بدر الشريف مسجــل منــــذ: 2011-05-05 مجموع النقط: 198.84 |
إذا ظهرت الحياة بائسة، فاعلم أن خلقك لها بائس.. عندها حاول تغيير رؤيتك وليس الحياة. وتحويل الرؤية يعني تحويل النفس.... كل شيء يعتمد على النفس.. الجنة والنار تعيشان داخل النفس.. الوجود الدنيوي وكذلك الخلاص يوجدان داخل النفس. كل ما يوجد في الوجود يبقى كما هو للأبد، لكن بينما تقوم رؤيةٌ ما بجعله عبودية، تقوم رؤيةٌ أخرى بجعله خلاصاً وحرية... عندما نرى من وجهة نظرالغرور، تصبح الحياة جهنم لأن تلك الرؤية تعاكس الكل. أستطيع أن أبقى "أنا" فقط بكوني مختلفاً...
أمعن النظر في الفراغات بين الحروف فصمتها أقوى من الكلمات.. وتذكر بأن الفكر هو تلك الحروف المكتوبة، بينما اللافكر هو الخلفية البيضاء.. تحسس الفراغ الأبيض وستدرك الحكمة والإبداع والنقاء... لكنك إذا بقيتَ في سجن الكلمات والمنطق ستبقى آلة حاسبة صماء..
حالما تدرك أنه: "أنا المسؤول عن حياتي وكياني مهما حدث ويحدث... أنا السبب والمسبّب وأنا أحمل كل الحِمل، ولا يكلّف الله في قلبك نفساً إلا وِسعها".... فجأةَ يتحوّل وعيك ويقفز من الهامش إلى الجوهر المركزي... والآن ستصبح لأول مرة في تاريخك مركز العالم... وفيك انطوى العالم الأكبر. الآن يمكن القيام بكثير من النور، لأن أي شيء لا تحبه يمكنك رميه، وأي شيء تحبه يمكنك زرعه، وأي شيء تشعر بأنه حقيقة يمكنك أن تتبعه لأنك تستفتي قلبك، وأي شيء تشعر بزيفه وتفاهته ستستغني...
لا علاقة للنضج بتجاربك في الحياة. بل يتعلق النضج برحلتك الداخلية وتجاربك الداخلية. كلما ذهبَ المرء بعيداً داخل نفسه كلما زاد نضجه. وعندما يصل إلى مركز وجوده بالتحديد، سيصبح ناضجاً تماماً. ولكن في تلك اللحظة، سيختفي الشخص، وسيبقى وجوده! تختفي النفْس ويبقى الصمت والفناء تختفي المعرفة وتبقى البراءة والنقاء
النضج هو مرادف لكلمة تحقيق الذات: حيث تصل إلى كامل قوتك الكامنة التي تصبح فعالة تماماً. كالبذرة التي قد مضى عليها وقت طويل، وها هي الآن قد أزهرت. للنضج عطرٌ شذيّ... إنه يعطي جمالاً أخاذاً للفرد، يعطي أعظم ذكاء نافذ ممكن على وجه الأرض. يجعل المرء خالياً من كل شيء إلا الحُب. فيصبح عمله حباً، وعدم عمله حب أيضاً! حياته حب، وموته حب أيضاً... كزهرة من الحب لا غير
لو تأمّلنا وضعنا الراهن، لعرفنا أن نضجنا المادي هو ما أوصلنا إلى هنا.... فكرنا المادي الذي قال: " أنا والباقي إلى الجحيم" ما أحوجنا في هذه الأيام إلى النّضج الحقيقي، ما أحوجنا إلى التسامح الذي سيمنعنا من رد الإساءة بالإساءة، ما أحوجنا إلى مَن يعيد فينا براءة وعفوية الأطفال... مهما كبرنا جسدياً ومادياً، فلنبقى أطفالاً بالروح...