الكاتب: محمد آيت علو     *قصيدة شعرية. 

 

                                                                                                                   *حين تسد كل الأبواب                                        *للكاتب محمد آيت علو                                                               

البَابُ: بابُكَ...!

البابُ بابك....

وهَذا القَوْسُ المُتَهالَكُ،

وسَط المَبْنى الأثَرِيِّ،

والأسْوارُ: أَحْجار ٌعَتيقَةٌ،

ومِزْهَرِيَّاتٌ عَلى الجِدَارْ

أَكَاليلُ عِشْقٍ،

نبَتَتْ بيْنَ الشُّقوقِ،

ومن الحنين والشوق

نَبتَتْ على القُرمُودِ الأخْضَر ِ

وَالأَحْمَرِ مِنَ الجَمْرِ

نَبَتَتْ فَوْقْ...!

عُنْوَةً نبَتَتْ،

زَهْراً، عَوسَجاً و زِنْبَقْ...!

²²²²²²²

الفَانُوسُ: فانوسُكَ...!

وهذا الزُّجَاجُ البِلَّوْرِيُّ،

يَترَاقَصُ نَشْوَةً،

ويكْبُرُ في العُيُون ِكَوَرْدٍ تـَفَتَّقْ،

أَوْ نَجْمٍ فِي الأَعَالِي تَأَلَّقْ،

وهَدِير ِالبَحْرِ يُدَوِّي الصُّخورَ،

مِنْ شِدَّةِ العِشْقِ...

يُناغِي في مَدِّ وجَزْرْ

ومِنَ الإرْتِطامِ،

أَمْواجُهُ تتَفَجَّرْ...!

وكأنَّها تَرنُو إلى الحَالِمِينَ

غَرْباً و شَرْقْ،

مَنَاراً ، قوْساً...

منَ الزرْقَةِ والزَّبَدِ الأيْيَضْ

تَشْدُو بِالحُلْمِ المُتَماسِكِ فِينا وَشْماً،

لاَحِبْراً على ورَقْ،

وَشْماً في أجْسادِنا المُشْبَعَةِ...

بالسَّفَرِ البَعِيدِ...!

تَنْطَلِقُ،تَنطلِقُ...

تنطَلِقُ بِلا أَرَقْ.

²²²²²²²

الوقْتُ: وقْتُكَ...!

فَاخْلَعْ نعْلَيْكَ...

وادْنُ، اقْتَرِبْ أَكْثَرْ،

وادْلُفْ،

لِتَصْفَعَ وجْهَ الصَّباحِ فِينا...!

لِتُكَسِّرَ واجِهَتَنا النَّائِمَةَ

على الأمَانِي ِّالعِتاقْ

كَسِّرْها رعْداً،

إعصاراً وَميضاً وبَرْقْ...!

وضَعْ أَشْلاءَك،َ...

وَكأَنْ لاأحَدْ، والْحَقْ...!

إلحَقْ بالحَالِمينَ،

فالكَأسُ بلا قَرارْ...!

طَبعاً...! فَلا أحَد سيُبالي!

لاأحد سيَسأَلْ...!

وحَتَّى وإنْ سألتَني ...!

عنِ الَّذِي سيَكُونُ...!

فلا تسْأَلْنِي عنِ الذَّهابِ والإِيَّابِ،

لا تَسْألْني عنِ الغِيَّابْ...!

لاتسألني عنِ الدِّفء،

عنِ الأحْبابِ، عن السُّهادِ

عنِ الأرَقْ،

عن الانْحِسارِ...

والكُسُوفِ وإدْمَان ِ القَلَقْ،

طبعاً...وَفِي نِهايَةِ الطَّريقِ لَا أحَدْ...!

قَد يَعبُرونْ، سيَسكُنُونَ

القَلْب، ويظِنُّونَ...!

بفُضُولٍ...

سيَذْكُرونَ فِي المَقاهِي والدروبْ...

وبيْنَ الأَحْيَاءْ

فِي هَذِهِ الحيَاهْ،

والَّتِي مَا عَادَتْ حياهْ...!

سيَذْكُرُونَنا في هَذِهِ الحيَاةِ،

الَّتِي خَبَرتْنا جِيراناً أصْدِقاءَ ورِفَاقَ دَرْبٍ،

لمَّا كُنَّا نَتَطارَحُ الهَمَّ كَالأَحِبَّهْ.

سيذْكُرُونَنا لحْظَةَ غَفْوَةٍ...!

سيذْكُرُونَنا...

لَكِنْ ، مُجَرَّد نَقيق سُؤالْ...!

مثلَ شَايٍ باردٍ،

مَنْسِي المَوعِدِ...

والفَرْحَهْ...!

أجلْ! سيَذْكُرونَ... ثُمَّ مَاذا سَيحْدُثْ؟!،

سَنتَمَدَّدُ على الأرضِ

العَراءْ

عَلى الأَرْضِ الباردةِ

الخَلاَءِ

ونَنامْ...

ننامُ بعمق،

ثم يَنْسَوْنْ...!

سيذْكُرُوننَا مُجَرَّدَ نقيق سُؤالْ،

²²²²²²²

ألاحِقُ في الأزِقَّةِ السَّاعاتِ،

فَأَغْدُو خَلْفَها،

هذِهِ الحيَوانَاتِ الجَمِيلَةِ الَّتِي تَحْمِلُ حِقْدَ الإِنْسَانْ،

والسَّاحَاتُ غُولاً في وجْهِي...!

ومِنْ بابٍ إلى بابٍ، أَشْدُو كَحالمٍ،

ــ أنا الَّذي أغْوَتْنِي هَذه الأبوابُ بمَساحيقِهاــ

ضيَّعَتْني خِلالَ تَسَلُّقِ هَاماتِها...!

وجوهاً غَزيرةً تُطْلِقُ عِنانَها للرِّيحْ...!

وها أندا أصْعَدُ هَـــــذي التِّلالْ،

كما أفْعَل كُلَّ يَوْمْ،

والسَّنَواتِ الخَالِيَهْ

كَيْ أتَسَلَّى قليلاً...!

ثُمَّ أقِفُ على قِمَّةِ التَّلَّةِ هُناكَ...!

كَكُرَةِ ثَلْجْ،

أتَحَلَّلُ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدْ،

أتَحَلَّلُ،  وَأَنا كُلِّي عِشْقْ...!

أَتَوقَّدُ جمراً، وأحْتَرِقْ،

أتَحَلَّلُ مِنْ جَمْرِ الشَّوْقِ...

ثُمَّ أتَدفَقْ...!

أتدَفَّقُ، شَلَّالاً زُلاَلاً....!

ماءً عَذْباً فُراتاً

ومِنْ شِدَّةِ البَوْحِ أغْرَقْ...!

ثُمَّ أنْسابُ مِنْ غَيرِ وَعْيٍ،

في مَهَبِّ الرِّيحِ المَجْنونةِ،

تقْذِفُني نَحْو الهَاوِيــَـهْ..!

العَلاماتُ، واللافِتاتُ تُحرِّكُها الرِّياحْ،

وأنا المُتَدحْرَجُ، لاأقِفُ !

تائهٌ في مَهَبِّ الرِّيحِ.

كفِكْرةٍ مُتَحِّررَةٍ،

أهْتِفُ عنْدَ كُلِّ بابٍ ،

أَدُقُّ...،

أصِيحُ: أَيْنَ الإنْسانْ...؟ أَيْنَ الإِنْســــــانْ؟

أينَ الإنْســــــانْ؟

ياأيُّها الأَخْرَقْ...

فلا ألْقى لَديَّ سِوى فَحيحَ سُؤالْ،

حيثُ أَدُوبُ كالجَليدِ أَمامَ النَّارْ،

ثُم أَحْمِلُ غَصَصي الحَرَّى وكُل مَا سَكَنْ،

مِنْ وَحشَةٍ،

من غربةٍ، ومِنْ أرَقْ

مِنْ كَمدٍ  ووَجعٍ، وحَزَنْ،

أَصيرُ جُثةً هامدةً،

تهاوَتْ على الأرْضِ،

تغرَقُ الوَحْشَةُ...،

تَغْرَقْ،

في بِحارِ دماءٍ بريئـــــــةٍ تتعَمَّقْ ....

تغرَقُ، بِلا قَرارْ...!

فلا تُغْريكَ الأسْوارُ، ولا تَهُمُّكَ الأَخْطارُ،

سِوى ثِقْل الهَواجِسِ الإنْسانِيــــــَــهْ.

 

²²²²²²²

     فَتَحْتُ البابَ، فانْدفَعتْ...

رياحٌ قوِيــــــهْ،

غالبْتُها سائراً  باتجاهِ البَحرْ،

أحسَسْت بعَياءٍ،

التفَتْتُ...

رأيتُ إنساناً تفكَّكْ...!؟

رأيتُ خواءً...!

وصياحاً بَل عُواءً...!

ثُم غُولاً فَاغِراً فاهْ...!

ويا لَيْتَني ما رَأيْت ولَا أَبْصرْتُ...!

رأيتُ إنساناً تحَوَّلْ...

سقطَتْ منهُ  الأكُفُّ، والأصابِعْ...!؟

انْهَمرَتِ الأطْرافُ...،

تَخَلْخَلَتِ العُيُونُ والأنْفُ...!

انْسَلَّتِ الأَدْرُعُ،

الْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ ...

ثُم تَبَخَّرَ الجَسَدُ...،

لَمْ يعُد شَيئاً...!

أَحَقا كَانْ...؟!

وهَلْ كَان...؟

دَبَّ في رَحِم الأَرْضْ...!؟

²²²²²²²

خَلْفَ الأَبْوابِ، هُناكَ،...

كانَتِ الفتَياتُ يصْدَحْنَ بالغِناءِ ،

والمُنْتَزَهاتُ والخُضْرةُ!

والحفلاتُ...

وَ الفُروسِيةُ، والزَّغاريدُ الآسِرَهْ!

والماءُ العَذْبُ الزُّلاَلُ ، والرَّوَابِي،

وَالمُروجُ، والغِدْرانُ...!

والرَّوابي الحالمَةُ...

وأعْشاشُ الطُّيُور،

وَالبَلاَبلُ تَصْدَحُ...

وأَجْرانُ الحُبوبِ المُتْخَمهْ،

والنَّوايا الحِسَانْ...

كانَ الإنْسانُ حَقا إِنْسَانْ...!؟

²²²²²²²

وَراءَ هَذا البابِ،

قِطَطٌ لَامعَةُ العُيونِ...!

وَشيءٌ مِنْ بَريقْ...

تَموءُ بيْنَ الخَرابْ،

وأُخرَى هائِجَةٌ تتَقاتَلُ..

بيْن صفائِحِ القُمامـَـــــهْ،

والجُرْذانُ، والغِرْبانُ، والجَماجِمْ،

وهَياكِلُ رُؤُوسٍ ، أَقْبعُ خَلْفَها،

مِثْلَ غُرابٍ في الأَنْقاضِ يَنْعَقْ.

ثُم أسِيرُ في وَحْشَتي...

أسيرُ وحدي

وحدي أسيرُ

أسيرٌ في هذه الحياهْ

والقلبُ يقطرُ أوجاعا على الطريق

طريقي التي طالت

والغم مطبقْ

وبالطريق ألف حكاية

أسير كالأخرقْ

ضارِباً في زَحْمَةِ الأَزِقَّةِ وَالدُّرُوبْ،

وأَنْتَفِضُ ثائِراً كمَوْجِ البَحْرِ

أَوْ  كالثَّلْجِ أَهِيمُ أَمَامَ إِشْراقَةِ شَمْسٍ حَارِقَة

أَدُوبُ في غُرْبَتي..شَلَّالاً

أَتَفَتَّتُ مِنَ المَلَلْ..

أَتلَمَّسُ الطَّريقْ...

وأشتهي

سفراً ورحيلاً

 لكِنْ، سَرْعَانَ

وَكَأَنَّ جسَد الدُّنْيا شُحُوبُ جفَافٍ

في وَدَاعِ الغُرُوب...

فَجْأَةً...!

سُدَّت أَمَامي كُلُّ السُّبُلْ،

شَحَّتْ يَنابيعُ مَائي،

ولَيْلي صَار طَويلاً ثقيلاً،

بَرْدُ الكَآبةِ قاسٍ يَزْحَفْ،

أُوَجِّهُ خُطُواتِي نَحْوَ المَجْهولِ!؟

لا نِهايَةَ لِي، ولا بِدايـــــَــــــــــــــهْ...!؟

لا بِدايةَ لِي، ولا نِهايـــــــــَــــــــــهْ...!؟

فأَكْتشِفُ أن َّكُلَّ الأَبْوابِ:

مُزَيَّفَهْ...،

دَنِيئـــــَـــــــهْ...!

مُهْتَرئةٌ،

وَقاتِمـَــــــــــــــهْ....!

²²²²²²²

ثم هأنذا أجرُّ رِجلا

وأتعثر بالأخرى

    أَتلَمَّسُ الطَّريقْ،

    وأتحرى ...

وأشتهي

سفراً ورحيلاً وأركبُ الوعرا

أعود بعده فجرا

أعود بعده

لا أعرفُ أحدا

أعود أسألُ  ربي سؤدداً

ومددا

أعود أسألُ:

رب يا واحد، يا أحد

لاتكلني إلى أحد

رب لاتحوجني إلى أحد

 واغنني عن كل أحد

يا من إليه المستند

وعليه المعتمد

يا فردُ، يا صمدْ.

²²²²²²²

غيرذَاكَ الباب المُشْرَعَ بالنُّورِ،

محاولَتِي الأخِيرَةُ

لأنْ أَفوزَ فَوْزاً عَظيما...!

وقَدْ هَيَّأتُ للتِّرْحالِ ــ منْ وَجَعِ الفُؤادِ ــ مَراكِبْ،

أَشُمُّ رائِحَة الاخْضِرارِ،

أَشُمُّ رائِحَةَ الطِّينِ تَخْتَلِطُ بِعَبيرِ المَطَرِ

أَسْتَنشِقُ الماءَ الزُّلالَ...

تَتَّسِعُ الرِّئَتانِ،

يَتَّسِعُ القَلْبُ...

يَسْكُننِي النُّورُ مِنْ بِدايَتهِ...!

أَراهُ بِرُوحِي، وبِقلْبي أُبْصِرُهُ...

ويَأْسِرُني...!

يَحْمِلُني إلى آفَاقِهِ الرَّحْبَهْ،

ولَنْ أَخيبْ،

سَيَكُون ُذاكَ البابُ...!

كما صَوَّرَتْهُ مُهْجَتي

فِطْرَتِي..

فِراسَتِي، مَقاماتِي...

هُوَ البابُ الحَقِّ...

إليْهِ أفيءُ ...

                                                                                                     حِينَ تُسَدُّ في الَوَجْهِ كُلُّ الأَبـــْــوَابْ...!    


                 *شراعٌ رابع:- وانسب إلى حضرته ما شئت من عظم.              *من: "أشرعة لمباهج وبركات من نور" 

                *      للكاتب: محمد آيت علو            

 

* قالت حليمة السعدية رضي الله عنها عن طفولة النبي (صلى الله عليه وسلم)" ليس لنا مصباح في الليالي المظلمة إلا وجهه (صلى الله عليه وسلم)".

 

            أكاد أتخيله (صلى الله عليه وسلم) من الأوصاف التي وصلتنا في كتب السيرة، والآثار الصحيحة والمشهورة والكثيرة بذلك من حديث علي وأنس بن مالك، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وعائشة أم المؤمنين وابن أبي هالة وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم من أنه صلى الله عليه وسلم كان أزهر اللون،  وسطا في الطول، ربعة ضخم الرأس، واسع الجبين، مدور الوجه، أزهر اللون، واسع العينين طويل الأهذاب، شديد سواد الحدقة، مفلج الأسنان غزير اللحية، بين حاجبيه اتصال خفيف، وفي جبينه عرق يدره الغضب، عريض الصدر، كبير الكفين والقدمين، خفيف اللحم متماسك البدن، إذا مشى ألقى جسده إلى الأمام وسار في خطو ثابت وقد خفض بصره إلى الأرض، متواصل الأحزان، دائم الفكرة، طويل السكوت، لايتكلم في غير حاجة، فإذا تكلم أوجز وأبلغ فقد أوتي (صلى الله عليه وسلم)  جوامع الكلم، دمث الطبع دون جفوة ودون رخاوة، إذا التفت التفت جميعاً، وإذا تكلم تكلم من كل فمه وأشداقه، وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها فضرب بإبهامه اليمنى راحته اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، جل ضحكته التبسم، لايغضب لنفسه ولا ينتصرلها، وإنما يغضب للحق وللدين وحينئذ لايقوم لغضبه شيء، ما ضرب خادما ولا امرأة قط، وما ضرب بيده شيئاً إلا أن يكون جهادا في سبيل الله، وكان دوما ذلك الرجل البسيط المتواضع، تراه في بيته يغسل ثوبه ويرقع بردته، ويحلب شاته ويخصف نعله، وتراه يأكل مع الخادم ويعود المريض ويعطي المحتاج، وتراه وقد احتمل حفدته على كتفيه وراح يصلي، وكان الحنان والحب مجسد.

أحب الإنسان والحيوان حتى النبات حنا عليه فكان يوصي بالشجر ألا يقطع، حتى الجماد شمله بحبه، فكان يقول عن جبل أحد هذا الجبل يحبنا ونحبه، حتى تراب الأرض كان يمسح به وجهه متوضئاً في في حب وهو يقول:" تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة"، وتروي السيرة أنه لما كسرت رباعيته وشج رأسه يوم أحد شق ذلك على أصحابه فقالوا: لو دعوت عليهم، فقال: إني لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة، اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون، وكان دائما ذلك الرجل الكريم الذي وصفه أصحابه بأنه ينفق إنفاق من لايخشى الفقر أبدا، وكان (صلى الله عليه وسلم) " المعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والحب مذهبي، والشوق مركبي، وذكر الله أنيسي، والحزن رفيقي، والصبر ردائي، والصدق شفيعي، والعلم سلاحي، والجهاد خلقي، وقرة عيني في الصلاة.

قال البراء: ما رأيت من ذي لِمَّة في حلة حمراء أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وقال أبوهريرة رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً أحسنَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه، وإذا ضحك يتلألأ في الجدر.

وقال جابر بن سمرة وقال له رجل: كان وجهه (صلى الله عليه وسلم) مثل السيف؟ فقال:لا بل مثل الشمس والقمر، وكان مستديرا.

وقالت أم معبد في بعض ما وصفته به: أجمل الناس من بعيد وأحلاهُ وأحسنهُ من قريب.

وفي حديث ابن أبي هالة: يتلألأ وجهه تلألؤُ القمر ليلة البدر، وقال علي رضي الله عنه في آخر وصفه له: من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أرَ قبلهُ ولا بعدهُ (صلى الله عليه وسلم)، نعم تلك هي صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك هو نعته حيث لا يصل ناعته إلى استيفائه حقه، ففضائله أسمى ما تكون الفضائل وأخلاقه أزكى الأخلاق، فلقد كان يحيي الليل صلاة ودعاء وذكرا، حتى اشتكت قدماه من كثرة الوقوف وتورمت مع أنه قد كان مغفورا له ما تقدم وما تأخر من ذنبه.وفي نفس الوقت كان داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وكان رحمة للعالمين بالمؤمنين رءوف رحيم، فالقرآن خلقه وشريعته وهو "ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"وكانت دعوته خلقية تهدف إلى الخير والعدل والمحبة وتدعو إلى نجدة الفقير واليتيم والضعيف، كان (صلى الله عليه وسلم) يدعو إلى خير الجميع. وكان للرسول (صلى الله عليه وسلم) أصحاب، ورجال حوله، وأتباع آمنوا به وأحبوه وأطاعوه، بحيث لم أجد أية أداة أصدق وأنصع وأسمى أصف بها وضعيتهم وحالهم في صحبة هذا الرسول العظيم، وفي معاملة بعضهم بعضا، إلا بما وصفهم به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حيث قال:"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر الجود، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما"صدق الله العظيم. وكانت سمة المجتمع آنذاك تطبعها الوحدة في القول والعمل، في الحب والبغض، في الخوف والرجاء، والكل يخضع لسلطان الله وشريعته المبلغة بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم. فكان المجتمع يسمى بالمجتمع المسلم، والبلاد بالبلاد الإسلامية والتشريع بدين الإسلام، فلا مذاهب ولانحل ولا طوائف، فالكل معتصم بحبل الله لا يبغي به بديلا "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها". إذن، فلا عملة تتداول في وسط هذه صفته إلا العملة الإسلامية، ولا ألفاظ تنطق إلا ما نص عليها الكتاب والحديث، وهكذا بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)وفي عهد الخلفاء الراشدين، استمرت الحالة على ما كانت عليه: طهر وعفاف وتقوى وصلاح، هذا هو الرسول (صلى الله عليه وسلم) النبي الأمي الشريف الذي قال عنه ربه، هي ما قال لأبي بكر: أدبني ربي فأحسن تأديبي.


                                             *شراعٌ رابع:- وانسب إلى حضرته ما شئت من عظم.                          *من: "أشرعة لمباهج وبركات من نور"  للكاتب: محمد آيت علو 

 

* قالت حليمة السعدية رضي الله عنها عن طفولة النبي (صلى الله عليه وسلم)" ليس لنا مصباح في الليالي المظلمة إلا وجهه (صلى الله عليه وسلم)".

 

            أكاد أتخيله (صلى الله عليه وسلم) من الأوصاف التي وصلتنا في كتب السيرة، والآثار الصحيحة والمشهورة والكثيرة بذلك من حديث علي وأنس بن مالك، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وعائشة أم المؤمنين وابن أبي هالة وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم من أنه صلى الله عليه وسلم كان أزهر اللون،  وسطا في الطول، ربعة ضخم الرأس، واسع الجبين، مدور الوجه، أزهر اللون، واسع العينين طويل الأهذاب، شديد سواد الحدقة، مفلج الأسنان غزير اللحية، بين حاجبيه اتصال خفيف، وفي جبينه عرق يدره الغضب، عريض الصدر، كبير الكفين والقدمين، خفيف اللحم متماسك البدن، إذا مشى ألقى جسده إلى الأمام وسار في خطو ثابت وقد خفض بصره إلى الأرض، متواصل الأحزان، دائم الفكرة، طويل السكوت، لايتكلم في غير حاجة، فإذا تكلم أوجز وأبلغ فقد أوتي (صلى الله عليه وسلم)  جوامع الكلم، دمث الطبع دون جفوة ودون رخاوة، إذا التفت التفت جميعاً، وإذا تكلم تكلم من كل فمه وأشداقه، وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها فضرب بإبهامه اليمنى راحته اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، جل ضحكته التبسم، لايغضب لنفسه ولا ينتصرلها، وإنما يغضب للحق وللدين وحينئذ لايقوم لغضبه شيء، ما ضرب خادما ولا امرأة قط، وما ضرب بيده شيئاً إلا أن يكون جهادا في سبيل الله، وكان دوما ذلك الرجل البسيط المتواضع، تراه في بيته يغسل ثوبه ويرقع بردته، ويحلب شاته ويخصف نعله، وتراه يأكل مع الخادم ويعود المريض ويعطي المحتاج، وتراه وقد احتمل حفدته على كتفيه وراح يصلي، وكان الحنان والحب مجسد.

أحب الإنسان والحيوان حتى النبات حنا عليه فكان يوصي بالشجر ألا يقطع، حتى الجماد شمله بحبه، فكان يقول عن جبل أحد هذا الجبل يحبنا ونحبه، حتى تراب الأرض كان يمسح به وجهه متوضئاً في في حب وهو يقول:" تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة"، وتروي السيرة أنه لما كسرت رباعيته وشج رأسه يوم أحد شق ذلك على أصحابه فقالوا: لو دعوت عليهم، فقال: إني لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة، اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون، وكان دائما ذلك الرجل الكريم الذي وصفه أصحابه بأنه ينفق إنفاق من لايخشى الفقر أبدا، وكان (صلى الله عليه وسلم) " المعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والحب مذهبي، والشوق مركبي، وذكر الله أنيسي، والحزن رفيقي، والصبر ردائي، والصدق شفيعي، والعلم سلاحي، والجهاد خلقي، وقرة عيني في الصلاة.

قال البراء: ما رأيت من ذي لِمَّة في حلة حمراء أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وقال أبوهريرة رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً أحسنَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه، وإذا ضحك يتلألأ في الجدر.

وقال جابر بن سمرة وقال له رجل: كان وجهه (صلى الله عليه وسلم) مثل السيف؟ فقال:لا بل مثل الشمس والقمر، وكان مستديرا.

وقالت أم معبد في بعض ما وصفته به: أجمل الناس من بعيد وأحلاهُ وأحسنهُ من قريب.

وفي حديث ابن أبي هالة: يتلألأ وجهه تلألؤُ القمر ليلة البدر، وقال علي رضي الله عنه في آخر وصفه له: من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أرَ قبلهُ ولا بعدهُ (صلى الله عليه وسلم)، نعم تلك هي صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك هو نعته حيث لا يصل ناعته إلى استيفائه حقه، ففضائله أسمى ما تكون الفضائل وأخلاقه أزكى الأخلاق، فلقد كان يحيي الليل صلاة ودعاء وذكرا، حتى اشتكت قدماه من كثرة الوقوف وتورمت مع أنه قد كان مغفورا له ما تقدم وما تأخر من ذنبه.وفي نفس الوقت كان داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وكان رحمة للعالمين بالمؤمنين رءوف رحيم، فالقرآن خلقه وشريعته وهو "ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"وكانت دعوته خلقية تهدف إلى الخير والعدل والمحبة وتدعو إلى نجدة الفقير واليتيم والضعيف، كان (صلى الله عليه وسلم) يدعو إلى خير الجميع. وكان للرسول (صلى الله عليه وسلم) أصحاب، ورجال حوله، وأتباع آمنوا به وأحبوه وأطاعوه، بحيث لم أجد أية أداة أصدق وأنصع وأسمى أصف بها وضعيتهم وحالهم في صحبة هذا الرسول العظيم، وفي معاملة بعضهم بعضا، إلا بما وصفهم به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حيث قال:"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر الجود، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما"صدق الله العظيم. وكانت سمة المجتمع آنذاك تطبعها الوحدة في القول والعمل، في الحب والبغض، في الخوف والرجاء، والكل يخضع لسلطان الله وشريعته المبلغة بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم. فكان المجتمع يسمى بالمجتمع المسلم، والبلاد بالبلاد الإسلامية والتشريع بدين الإسلام، فلا مذاهب ولانحل ولا طوائف، فالكل معتصم بحبل الله لا يبغي به بديلا "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها". إذن، فلا عملة تتداول في وسط هذه صفته إلا العملة الإسلامية، ولا ألفاظ تنطق إلا ما نص عليها الكتاب والحديث، وهكذا بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)وفي عهد الخلفاء الراشدين، استمرت الحالة على ما كانت عليه: طهر وعفاف وتقوى وصلاح، هذا هو الرسول (صلى الله عليه وسلم) النبي الأمي الشريف الذي قال عنه ربه، هي ما قال لأبي بكر: أدبني ربي فأحسن تأديبي.


بين عبق الشرق وسحر المغرب محطات ومحطات أُخر وسفَرٌ ماتعٌ ...ومسافات من جمال الانسانية                                                                                                                                                                                                      *للأديبة الشامية:باسمة العوام.

! قراءة في كتاب " كأن لا أحد... "                                                                       للكاتب : محمد آيت علو                                             

          =====================================

          " كأن لا أحد ...!" ، عنوان مدوّ صاخب ، يأخذك في عالم الخيال، التناقض، الحلم والواقع المرغوب وغير المرغوب، ضجيج داخلي يوهم صاحبه بشيء ما هناك ... أو أحد ما بقربه...والواقع يقول لا ... لا أحد .

كالبحر...تنظر إليه، تراه واسعا كبيرا؛ وكلّما تعمّقت فيه، وجدته أكبر وأوسع ... حكاياته أكثر من رمال شواطئه، ومع ذلك لا أحد فيه يحسّ بوجودك ... وحدك وصراخ الذكريات، وصمت قاتل وسكون وسط الزحام، فأيّ بحر غاص فيه كاتبنا ؟، وأيّة حكايات لفظتها سطوره ؟، ومن هو هذا "الأحد" الذي نام بين الفواصل والنقاط؟، ولم يخرج إلى السطح لنراه؟، بقي هناك يجول في عالم بلا حدود، حرفاً أثقل كاهله تمرد المعنى وبدايات ضاعت فيها كل النهايات....

نفتح باب الكتاب " كأن لا أحد...!"، لنتجول بين صفحاته المئة واثنتي عشر ( ??? صفحة )، والصادرعن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والإتصال في مراكش / المغرب ...

والذي قدم له المرحوم الكاتب والأديب عبده بن خالي فتحدث عن "نصوص منفلتة بمسافاتها الخاصة ، عن عمق الذات الإنسانية وبحثها عن كل أشكال النجاة والخلاص، عن حقيقة انفجاراتك الداخلية وكل التناقضات التي تجعل العالم يضيق أمام عينيك ، حتى يصبح في حجم علبة الثقاب ."

* ثم تأتي مقدمة الكاتب :

" لقد كان قومي مرة مثل رمال الشواطئ ...والآن أناديهم فلاتجيبني سوى الرياح "

" عجبا أن يكون للمسافة كل هذا السحر والجمال ، فهي تجعل حظ الأرض من الشمس الدفء والنور والحياة ... ذلك أن الاقتراب احتراق ، وحتى مع الإنسان ، فإن المسافة تجعل العلاقات بينهم تتوطد وتدوم أكثر .....

والحب يصير عشقا وولهاً بل ويزدان ويزهر ...!".

?? هذا الكتاب " كأن لاأحد ..! " والذي كتب عليه نصوص أدبية ، ليس إلا انفلاتاً عبر المدى في مسافات لاحدود لها وطلاسم تنزف في رحم الزمن، رسائل الأرض تحملها غيوم السماء ، أحلام تمتد نحو الشمس، مسافات تغوص بين النبضة والنبضة تشهقها الحياة في أقصر سفر سرمديٍّ إلى عالم اللازمان وخارج جدران المكان، إلى عالم اللاشيء واللا أحد .

* عشرون مسافة تخطّاها كاتبنا ، وفي كل مرة يأخذنا معه ويتركنا عند النهاية حائرين تائهين نبحث عن مسافة للعودة إلى فلسفة الكينونة وعمق ذواتنا، نبحث عن باب للإنفلات من حياة لا تحمل أيّ معنىً للحياة، نبحث عن ذاك المنسيّ خارج الوجود، عن ضوء في عتمة الفراق يكشف عن روح بلا جسد و جسد بلا روح ...

وتطول المسافات...، ولاشيء غير رائحة الأشياء الراحلة عبرها ونوافذ صدئة لايطرق زجاجها غير عويل الريح....

* عشرون مسافة حملت هذه العناوين :

- وجوه وأفواه، - إلى حين تمطر، - إصبع صغير، - زنزانة لاتضيء،  - كذلك بعد اليوم، - صور رجال جبال، - حائل الاشتهاء، - احتضار حياة، -  طيف ابتسامة، - اختراق محموم، حالة تردد، - ذو الوجه النحاسي، - الطفل الكهل، - كوّة في الغياب، - آلة صماء وإنسان، - نظرة بنظرة، - الإجتماع الأخير،- قناع ممثل، - أيقونات الغفلة، - أخيرا وحدك .

* مسافات تحتاج زمناً أقصر من عمر الألم وأطول من حياة البشر، لتصحيح عالم مشوّه يقبع داخلنا .

حكايات أخرستها الغربة، أوجاع القهر والظلم، الفراق واللوعة، ظلام السجن ووحشة الوحدة وزحمة محطات الذاكرة .

حكايات أوهنها عتب المسافات. أوصدها القدر ونزفها قلم كاتبنا كتلة آلام .

- ويمضي قطار المسافات...عشرون محطة، أولها في عيادة للأمراض النفسية. "وجوه وأفواه تثرثر، وآخرون سيعودون يوماً ولايرون مايثير.." .

وعجوز حاول اكتشاف نفسه في شارع طويل راح ينسحب من تحت قدميه، وأيامه كلها مازالت شتاء ينتظر إلى أن تمطر ...

وفي محطة، تنفتح الزوايا المظلمة في شخصٍ، فيدرك جنوح العالم نحو اللاعبثية، وقلبه يخفق مبتسماً لأصبع ذاك الطفل التي لا ترتفع عن جرس الباب ...وذاك السجين القابع في زنزانة لاتضيء، يحاول ترميم داخله المهجور والخروج نحو النور ....

ونمضي مع كاتبنا، نعبر المسافات، نتوقف في كل محطة لأخذ العبرة وتعلم الحكمة، إلى أن نصل المحطة العشرين " وأخيرا وحدك " ، حيث لا أحد... وكأن لا أحد !

=================================

*هو عالم الإنسان، إذن، وأبعاد تعاطيه مع وجوده والذي عبر عنه الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر بقوله :" للإنسان في تعاطيه مع وجوده أبعاد ثلاثة، ينفعل معها، محاولا فهمها وإدراكها وهي :

? (الذات: وهي علاقة المرء بنفسه، من هو؟ ولم أتى إلى هذا العالم؟ وكيف كان مأتاه ؟ وهل تراني أقدر على معرفة ذاتي أم لا ؟ وإن أمكن ذلك، فبأي وسيلة يكون... ؟ وهل نعرف ذواتنا معرفة مباشرة ؟ أم أننا لانعرفها إلا بالاستدلال عليها... ؟

? ( الغير  : وهو أفق علاقة الإنسان مع نظرائه في الخلق، كيف يراهم...؟، وماهي حدود علاقته معهم... ؟ هل هم جحيم كما ادّعى سارتر في مقولته الأثيرة :" الآخرون هم الجحيم "؟ أم أنّهم " نعيم " كما راهن على ذلك ليفي شتراوس ؟ .

? (العالم  : وهو قضية وجود الإنسان بين الأشياء، ماصنعه بيده، وما وجده مصنوعا له !

وكيف ينظر إلى هذا العالم ؟ وهل لنا رؤية للعالم ؟ وإن كانت فما هي... ؟ .

* بالنهاية: كل هذه الأبعاد وهذه العلاقات المتداخلة والخارجة، محكومة بمفهوم المسافة والتي تشير إلى مدى وعي الإنسان وقدرته على تحديد علاقاته وضبطها والتحكم بها، فكم من أشخاص يقيمون بيننا والمسافة المعنوية بيننا وبينهم هائلة، وموحشة، وآخرون بعيدون ، يؤنسون وحدتنا ويشغلون تفكيرنا.... وكما قال ( أونوريه دي بلزاك ) عن طبيعة الإنسان المترددة بين الوحشة والأنس، وبين العزلة والألفة :" العزلة أمر جيد ولكنك تحتاج لشخص ما لتخبره بأن العزلة جيدة ".

كذلك وصف ( محمد إقبال ) رفقة الآخرين أو بعضهم بقوله :"

مثل شمع الحفل .. في الحفل وحيد ورفيق ".

===================================

*مسافات زمكانية لها سحرها ودهشتها، لابد من الحفاظ على أبعادها حتى لاتنفلت منا وتنسحب من تحت أقدامنا ، ولتعزز ذاك الحب المقدس فينا وتقودنا دوما نحو عالم ناضج تاركين في كل خطوة أثراً لايُنسى .

*هي مسافات جعلنا الكاتب المغربي محمد أيت علو رفاق دربه في عبورها .

حروف رسم بها لوحته المدهشة وترك لنا تلوينها .

نصوص تركها مفتوحة وجعل لنا الشراع لنبحر في مكنوناتها ، ونتنقل عبر محطاتها، حكم وعبارات أنهى بها تلك النصوص، وتركنا نمعن ونتفكر ونتوقف طويلا في محطاتها ونتساءل ...

بينما يُنهي كاتبنا مسافاته بقوله :

" كم هي مليئة بالأسرار والآيات هذه المسافة كما بين العين والقلب، فسبحان المبدع الخلاق ....".

وبين المقدمة والخاتمة كأن لاأحد....!!!!!!!!


مشاركة: