الطيب الشنهوري

من فن الواو سبُحــان من كـَّون الـكـــون يـا عــبد أنظــُـر أمـامـــــــك خَـلق اللي كـايـن وهـيكــون وجعـَـل ضمـــيــرك إمـامــك الــدنــيـا تطــفِــي ســـراجــهـــا تظـهــَـــــر بــدور الأعــــالي مــا ضـــاقــت إلا وفــرَجـــــهـا ربـك أبـو فــضــــــل عــالـي أنــا الــفــلايــكـــي مـع الـــريح مـوَّالــي أخـضــــر مــنــدِّي ساعــــــة تــفــيض الــتــبـاريح القــلـب...

أنا صرخةٌ من زمانٍ عريقٍ غَدَتْ في عيون الورى مَهْزَلَة أنا طائرٌ من بقايا النسورِ سلامُ الحمائمِ ؛ قد كَبَّلَه أنا جذوةٌ من بقايا حَريقٍ وبستان وردٍ به قُنْبُلَة فلا تسألي الفجر عن قاتليهِ وعن سارقيهِ ..ومن أَجَّلَه تعالي أحبُّكِ ما عاد عندي سوى الحب والموت والأسئلة خيولٌ تعرَّت فصارت نعاجا فمن روّج القُبحَ ؛ ومَن جَمَّلَه ومن علَّم الخيلَ أنَّ النباح وراء المرابينَ ؛ ما أجمله هنا كنَّا بالأمس صوتُ الخيولِ على كل باغٍ له جَلْجَلَة فكم أسقط...

الكوكب عش أكبر .. والنسر .... بين خوار الثور صياح الديك.. نباح كلاب الحارات الأطراف المترامية .. الشرقية الغربية أنثى طائر تمرق في جو الليل تبحث عن بيض مكنون كان بجنبيها وهواء سخّنه ظنٌ راخٍ جِذريه على قلب طار جناحاه فصار بناحية الحي مشاعاً للجرذان .. يا حمرة عيني من شاء لقلبي حُرقته ؟ يا حمرة وجهي من شاء لوجهي سرقته ؟ يا حمرة شفقي من يشفقه بيض فوق رهافة قشرته تنساب حياة ! فأين الحبل السُّري يا بيضة ؟ أو أين البيضة يا حبلا سُّرياً ؟ هي عندك...

إلى أمّي شعر : حسني الإتلاتي إلى أمّي التي كانت تردّ البابَ خلف أبي وتستناه كي يرجع ببعض التين والزيتون والعرقِ وتندهنا نحيط به كجلبابهْ فنأكل خبزها المصنوع من قمح ونار البوص والأيام والقسوة وفي نشوة تقطِّع ضحكها عدلا فنمسح حزننا فيها ونتعبها ونشقيها ويتعبها أبي المسكين يسقيها هزائمه ترد حصانه والسيف وتعطي نصحها ـ في السرّ ـ لابنتها عن الشارع وعن شرف ككبريت وتنهرني عن الكذب :تصلي؟ : أصلّي . أنا الكذاب من يومي وكم ألعب ولا أسعي...

نوافذ شعر: عبده الشنهوري *********** ( 1 ) نافذةٌ في كوخٍ طيني تغازلُ ضوءَ الشمس وكدّ اليوم وضحك صغارٍ ووداعة تنغلقُ في آخرة الليل علي فيض هناءٍ وقناعة نافذةٌ واسعةٌ ذات ستائر مبهرةٍ يتأزَّم داخلها الوقت يهجرها الفرْح يشملُها الصمت ترفضها الزوجة بيتـًا للطاعة ( 2 ) خلف النافذةِ حبٌ موَّار خلف النافذةِ حوار خلف النافذة شِجار خلف النافذةِ اختبأت حزمةُ أسرار ( 3 ) شمسُ اليوم أطلـَّت من نافذة الكون وابتسمَت فابتسمَت كل...

رثاء محمود سامي البارودي لزوجته : ************* مكانة القصيدة : ************* تعد تلك القصيدة من عيون الشعر العربي الحديث ولاقت استحساناً في أوساط الشعراء والنقاد وصادفت شهرةً في الأوساط الأدبية لأنها تدفقت من شعور صادق ، وعبر بها الشاعر عن معاناةٍ مؤلمة صهرت شعوره وعاطفته ، فأتت أبياتها تحمل دفق الإحساس الذي عصرته الفاجعة، وعمق الجرح النازف الذي ولدته المصيبة. وقد قال قصيدته: ************** بعد أن بلغه وهو في سيلان (سرنديب) نبأ وفاة زوجته(عديلة بنت أحمد يَكَن باشا ) في...