شهادة الإسلام والأوجه الإعرابية لها إعرابا ومعنى
*إعراب " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "
شهادة الإسلام
والأوجه الإعرابية لها إعرابا ومعنى :
أشهد : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره ( أنا )
أنْ : مخففة من الثقيلة (أنّ )، ويجوز إعمالها وإهمالها
واسمها ضمير الشأن المحذوف والتقدير: أشهد أنّه ....
لا : نافية للجنس
إله : اسم مبني على الفتح في محل نصب اسم ( لا ) النافية للجنس وخبرها محذوف تقديره معبود بحق
إلا: أداة حصر
الله: بدل مرفوع من خبر ( لا ) وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
والجملة الاسمية من ( لا ) النافية مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر (أن) المخففة من الثقيلة
والمصدر المؤول من ( أنْ ) المخففة واسمها وخبرها في محل نصب مفعول به للفعل ( أشهد )
وأنّ: الواو عاطفة
أنّ: حرف توكيد ونصب
محمدًا: اسم أنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
رسول : خبر أن مرفوع وهو مضاف
الله : لفظ الجلالة مضاف إليه
ـــــــــــــــ
* ملحوظات مهمة :
1 ـ أود أن أضيف ما ذكره الأخفش في إعراب لفظ الجلالة في كلمة التوحيد ، أنه يجوز فيه أن يكون بدلا من محل ( لا) مع اسمها لأن محلهما عند سيبويه الرفع بالابتداء .
ـ ولا بد أن نلاحظ أنه لا يجوز أن نحذف النون في الكتابة فنكتب: أشهد ألا إله إلا الله
لأن (أن) هنا مخففة من الثقيلة ولا يجوز حذف نونها
2 ـ قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية عند الحديث الثاني:
وإعراب لاَ إِلَهَ إَلاَّ اللهُ :
لا إله إلا الله: هذه جملة اسمية منفية بـ (لا) التي لنفي الجنس، ونفي الجنس أعم النفي، واسمها: (إله) وخبرها: محذوف والتقدير حقٌ، وقوله: (إلا) أداة حصر، والاسم الكريم لفظ الجلالة بدل من خبر: (لا) المحذوف وليس خبرها لأن: (لا) النافية للجنس لا تعمل إلا في النكرات.
فصارت الجملة فيها شيء محذوف وهو الخبر وتقديره: حق،أي: لا إله حق إلا الله عزّ وجل، وهناك آلهة لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقّة،وليس لها من حق الألوهية شيء،ويدل لذلك قوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ) (الحج:62)
وقال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية:
في إعراب كلمة التوحيد: لا إله إلا الله.
لا: نافية للجنس.
إله: هو اسمها مبني على الفتح.
و(لا) النافية للجنس مع اسمها: في محل رفع مبتدأ.
وحق: هو الخبر؛ وحق المحذوف هو خبر، والعامل فيه هو الابتداء أو العامل فيه (لا) النافية للجنس على الاختلاف بين النحويين في العمل.
وإلاّ الله:
إلا: استثناء؛ أداة استثناء.
الله: مرفوع، وهو بدل من الخبر، لا من المبتدأ؛ لأنه لم يدخل في الآلهة حتى يُخرَج منها؛ لأن المنفي هي الآلهة الباطلة، فلا يَدخل فيها -كما يقوله من لم يفهم- حتى يكون بدلا من اسم لا النافية للجنس؛ بل هو بدل من الخبر، وكون الخبر مرفوعًا والاسم هذا مرفوعا، يُبين ذلك لأنّ التابع مع المتبوع في الإعراب والنفي والإثبات واحد.
وهنا تَنْتَبِهْ إلى أن الخبر لما قدّر بـ”حق“ صار المُثبت هو استحقاق الله جل وعلا للعبادة، ومعلوم أنّ الإثبات بعد النفي أعظم دلالة في الإثبات من إثباتٍ مجرد بلا نفي.
ولهذا صار قوله ”لا إله إلا الله“ وقول (وَلَا إِلَهَ غَيْرُ الله) هذا أبلغ في الإثبات من قول: الله إله واحد. لأن هذا قد ينفي التقسيم لكن لا ينفي استحقاق غيره للعبادة، ولهذا صار قوله جل وعلا ?لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ?[البقرة:163]، وقول القائل ”لا إله إلا الله“ بل قوله تعالى ?إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ?[الصافات:35] جمعت بين النفي والإثبات، وهذا يسمى الحصر والقصر، ففي الآية حصر وقصر.
وبعض أهل العلم يعبّر عنها بالاستثناء المفرّغ وهذا ليس بجيد، بل الصواب فيها أن يقال هذا حصر وقصر، فجاءت (لا) نافية وجاءت (إلا) مثبتة ليكون ثَم حصر وقصر لاستحقاق العبادة في الله جل وعلا دون غيره، وهذا عند علماء المعاني في البلاغة يفيد الحصر والقصر والتخصيص، يعني أنه فيه لا في غيره، وهذا أعظم دلالة فيما اشتمل عليه النفي والإثبات.
ومعنى كلمة التوحيد وتفصيل الكلام عليها ترجعون إليه في موضعه من كلام أئمة الدعوة رحمهم الله تعالى.
3 ـ بعض المعلمين يقدرون عند إعراب " لا إله إلا الله " أنهم يقولون " لا إله موجود إلا الله " وهذا خطأ لأن المسألة ليست رأياً شخصياً ولكنه أمر يتعلق بالعقيدة
ولا بد أن يفهم معنى لا إله إلا الله حتى يتسنى التقدير الصحيح فيها
إذا قلنا لا إله موجود فقد جانبنا الصواب
وخطأ هذا التعبير في كون الإله وجد عند الناس
فقد ألَّه الناس الشمس ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله )
وأيضاً ألّهوا الأصنام فألِّه ودٌ وسواعٌ ويغوث ويعوق ونسر وغيرها
وقد ذكر الله عز وجل لفظة الإله على الهوى في قوله ( أفرأيت من اتخذ إله هواه )
فإذا قلنا ( لا إله موجود ) فقد جانبنا الصواب لأن العرب الجاهليين قد أقروا بوجود
الله عز وجل وعبدوه ولكنهم أشركوا معه غيره فعبدوا الأصنام بغير حق
والتقدير الصحيح الذي رجحه أهل العلم هو :
( لا إله معبود بحق ) والله أعلم .
_________________