الصداع وضعف البصر
الصداع المزمن قد يقف خلفه ضعف نظر!!
يندهش الكثير من الناس الذين لا يشتكون من ضعف في مستوى النظر لديهم أو أن نسبة ضعف مستوى النظر لديهم لا تتعدى 5% بالعين الواحدة أو أقل من هذه النسبة بالعينين الاثنتين (الرؤية المزدوجة). حينما يعلمون أن هذه النسبة البسيطة من الضعف تقف خلف معاناتهم من الصداع المزمن، وأن النظارة الطبية والتي يتهربون من استخدامها هي العلاج الناجع لمعاناتهم المستمرة. في الواقع أن الصداع ليس مرضا بحد ذاته وإنما هو عرض (وسيلة تنبيه من الدماغ لوجود مشكلة ما) لأمراض كثيرة تصيب الجسم، ولتعدد وتشابه علامات الصداع فانه يتطلب من الفاحص البحث عن مسبب هذا الصداع عن طريق الكشف على العديد من أعضاء الجسم ووظائفها وعمل بعض التحاليل اللازمة وربما المرور على عدة عيادات مختلفة للوصول إلى المسبب مما يتطلب الكثير من الوقت والمراجعات والجهد على المريض.
فاسمحوا لي أن أصحبكم بجولة تعريفية مبسطة حول الصداع وأنواعه وكيفية تشخيصه مع التركيز على أمراض العيون والعيوب البصرية المسببة للصداع ودور تصحيح النظر في العلاج، ليتمكن كل واحد منا للقيام بدوره في إيصال الحالة المرضية لديه للطبيب الفاحص لاختصار الوقت اللازم لتحديد مسبب الصداع لديه.
1- ارتفاع ضغط الدم الكبير والحاد.
2- التهاب الأذن الوسطى الشائع عند الأطفال.
3- التهاب الجيوب الأنفية.
4- مشاكل الأسنان.
5- صداع ما قبل الحيض.
6- الإمساك.
أكثر أنواع الصداع غير العضوية شيوعا هي:
1- الصداع النصفي (الشقيقة): مرض الصداع النصفي ينتج عن توسع شديد في الأوعية الدموية خارج القحف (الموجودة في فروة الرأس) مما يؤدي إلى انضغاط على النهايات العصبية المحيطة بالأوعية الدموية مطلقة الألم وهذا يفسر طبيعة الألم النابض. وهذا أيضا يفسر الألم العيني في أغلب أنواع الصداع النصفي لكون الطبقة الخارجية للعين تأخذ الألياف العصبية من نفس العصب (مثلث التوائم) الذي يحيط بالأوعية الدموية خارج القحف في نفس الوقت يحصل تقبض في الأوعية الدموية داخل القحف مما يؤدي إلى حدوث الأعراض العصبية المرافقة للنوبة الألمية. الصداع النصفي نوعان صداع نصفي عادي لا يشعر فيه المريض بدنو النوبة وتستمر نوبته من 4 - 72 ساعة حيث يشعر بألم في جانب الرأس أو الجانبين وقد يكون نابضا أو متوسطا أو شديدا مع القيء وشعور بالغثيان وحساسية للأصوات. وصداع نصفي تقليدي وفيه يشعر المريض بدنو النوبة مرتين على الأقل سنويا. وقد تستمر النوبة 3 أيام ويسبقها توتر عصبي وتشوش الرؤية. فيرى الشخص أثناءها الخطوط متعرجة وأضواء مبهرة (كفلاش) أو يفقد النظر موقتا مع صعوبة في الكلام والشعور بضعف الذراعين والساقين وتنميل بالوجه واليدين وألم في الجبهة والفكين والأذنين وحول العين.
2- صداع التوتر: لا يعلم الأطباء سبب صداع التوتر بالضبط. هناك أناس كثيرون لا يعانون من نوبات صداع التوتر إلا بشكل متقطع، بينما يعاني منه آخرون بشكل يومي تقريبا أو مرتين أو أكثر أسبوعيا. عادة ما ينشأ صداع التوتر مع منتصف العمر، ويستمر جيئة وذهابا لعدة سنوات. الإحساس الطبيعي في حالات الصداع عبارة عن ضيق أو ضغط مستمر، وغالبا يأتي في شكل رباط ضيق يحيط بالرأس. وغالبا ما يبدأ الصداع في أواخر النهار وقد يستمر لبضع دقائق أو أيام أو شهور بل وسنين.
وقد لا يكون الألم ملحوظا إلا بالكاد أو حادا أو يقع بين هذا وذاك. وقد ترتفع شدته وتذوي، ومن أسبابه تصلب العضلات بالكتفين أو الرقبة أو بفروة الرأس أو الفك. والإجهاد والاكتئاب والقلق، وقد يكون لكثرة العمل أو قلة النوم أو الأكل، وهو أكثر أنواع الصداع انتشارا.
يراعى أن الصداع ليس مرضا ولكنه أحد الأعراض لمرض يجب تشخيصه وصفيا (إكلينيكيا) وسببيا وباثولوجيا، وإذا كان الصداع ينشأ من كل من تلك التراكيب الحساسة سواء كانت داخل الجمجمة أو خارجها فانه قد يعني مرضا خطيرا مثل النزف داخل الجمجمة أو ورم بالمخ أو مرضا أقل خطورة مثل ضعف بالنظر أو التهاب الجيوب الأنفية، ومن هنا تأتي أهمية فحص مريض الصداع جيدا بعد أخذ تاريخ مرضي مفصل عن الصداع ومواصفاته ومكانه بالرأس وكيف بدأ ومنذ متى وفي أي وقت من النهار أو الليل ومعدل ترداده إذا كان متقطعا وما هي الأشياء التي تزيد من حدته والتي تقلل منها وما هي الأشياء التي ترسبه وما هي الأعراض المصاحبة للصداع أو التي تسبق ظهوره مباشرة سواء كانت نفسية أو جسمانية وحالة المريض الصحية والنفسية وأسلوب حياته اليومي وطبيعة عمله أما الاستقصاءات المعملية فيجب أن تكون محدودة وهادفة ومبنية على تشخيص إكلينيكي مبدئي ولازمة لتأكيد التشخيص أو نفيه.
العين عضو حساس جدا بسبب وجود مجموعة كبيرة من الأعصاب. فعند تعرضها لأي إثارة تدمع ومن الممكن أن تحمر وربما تكون النتيجة صداعا، ومن الأمثلة على مسببات الصداع الناشئة عن أمراض العين:
1- التهاب الملتحمة (حافة الجفون وغشاء مقلة العين).
2- خراج أو دمل الجفن (عند منبت أو جذر الرموش).
3- الماء الأزرق (الجلوكوما): ارتفاع حاد بضغط العين.
4- التهاب العصب البصري.
والصداع الذي تسببه أمراض العين عادة يحس به في العين ذاتها أو فوق حاجب العين التي بها المرض وعادة ما تكون نوبات الصداع هذه مصاحبة لأعراض أخرى مثل صعوبة في الرؤية أو رؤية هالات حول الأضواء أو عدم تحمل لرؤية الضوء.