الفعل اللازم والمتعدي والمفعول به
الفعل اللازم والمتعدي والمفعول به
الفعل اللازم: هو الفعل الذي أعطى معنى مفيدًا مكتفيًا بفاعله.
الفعل المتعدي: هو الفعل الذي لم يكتفِ بفاعله؛ فحينئذٍ لم يعط معنى مفيدًا إلا بمفعوله أوبمفاعيله، وعلامته أن يتصل به هاء الغائب؛ مثل: (ضربه) أو أَنْ يصاغ منه اسم مفعول تام [أي غير مقترن بـ(شبه) جملة؛ مثل: (مضروب)].
وقد يتعدى الفعل إلى مفعوله بنفسه؛ كقوله تعالى: (وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ). (النحل: 114).
وقد لايقوى على مفعوله إلا بغيره؛ كحرف الجر اللام في (لي) في قوله تعالى:
(أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ). (لقمان: 14).
تعدى الفعل (اشكر) على مفعوله (ياء المتكلم) باللام في (لي).
أوبالظرف؛ مثل: (نِمت فوق السرير).
وقد يتعدى إلى مفعول به واحد بنفسه؛ مثل: (فَغَرَ فاه) أي: فتح فمه.
فغر: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره، لامحل له من الإعراب (فعل متعدٍ)، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. فاه: فا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
وقد لايتعدى لا بنفسه ولا بغيره؛ مثل: (فَغَرَ فوه) أي: انفتح فمه.
فغر: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره لامحل له من الإعراب (فعل لازم). فوه: فو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
والمفعول به: اسم دل على ما وقع عليه فعل الفاعل.
والأفعال التي تتعدى إلى مفعول واحد كثيرة جدا؛ مثل: أكل، سأل، قر أ، شد، اشترى، رمى، طوى، وقى، باع، لبس التاجر ثوبا.
لبسَ: فعل ماض مبني على الفتح الظاهرعلى آخره لامحل له من الإعراب.التاجرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ثوبًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة، أو الفتحة المنونة الظاهرة على آخره.
وأما ما يتعدى إلى مفعولين فهو زمرتان:
الزمرة الأولى: ماكان أصل مفعوليها مبتدأًا وخبرًا، ويكوِّنان جملة مفيدة وهي صنفان:
أ. أفعال القلوب:
وتشمل أفعال اليقين والرجحان، أما أفعال اليقين فهي: (رأى، علم، درى، وجد، ألفى، تعلّمْ أباك غاضبا).
أبا: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة، غاضبا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة، أوالفتحة المنونة الظاهرة على
آخره.
وأما أفعال الرجحان فهي: ظن، عدّ، حجا، حسب، زعم، خال(1)، جعل، وهب [بمعنى)ظن]، تقول: هَبْ أخاك غائبا فماذا أنت فاعل؟
أخاك: أخا: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الالف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. غائبًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة، أوالفتحة المنونة الظاهرة على آخره.
ويجري القول مجرى الظن بشروط أربعة مجتمعة هي: أن يكون مضارعًا، وأن يكون للمخاطب، وأن يكون مسبوقًا باستفهام، وأن لايفصل بين الاستفهام والفعل بغير ظرف ولامجرور ولامعمول الفعل، فإن فصل بأحدهما لم يضر؛ مثل: أتقول سعيدًا غائبًا؟
سعيدًا: مفعول به أول لـ(تقول لأنها بمعنى ظن) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة، أوالفتحة المنونة الظاهرة على آخره.
غائبًا: المفعول به ثان لـ(تقول) منصوب وعلامة نصبه الفتحة، أوالفتحةالمنونة الظاهرة على آخره.
وفي هذه الحالة إن وقعت (إنّ) بعدها؛ فإنها تكون مفتوحة الهمزة؛ مثل: (أتقول أن سعيدًا غائبٌ): الجملة الاسمية من (أن واسمها وخبرها): سدت مسد مفعولي [تقول؛ لأنها بمعنى (ظن)].
أما إذا انتفى شرط من الشروط الأربعة؛ فإنها لاتتعدى إلى مفعولين، بل؛ إلى مفعول واحد؛ كسؤالك: أهو قال: إنّ سعيدًا غائبٌ؟ الجملة الاسمية من (إن واسمها اوخبرها): في محل نصب مفعول به لمقول القول. [انظر كيف اختلف عمل القول: ففي الجملة الأولى كانت بمعنى (ظن) فأخذت مفعولين، وفُتِحت همزة (إن) بعدها؛ لأن شروطها الأربعة كانت مجتمعة ومكتملة، لكنها لما انتقضت شروطها؛ ففصل بينها وبين الهمزة فاصل وهو الضمير{هو}، ثم جاء الفعل بصيغة الماضي وللغائب لاللمخاطب فعاد إليها معناها الحقبقي وهو القول: فاكتفت بمفعول واحد].
بـ. أفعال التحويل وهي سبعة: (صيّر، ردّ، ترك، تَخِذ، اتخذ، جعل، هبْ)؛ بشرط أن يكون بمعنى صيّر: (جعلت الشمع تمثالا = صيّرت)، (هبني الله نافعا = صيرني)(2).
* ويمكن تركيب جملة مفيدة من المفعولين الأول والثاني في أفعال القلـوب والتحويل؛ مثل: علمت أنّ السفرَ طويلٌ. علم: فعل ماضٍٍٍٍٍٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك وهو التاء. والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. أنّ: حرف مصدري وتوكيد مشبه بالفعل، من أخوات (إنّ). السفر: اسم (أنّ) منصوب وعلامة نصيه الفتحة الظاهرة على آخره. طويل: خبر(أنّ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة، أوالضمة المنونة الظاهرة على آخره. والمصدر المؤول من(أنّ واسمها وخبرها) سد مسد مفعولي (علم). يلاحظ أن مفعولي (علم) كانا قبل دخول (أنّ) عليهما - كانا جملة اسمية (السفر طويل) ؛ السفر: مبتدأ، وطويل: خبره. ولما دخلت (أنّ) عليهما بقيا جملة اسمية من (أن واسمها وخبرها [أنّ السفرَ طويلٌ]: وسدت مسد مفعولي (علم). ومثل ذلك: (جعلت الشمع تمثالًا).
* واما الزمرة الثانية؛ فهي ماكان أصل مفعوليها ليس مبتدأًا وخبرًا، ولكن يكون المفعول الأول فيها فاعلا في المعنى، ولا يصلحان لتكوين جملة، وهي أفعال كثيرة؛ مثل: أعطى، ألبس، سأل، علّم، فهّم، كسا، منع، منح المديرُ الفائزَ جائزةً). منح:فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره لامحل له من الإعراب. المدير: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. (الفائز) مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، هو فاعل في المعنى؛ لأنه هو الذي امتنح الجائزة. جائزةً: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة، أو الفتحة المنونة الظاهرة على آخره.
* وأما ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل؛ فهي سبعة: أرى، أعلم، أنبأ، نبّأ، أخبر، خبّر، حدّث المعلمُ التلميذَ الحلَّ سهلا. حدّث: فعل ماض مبني على الفتح لامحل له من الإعراب، المعلم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرةعلى آخره. التلميذَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. الحلَّ: مفعول به ثانً منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، سهلا: مفعول به ثالث منصوب وعلامة نصبه الفتحة، أوالفتحة المنونة الظاهرة على آخره.
* ويمكن تركيب جملة مفيدة من المفعولين الثاني والثالث: (الحلُّ سهلٌ)، وتقوم جملة (أنّ) مقام الثاني والثالث في ما ينصب ثلاثة مفعولات؛ كقوله: حدّث المعلم التلميذ أنّ الحلَّ سهلٌ. التلميذ: هو المفعول الأول لـ(حدّث) والمعلم: هو الفاعل، أنّ واسمها وخبرها (أنّ الحلَّ سهلٌ) سدت مسد المفعول الثاني والثالث لـ(حدَّث)، يلاحظ أن مفعولي حدّث: (الحلَّ سهلًا) كانا قبل دخول (أنّ) عليهما - كانا جملة اسمية (الحلُّ سهلٌ)؛ الحل : مبتدأ، وسهلٌ: خبره. ولما دخلت (أنّ) عليهما بقيا جملة اسمية من (أن واسمها وخبرها [أنّ الحلًّ سهلٌ]: وسدت مسد مفعولي (حدّث).
* والفارق بين رأى البَصَرية ورأى القلْبية؛ أن رأى البصرية لا تتعدى إلا إلى مفعول واحد؛ كقوله تعالى: (وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ). (النحل: 14).
الفلكَ: مفعول به لرأى البصرية منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. مواخر: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وصاحب الحال(الفلك).
* وأما رأى القلبية؛ فتتعدى إلى مفعولين كقوله تعالى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ?). (فاطر:8).
الهاء في رآه: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أوّل لـ(رأى) القلبية.
حسنًا: مفعول به ثانٍ لـ(رأى) القلبية منصوب وعلامة نصبه الفتحة، أو الفتحة المنونة الظاهرة على آخره.
* الفعل تَعَلَّمْ: من أفعال اليقين هو فعل أمر جامد لامضارع له ولاماضٍ بمعنى (اعلمْ)؛ مثل: (تعلّمْ العدوَّ غدّارًا).
* يصبح اللازم متعديا في الأحوال الآتية:
أ. أن تدخله همزة التعدية؛ مثل: أخرجت القلمَ من جيبي.
بـ. أن يُضعّف الحرف الثاني الأصلي؛ مثل: نزَّلت الدلو في الجب.
جـ. أن يزاد بعد الحرف الأول الأصلي ألف؛ مثل: جالست الكريم.
د. أن يزاد في أول الفعل الألف والسين والتاء؛ مثل: استحسنت العِلْم.
هـ. أن يسقط الجار من المفعول به وهو سماعي؛ كقوله تعالى: (وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ). (المطففون: 3). أي: إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم.
و. أن يزاد حرف الجر؛ مثل: (ذهبت بخالد إلى الصف).
ز. التضمين النحوي: وهو إعطاء لفظ فعل لازم معنى لفظ فعل متعدٍّ فيأخذ حكمه؛ كقوله تعالى: (وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى? يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ?). (البقرة: 235).
أي (لاتنووا)؛ أعطى معنى (تعزموا) وهو فعل لازم معنى (تنووا) الفعل المتعدّ فعدّي تعديته.
ح. التعدية بتحويل اللازم إلى باب (نصر) لقصد المغالبة؛ مثل: (قَعَدَ فقاعدْتُه فقعّدته فأنا أُقعِده).فإذا كان أصل الفعل لازمًا؛ فإنه، بصيغة فاعل يصبح متعديًا ففي هذه الصيغة معنى المغالبة ويدل على غلبة أحدهما (فِعْلٌ) من باب (نصر).
* من الجائز حذف المفعول به إذا دلت عليه قرينة؛ كقوله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى? . (الضحى: 3). وما قلاك.
* ويجوز حذف الفعل إن وجدت القرينة؛ تسألني: ماذا تصنع؟ فأجيبك: قفصًا للعصفور.
* ويجب حذف الفعل في ما ورد سماعا؛ كالأمثال وما سار مسيرها؛ مثل: (كلَّ شيء ولا شتيمة حر = إئت كلَّ شيء ولا تأت شتيمة حر، أهلا وسهلا = جئت أهلا ونزلت سهلا).
* يجب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل في موضعيْن:
1. أن يكون من أسماء الصدارة؛ مثل: أسماء الشرط وأسماء الاستفهام و(كم) و(كأيّن) الخبريتين، أو ما يضاف إلى أسماء الصدارة، وأمثلة ذلك: أيًّا تَزُرْ يكرمك.
أيًّا: اسم شرط مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة، أوالفتحة المنونة الظاهرة على آخره.
رأيَ أيٍّ تأخذ تنتفع.
رأي: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .، أضيف إلى اسم الشرط أيّ.
مَن قابلت؟ مَن: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
باب من طرقت؟
باب: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. أضيف إلى اسم استفهام.
كم من دار بعت. كم الخبرية: اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
مفتاح كم مخزن حويت.
مفتاح: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. أضيف إلى كم الخبرية.
كأيّن من عالم لقيتُ فاستفدتُ منه.
كأين الخبرية: اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
* ولكن لايضاف المفعول المتقدم إلى كأيّنْ كما أضيف إلى اسم الشرط واسم الاستفهام وكم الخبرية كما مر في الأمثلة السابقة.
2. أن يكون معمولا لجواب (أمّا) ولا فاصل بينهما وبين الجواب؛ كقوله تعالى:?فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَر? (الضحى: 9). اليتيم: مفعول به مقدم للفعل تقهر منصوب وعلامة تصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
----------------------------
1) قد تَرِد ظن وخال وحسب أحيانًا بمعنى اليقين.
2) فإن خرجت عن هذا المعنى لم تعمل عمل صيّر، والعبرة دائمًا في المعنى الذي يؤديه الفعل، والعمل تبع لذلك فقولك: (تركت الحقل)، لا ينصب إلا مفعولا واحدًا، بينما لو قلت: (أخبرته خبرًا، تركته متحيرًا) ترك: نصب مفعولين؛ لذا فلا بد من الانتباه إلى الأفعال ذات المعاني المتعددة.