المظيلة

المظيلة مدينة
تجعلك تحبّها دون أسباب، تتغلغل فيك كلّما تعمقت فيها...
ولدت فيها أم جئتها زائرا، حظورها لن
يكون لك عاديا كما عودتك المدن التّي تعرف.
للمظيلة سحرها الخاص.. سحر اختلط
بترابها، وحتى بالرائحة المنبعثة من معملها، في ابتسامة وحتّى تكشيرة
أهلها.. سحر تشربه في مائها.. تحسه في بردها القارص شتاءا.. وحرّها الذي لا
يطاق صيفا..
فالمظيلة مدينة عرفت عبر العصور
بأّنها ثوريّة، وحتى اول شرارات الكفاح ضد المستعمر كان من جبالها و تحت
اسقف ديارها البالية شديدة في فرحها، عميقة في حزنها، عنيفة في ثورتها..
المظيلة تدهشك كلّ يوم أكثر.. لأنّها
فسيفساء خليط عجيب من صناعة زمن طويل.. حقيقة لا أملك جوابا سوى أنّ
للمظيلة سحرها الخاص.. أو ربما لأنّها مدينة الدّهشة بلا منازع.
ففيها تتمازج وتتعايش التّناقضات
بسلاسة عجيبة..
عندما تزورها لأول مرة تبدى لك
مبانيها، معمارها، مداخلها و شوارعها الرّئسية مدينة هادئة بسيطة الملامح..
ولكن مع تعمقك فيها تكتشف أن الحركة
فيها لا تهدأـ تكتشف وجهها الحقيقي.. مع كل يوم أحداث جديدة،
المظيلة مدينة تتقن فنّ الحديث..
مدينة لا يعرف الملل لها طريق..
مدينة تجبرك على التواضع..
مدينة لم ولن يهزّها الرّيح..
مدينة تسكننا لا نسكنها..
مدينة مستحيلة النّسيان..
مع تحيات علي سعائدية