أنا صرخةٌ
أنا صرخةٌ من زمانٍ عريقٍ
غَدَتْ في عيون الورى مَهْزَلَة
أنا طائرٌ من بقايا النسورِ
سلامُ الحمائمِ ؛ قد كَبَّلَه
أنا جذوةٌ من بقايا حَريقٍ
وبستان وردٍ به قُنْبُلَة
فلا تسألي الفجر عن قاتليهِ
وعن سارقيهِ ..ومن أَجَّلَه
تعالي أحبُّكِ ما عاد عندي
سوى الحب والموت والأسئلة
خيولٌ تعرَّت فصارت نعاجا
فمن روّج القُبحَ ؛ ومَن جَمَّلَه
ومن علَّم الخيلَ أنَّ النباح
وراء المرابينَ ؛ ما أجمله
هنا كنَّا بالأمس صوتُ الخيولِ
على كل باغٍ له جَلْجَلَة
فكم أسقط الحقُّ عرشَ الطغاة
وكم واجَهَ الزيفَ كم زَلْزَلَه
فكيفَ انتهى المجدُ للباكياتِ
ومن أخرس الحقَّ ؛ من ضَلَّلَه
ومن قال أن البُكا كالصهيلِ
وَعَدو الفوارس كَالهَرْوَلَة
سلامٌ على كلِ نسرِ جسور
يرى في سماءِ العلا مَنْزِلَه
فاروق جويدة