العرب وسرعة الرد
العرب وسرعة الرد:
خالد بن صفوان التميمي، وكان سريع الجواب، قوي العارضة. توجه خالد ليزور عليَّ بن الجهم الشاعر فوجده يتهيأ للخروج وقد أعد له خدمه حمارا ضخما ليركبه ولكنْ تصدى له خالد
وقال:
أما علمت أن العَيْر عار، والحمار شنار، منكر الصوت، قبيح الفوت، متزلج في الضحل، متقلب في الوحل، وليس بركوبة فحل.. لا تُمهر به النساء، ولا يحلب في إناء. إن كان شديدا أتعب يديك، وإن كان بليدا أنهك رجليك!
فاستوحش عليّ من ركوبه ودعا بفرس فركبه، وإذا خالد يتقدم من الحمار فيركبه، فعجب علي بن الجهم وقال له:
ويحك! أتنهى عن شيء وتفعله؟
فقال خالد:
أصلحك الله.. عيْر من الكربال، واضح السربال، قوي على الأحمال، محكم القوائم، قوي الدعائم، أقل الدواب مؤونة، وأكثرها معونة، وأيسرها داء، وأسهلها دواء، وأخفضها مهوى، وأسلمها صريعا، وأهونها مطلبا، وأرفعها مركبا، وأقلها جماحا، وأكثرها كفاحا، يزهو راكبه وقد تواضع بركوبه، ويعتبر مقتصدا ولو أسرف في ثمنه!
فعجب الحاضرون، وقال له علي: والله لست أدري بأيهما أكون أكثر إعجابا أبذمك له، أم بمدحك إياه!