الأسلوب العربي الفصيح
الأسلوب العربي الفصيح الذي يطبع الشخصية الكاتبة أو الناطقة لكل واحد منا، هو نتيجة لتفاعل آلاف التراكيب الفصحى التي حفظناها ثم نسيناها، فانطبعت لها في ذواكرنا آلية تركيبية معينة؛ فكان لنا منها أسلوب خاص، فإذا انبرينا للكتابة أو التكلم بالفصحى طفت هذه الآلية المكتسبة من أغوارها، وسبحت مع القلم في الحبر أو مع اللسان في اللعاب، وافترقنا عمن سوانا. ويقولون: إن الأسلوب هو الشخص نفسه، بمعنى: أنه لا يمكن لإنسان أن ينسلخ عن أسلوبه، كما لا يمكن له أن يتجافى عن نفسه. وهنا تقفز إلى ذهني مسألة أخرى - بالاستطراد - تلك هي مسألة القرآن والحديث، واختلاف أسلوب كل منهما عن الآخر، فإذا كان أسلوب الفرد لا يتعدد، وكان الحديث لنبينا وحبيبنا - صلى الله عليه وسلم- فلمن القرآن؟
-------------------------------------------------------------
- كتاب ( الأصول)
- دكتور تمّام حسّان.