فضاءات قوص

قوص

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


بين ابن زيدون و المعتمد بن عباد

بين ابن زيدون و المعتمد بن عباد

سعى الوشاة بابن زيدون إلى المعتمد بن عباد حاكم أشبيلية، فقال ابن زيدون يبرئ نفسه ويحرض المعتمد على قتلهم:

يا أيها الملك العليّ الأعظمُ

اقطع وريدي كل باغ ينئمُ

واحسم بسيفك داءَ كل منافقٍ

يُبدي الجميلَ وضدّ ذلك يكتُمُ

لا تتركن للناس موضع شُبهةٍ

واحزم فمثلك في العظائم يحزُمُ

قد قال شاعر كندةٍ فيما مضى

بيتاً على مرّ الليالي يُعلمُ

(لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى

حتى يُراقَ على جوانبه الدمُ)

فأجاب المعتمد يخاطب الوشاة:

كذبت مُناكم، صرّحوا أو جمجموا

الدين أمتنُ والمروءة أكرمُ

خُنتم ورمتم أن أخونَ، وإنّما

حاولتم أن يستخفّ يلملمُ

وأردتم تضييقَ صدرٍ لم يضق

والسُمرُ في ثغر النحور تحطّمُ

وزحفتم بمُحالكم لمُجرّبٍ

ما زال يثبتُ في المِحال فيهزمُ

أنّى رجوتم غدرَ من جرّبتم

منه الوفاءَ، وظلم من لا يظلمُ

أنا ذاكُم، لا البغيُ يثمرُ غرسُه

عندي، ولا مبنى الضعيف يُهدّمُ

كفّوا وإلا فارقبوا لي بطشة

يُلقى السفيه بمثلها فيُحلّم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعتبر (ابن زيدون) أعظم شعراء الأندلس شأناً وأجلهم مقاماً، وقد قال الشعر في أغراض كثيرة كالغزل والمدح والرثاء والاستعطاف ووصف الطبيعة، وقد كان في مدحه لحكام الأندلس يركز على معاني الشجاعة والقوة، وكان يضع نفسه في مصاف ممدوحيه على طريقة المتنبي، لما كان يمتاز به من عزة النفس ورفعة الشأن. وكذلك الأمر في قصائد الاستعطاف التي كتبها أثناء سجنه أو فراره من قرطبة، فقد كانت تعبر عن نفس أبية، لم تستطع القيود والسجون والتشرد أن تهزم كبرياءها، أو تلين قناتها، أو تذل صاحبها.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة