قصيدة في ذم الحضرة الصوفية
جاء في المنظومة الطويلة البديعة للعلاّمة عبد الرحمن بن سعيد الأخضري المغربي (وكان شاذلياً) رحمه الله، هذه الأبيات التي يصفُ فيها الصوفية وغناءهم ورقصهم:
والرقصُ والصراخ والتصفيق عمداً بذكر الله لا يليق
وإنما المطلوبُ في الأذكارِ الذكرُ بالخُشوع والوقارِ
فقد رأينا فرقةً إنْ ذَكَروا تَبَدَّعوا وربّما قد كفروا
وفعلوا في الذكر فعلاً منكراً صعباً فجاهدهم جهاداً أكبرا
خلّوا من اسم الله حرف الهاء فألحدوا في أعظم الأسماء
لقد أتوا والله شيئاً إدّاً تخر منه الشامخات هداً
والألف المحذوف قبل الهاء قد أسقطوه وهو ذو إخفاء
وزعموا أن لهم أحوالاً وأنهم قد بلغوا الكمالا
والقوم لا يدرون ما الأحوال فكونها لمثلهم محال
حاشا بساط القدس والكمال تطؤه حوافر الجهال
والجاهلون كالحمير الموكفة والعارفون سادة مشرفة
وقال بعض السادة المتبعة في رجز يهجو به المبتدعة
ويذكرون الله بالتَّغْبِير ويشْطَحون الشَّطح كالحمير
وينبحون النبح كالكلاب طَريقُهم ليست على الصَّواب
وليس فيهم من فتى مطيع فلعنة الله على الجميعليه الصلاة والسلام
قد ادَّعوا مراتباً جليلة والشرع قد تجنَّبوا سبيله
قد نبذوا شرعة الرسولِ والقوم قد حادوا عن السبيلِ
لم يدخلوا دائرة الحقيقة كلا ولا دائرة الطريقة
لم يقتدوا بسيد الأنام فخرجوا عن ملَّة الإسلام
لم يدخلوا دائرة الشريعة وأولعوا ببدعٍ شنيعة
لم يعملوا بمقتضى الكتاب وسنَّةِ الهادي إلى الصَّواب
قد مَلَكَت قلوبَهم أوهام فالقوم إبليس لهم إمام
وقال الإمام شرف الدين إسماعيل بن المقري اليمني الشافعي صاحب " روض الطالب " و " إرشاد الحاوي " في الفقه الشافعي، في قصيدته في ذمّ الرقص:
قالوا: رَقصْنا كما الأُحْبوشُ قد رقصوا بمسجد المصطفى، قُلنا: بلا كَذِبِ
الحُبْشُ ما رقصوا، لـكنهم لَعِبـوا مِنْ آلـة الحَرْبِ بالآلات واليَلَبِ
وذلـك اللـعبُ منـدوبٌ تَعلُّمُه في الشرع للحرب تدريباً لكلّ غبي
وأنصحكم بقراءة كتاب الشيخ أبوبكر جابر الجزائري "إلى التصوف يا عباد الله" إضغط هنا