ابو زكرياء ابراهيم مسجــل منــــذ: 2010-10-15 مجموع النقط: 1774.9 |
ما أسهل الاقتداء بهديٍّ ظاهر، يجمّل المنظر ولا يكلّف كثيرًا! وما أسهل ادّعاء الاقتداء والتّظاهر به! ما أسهل أن يُغيّر المرء مظهره وبعض سلوكياته الصّغيرة! لكن ما أصعب الاقتداء بخُلق طاهر، يقاوم الهوى ويدافع الشّهوات! ما أصعب التّحقّق بكملات الاقتداء والارتفاع إلى آفاقه السّامقة! ما أصعب أنّ يُغيّر المرء باطنه ويُطهّر قلبه ويُزكّيّ نفسه! والفرق بين الحالين هو الفرق بين واقع اقتدائنا بسيّد الخَلق وإمام المتديّنين عليه الصّلاة والسّلام، وبين متطلّبات ومستلزمات...
كنزان دائمان لا يبليهما الدهر، ولا تفنيهما العصور، هما هذا الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، وليس هناك كتابٌ غيرُه –قديما وحديثا وإلى الأبد- يأتي بمثل ما أتى به من أحكام وقصص وأمثال، لسببٍ بسيط هو أنّ هذه الكُتب –حتى التي يزعم أصحابُها أنها من “عند الله” – إنّما هي مما كتبه الكاتبون، وألّفه المؤلفون، لأنهم بشر، والبشرُ ما أوتوا من العلم إلا قليلا، ولو حسبوه كثيرا، وهم جاهلون بأكثر ما جرى وعن عِلم ما في غدٍ عَمُون، أما هذا الكتابُ فقد أنزله “الحيُّ...
أخرج الشّيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: “إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يُبق عالمًا اتّخذ النّاس رءوسًا جهّالًا، فسُئِلوا فأفْتَوْا بغيْر عِلمٍ فضَلُّوا وأَضَلُّوا”. قال الحافظ في فتحه: قوله: “لا يقبض العلم انتزاعًا”، أي: محوا من الصّدور، وكان تحديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك في حجّة الوداع، كما رواه...
يفتقد العالم الإسلامي بين الفينة والأخرى علماء أفذاذًا خدموا الأمّة بأعمالهم الجليلة وخلّفوا إرثًا كبيرًا من العلم يستفيد منهم النّاس على مرّ الأجيال، حيث فقدت الأمّة في سنينها الأخيرة عددًا من أهل العلم الكبار الّذين أفنوا أعمارهم في العلم والتّعليم والإفتاء والقضاء والتّوجيه والإرشاد وإبداء المواقف في الملمّات، وتبيين الطّريق في الأزمات، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، والدّعوة إلى الله جلّ وعلا، والتّأليف في مختلف المجالات النّافعة، وغير ذلك ممّا...
مما أخذته عن شيخي محمد الغزالي رحمه الله قوله إن “العرب من دون إسلام صفر”، وقد ضاق بعض العربان، ممن مسّهم طائف من الشيطان بهذه المقولة وعدُّوها ترفا أدبيا وتطرفا فكريا لاعتقادهم بأن صلاحية الإسلام تنتهي عند محراب الصلاة ولا صلة له بالحياة، وبأن تطوّرهم وتحضرهم مرهون بشيء واحد لا ثاني له وهو أن يعلنوا براءتهم من الإسلام الذي يلصقون به ما تقدم وما تأخر من هزائمهم الحضارية في حين أن الإسلام هو من يجب أن يعلن براءته من أمة ارتقت به ردحا من الزمن ثم اتخذته...
أد. مولود عويمر/ يجد القارئ في هذه السلسلة نصوصا قديمة متجددة حررها العلماء والأدباء الجزائريون حول قضايا عصرهم واهتماماتهم العلمية والأدبية والفكرية والسياسية الوطنية والعالمية. وحوت هذه النصوص المرجعية للفكر الجزائري المعاصر معينا غزيرا يغرف منه الباحثون المشتغلون على تاريخ الجزائر في القرن العشرين والدارسون لذخائر تراثنا. وألتزم هنا قدر الامكان بنشر الآثار المغمورة أو المتداولة بشكل محدود لننفض الغبار عنها ونحيي جهود أصحابها الذين لم ينصفهم دائما...