المولد النبوي ذكرى تتجدد وأمة تتبدد محمد بوالروايح 2022/10/02
مما أخذته عن شيخي محمد الغزالي رحمه الله قوله إن “العرب من دون إسلام صفر”، وقد ضاق بعض العربان، ممن مسّهم طائف من الشيطان بهذه المقولة وعدُّوها ترفا أدبيا وتطرفا فكريا لاعتقادهم بأن صلاحية الإسلام تنتهي عند محراب الصلاة ولا صلة له بالحياة، وبأن تطوّرهم وتحضرهم مرهون بشيء واحد لا ثاني له وهو أن يعلنوا براءتهم من الإسلام الذي يلصقون به ما تقدم وما تأخر من هزائمهم الحضارية في حين أن الإسلام هو من يجب أن يعلن براءته من أمة ارتقت به ردحا من الزمن ثم اتخذته وراءها ظهريا فعوقبت بما فعلت وعادت كما كانت أمة شاردة ماردة، لا تعرف إلا عقلية القبيلة التي استحكمت منها حتى إنك لتلمح من سلوكاتها في عصر الذرة والمجرة شيئا من عقلية داحس والغبراء والجاهلية الجهلاء.
إن زعم بعض إخواننا التمسك بالهدي النبوي ليس إلا نفاقا وكذبا على الذات وتمسكا بظاهر السنة، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على ذهاب سنة خفيفة ولكنهم يصمتون وكأن على رؤوسهم الطير وهم يرون السنة النبوية تتعرض لهجومات محمومة وغير مسبوقة من اللوبيات المعادية للإسلام، ويكون أقصى ما يفعلونه حشد النصوص في التحذير من هذه اللوبيات.
إن أمة ضاقت بالإسلام وشرحت بغيره صدراً أمة لا تستحق شرف الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الذي أدرك بعض الغربيين عظيم قدره فأنصفوه بعدما تبين لهم بأن ما جاء به هو الحل لكثير من المعضلات الإنسانية، ولذلك لا عجب أن نجد عالما كبيرا مثل “مايكل هارت” لا يتردد في جعل محمد صلى الله عليه وسلم على رأس الخالدين المائة عبر التاريخ البشري.
تتجدد ذكرى المولد النبوي كما يتجدد الليل والنهار، ولكن ما قيمة أن تتجدد ذكرى المولد النبوي وأمتنا العربية والإسلامية تترنح وتراوح مكانها وأرضنا العربية والإسلامية تنتقص من أطرافها؟. ما قيمة أن تتجدد ذكرى المولد النبوي ولكن تتبدد معها أوصال هذه الأمة ويصبح الاجتماع والإجماع العربي والإسلامي ضربا من الخيال؟. ما قيمة أن يحتفل بعضنا بالمولد النبوي إمعانا في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم كما يزعمون، أو يحرمه بعضنا الآخر تمسكا بالسنة، ودفعا للبدعة كما يدعون في الوقت الذي لا نشعر فيه كلنا أو أكثرنا بأننا شركاء في إثم متوارث وهو ابتعادنا عن قيم هذا المولد؟. ما قيمة أن يشعل بعضنا الشموع احتفاء بمولد الهدى عليه الصلاة والسلام ولكنهم لا يعرفون إلى الهدى سبيلا، معيشتهم ضنكى، ومجتمعاتهم فوضى، وروادهم الحمقى الذين لا يصلحون لإقامة دين ولا لإقامة دنيا؟.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.