العربية سيدة اللغات
* قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «أحبُّوا العربَ لِثَلاثٍ؛ لأنِّي عربيٌّ، والقرآنُ عربيٌّ، وكلامُ أهلِ الجنَّة عربيٌّ»[الحديث ورد في: المستدرك للحاكم: 6999و7000، والمعجم الكبير للطبراني: 11278، وفي المعجم الأوسط للطبراني: 5583، وشعب الإيمان للبيهقي: 1610، ومصنف ابن أبي شيبة] وتعليق الذهبي في التلخيص: أظن الحديث موضوعًا. والله أعلم.
* اللُّغةُ العربيَّةُ سيِّدةُ اللُّغاتِ، لُغةُ الصَّلواتِ والعِبَادَاتِ، وقد نُسب لعمر بن الخطاب قوله:«تعلَّمُوا العربيَّةَ فإنَّها تزيدُ في المروءة».
* يقولُ ابنُ الأثير:"اللُّغَةُ العَرَبِيَّةِ سَيِّدَةُ اللُّغَاتِ؛ فهي أشرفَهُنَّ مَكَانًا, وأَحَسْنَهُنَّ وَضْعًا؛ وذلك لأنَّهَا جَاءَتْ آخرًا فَنَفَتْ القَبِيْحَ مِنْ اللُّغَاتِ مِنْ قَبْلِهَا, وأخـذتْ الحَسَنَ, ثُمَّ إِنَّ وَاضِعَهَا تَصرَّف في جميع اللغات السالفة, فاختصر ما اختصر وَخَفَّفَ مَا خَفَّفَ".
* قال الإمام الشافعي:«يجبُ على كلِّ مسلم أن يتعلَّم من لسان العرب ما يبلغه جهده في أداء فرضه».
* يقولُ العلاَّمة الطَّاهر بن عاشور:" تلك اللغة أَوْفَرُ اللُّغَاتِ مَادَّةً، وَأَقَلُّهَا حُرُوفًا، وَأَفْصَحُهَا لَهْجَةً، وَأَكْثَرُهَا تَصَرُّفًا فِي الدَّلَالَةِ عَلَى أَغْرَاضِ الْمُتَكَلِّمِ، وَأَوْفَرُهَا أَلْفَاظًا، وَجَعَلَهُ جَامِعًا لِأَكْثَرِ مَا يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَمَّلَهُ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ فِي نَظْمِ تَرَاكِيبِهَا مِنَ الْمَعَانِي، فِي أَقَلِّ مَا يَسْمَحُ بِهِ نَظْمُ تِلْكَ اللُّغَةِ، فَكَانَ قِوَامُ أَسَالِيبِهِ جَارِيًا عَلَى أُسْلُوبِ الْإِيجَازِ فَلِذَلِكَ كَثُرَ فِيهِ مَا لَمْ يَكْثُرْ مِثْلُهُ فِي كَلَامِ بُلَغَاءِ الْعَرَبِ".
* قال الماوردي:"ومعرفة لسان العرب فرضٌ على كلِّ مسلمٍ من مجتهد وغيره".
* يرى ابن تيمية أنَّ اللِّسانَ العربيُّ شِعارُ الإسلامِ وأهلِهِ، واللُّغاتُ مِنْ أعظمِ شعائرِ الأُممِ التي يتميَّزُون بها، ويقولُ وأنَّ اللُّغةَ العربيَّةَ من الدِّين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية؛ حيثُ يقول:" فالعربيةُ هي لغةُ الإسلام، ولغة القرآن، ولا يتأتى فهم الكتاب والسنة فهمًا صحيحًا سليمًا إلا بها، فهي من مستلزمات الإسلام وضرورياته، وإهمالها والتساهل بها لا بد أن يضعف من فهم الدين، ويساعد على الجهل به".
* وهذا هو الثعالبي يُعبِّرُ عن هذه اللُّغةِ أبلغَ تعبيرٍ؛ حيثُ يقولُ في مقدمة كتابه الشهير (فقه اللغة وسرّ العربية):"مَنْ أحبَّ اللهَ تَعَالَى، أَحَبَّ رسولَه مُحمَّدًا، ومَنْ أحبَّ الرَّسُولَ العربيَّ أحبَّ العَرَبَ، ومَن أحبَّ العربَ أحبَّ العربيَّةَ، ومَنْ أحبَّ العربيَّةَ عُنِيَ بِهَا، وثَابرَ عليها، وصَرَفَ هِمَّتَهُ إليها، ومَنْ هَدَاهُ الله للإسْلامِ وشَرَحَ صَدْرَهُ للإيمَانِ، وآتَاهُ حُسْنَ سَريرةٍ فيه، اعتقدَ أنَّ مُحمَّدًا خيرُ الرُّسُلِ، والعَربَ خيرُ الأمم، والعربية خيرُ اللُّغاتِ والألسنة، والإقبالُ على تفهُمها من الدِّيانةِ، إِذْ هي أداةُ العلمِ، ومفتاحُ التَّفقُّهِ في الدِّينِ، وسبب ُإصلاحِ المَعَاشِ والمَعَادِ، ثُمَّ هِي لإحرازِ الفَضَائلِ والاحتواءِ على المُرُوءَةِ وسائرِ أنواعِ المَنَاقِبِ؛ كالينبُوعِ للمَاءِ والزّندِ للنَّار، ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها، والوقوفِ على مَجاريها ومَصارفها، والتَّبحُّر فـي جلائلها ودقائقها إلا قُوَّةُ اليقين في مَعرفةِ إعجازِ القُرآنِ، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة التي هي عُمْدَةُ الإيمانِ، لكفى بها فَضَلاً؛ يَحْسُنُ أَثَرُهُ، ويَطيبُ في الدَّارين ثَمَرُهُ".
* قال الفارابي في (ديوان الأدب):"هذا اللِّسانُ كَلامُ أهلِ الجنَّةِ, وهو المُنـزَّه من بين الألسنةِ مِنْ كُلِّ نقيصَةٍ, والمُعلَّى مِنْ كُلِّ خسيسةٍ, والمُهذَّبُ ممِّا يُستهجنُ أو يُستشنعُ, فبنى مباني باين بها جميع اللغات من إعراب أوجده الله لـه, وتأليف بين حركة وسكون حلاَّه به".
* يقول ابن جني :"إنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةِ لُغَـةُ نَبِيِّكَ التي فَضَّلَهَا الله على سائِرِ اللُّغَاتِ, وفرعت بها فيه سامي الدرجات".
* قال الإمام مالك:«مَن تكلَّم في مسجدنا بغير العربيَّة فأَخرِجوه منه».
* قال ابن تيمية :"لابُدّ في تفسير القرآن والحديث من أن يُعرَف ما يدلّ على مراد الله ورسوله من الألفاظ، وكيف يُفهَم كلامُه، فمعرفة العربية التي خُوطبنا بها ممّا يعين على أن نفقه مرادَ اللهِ ورسولِه بكلامِه، وكذلك معرفة دلالة الألفاظ على المعاني، فإنّ عامّة ضلال أهم البدع كان بهذا السبب، فإنّهم صاروا يحملون كلام اللهِ ورسولِه على ما يَدّعون أنّه دالٌّ عليه، ولا يكون الأمر كذلك"
* أورد أنور الجندي في كتابه (الفصحى لغة القرآن) قول المستشرق النمساوي جوستاف جرونبوم عن تفرد وشرف العربية :"وما مِنْ لُغَةٍ تستطيعُ أَنْ تُطَاوِلَ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ فـي شَرَفِهَا, فهـي الوسيلةُ التي اُخْتِيْرَتْ لِتَحْمِلَ رِسَالَةَ اللهِ النِّهَائِيَّةِ, وليست منزلتها الرُّوحيةُ هي وحدها التي يسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قُـوَّةٍ وبيانٍ, أمَّا السِّعَةُ فالأمْرُ فيها وَاضِحٌ, ومَنْ يَتْبَعُ جَمِيْعَ اللُّغَاتِ لا يَجِـدُ فيها على ما سمعته لُغَةً تُضَاهِي اللغةَ العربيةَ".
* يقول أبو هلال العسكري:" فعلم العربية على ما تسمع من خاص ما يحتاج إليه الإنسان لجماله في دنياه، وكمال آلته في علوم دينه".
* يقول ابن تيميَّة :"معلومٌ أنَّ تعلمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية، وكان السلف يؤدِّبون أولادَهم على اللحن، فنحن مأمورون أن نحفَظ القانون العربي، ونُصلِح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهْم الكتاب والسنَّة، والاقتِداء بالعرب في خِطابها، فلو تُرِك الناس على لحنهم كان نقصًا وعيبًا".
* يقول الإمام الشاطبي:"إَّن الشَّريعةَ عربيَّةٌ، وإذا كانت عربيَّةٌ فلا يفهمها حقَّ الفهم إلا مَنْ فهمَ اللُّغةَ العربيَّةَ حقَّ الفهم؛ لأنَّهما (القرآن الكريم والسنة) سيَّان النَّمط، ماعدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئا في فهم اللغة العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطًا فهو متوسطٌ في فهم الشَّريعةِ، والمُتوسطُ لم يبلغ درجة النهاية، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة، فكان فهمه فيها، حجة، كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة..".
* وقال ابن تيميّة:" اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب".
* يقول عباس العقَّاد:" من واجب القارئ العربي إلى جانب غيرته على لغته، أنْ يذكر أنه لا يُطالِب بحماية لسانه فحسب، ولكنه يطالِب بحماية العالم من خسارة فادحة تصيبه، بما يصيب هذه الأداة العالمية من أدوات المنطق الإنساني، بعد أن بلغت مبلغها الرفيع من التطور والكمال. وإنَّ بيت القصيد هنا أعظم من القصيد كله، لأنَّ السهم في هذه الرمية يسدَّد إلى القلب ولا يقف عند الفم واللسان، وما ينطق به في كلام منظوم أو منثور".
* يقول الدكتور طه حسين: إنَّ المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضًا.
* يقول أنور الجندي:" زوال اللغة العربية لا يبقي للعربي أو المسلم قوامًا يُـميزه عن سائر الأقوام، ولا يعصمه أن يذوب في غمار الأمم ؛ فلا تبقى لهم باقيةٌ من بيانٍ، ولا عُرْفٍ، ولا معرفةٍ، ولا إيمانٍ".
* وقال مصطفى صادق الرافعي:" ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ، ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضاً على الأمّة المستعمَرة، ويركبهم بها، ويُشعرهم عظمته فيها، ويستلحِقهم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ: أمّا الأول فحَبْس لغتهم في لغته سجناً مؤبّداً، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً، وأمّا الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ ".
* يقول عباس العقَّاد:" إنَّ الحملةَ على اللُّغةِ في الأقطار الأخرى، إنَّما هي حملةٌ على لسانها، أوْ أدبها على أبعد الاحتمال. ولكن الحملة على لغتنا نحن؛ حملةٌ على كُلِّ شيءٍ يَعنينا، وعلى تقليدٍ من تقاليدنا الاجتماعية والدينيَّةِ، وعلى اللِّسان والفكر والضمير في ضربةٍ واحدة؛ لأنَّ زوال اللغة في أكثر الأمم يبقيها بجميع مقوماتها غير ألفاظها، ولكن زوال اللغة العربية لا يبقي للعربي والمسلم قِوامًا يُميزه عن سائر الأقوام، ولا يعصمُه أن يذوبَ في غِمارِ الأُمَمِ، فلا تبقى له باقيةٌ من بيانٍ، ولا عُرفٍ، ولا معرفةٍ، ولا إيمانٍ".
* يقول العلاّمة الرافعي:"نزل القرآن الكريم بهذه اللغة على نمط يُعجزُ قليلُهُ وكثيرُهُ معًا، فكان أشبهَ شيء بالنُّورِ في جُمْلةِ نَسَقِهِ؛ إِذْ النُّورُ جُملةٌ واحدةٌ، وإنَّما يتجزَّأُ باعتبار لا يخرجه من طبيعته، وهو في كُلِّ جُزءٍ من أجزائِهِ جُملةٌ؛ لا يعارض بشيء إلا إذا خُلِقَتْ سماءٌ غيرُ السَّماءِ، وبُدِّلت الأرضُ غيرَ الأرضِ، وإنَّما كان ذلك، لأنَّه صفَّى اللغة من أكدارها، وأجراها في ظاهره على بواطن أسرارها، فجاء بها في ماءِ الجمالِ أملأ من السَّحابِ، وفي طراءةِ الخَلْقِ أجملُ من الشَّبابِ، ثُمَّ هو بما تناول بها من المعاني الدَّقيقَةِ التي أبرزها في جَلالِ الإعْجَازِ، وصَوَّرَها بالحقيقَةِ وأنْطَقَها بالمَجَازِ، وما ركَّبها به من المُطاوعَةِ في تقلُّبِ الأساليبِ، وتحويلِ التَّركيبِ إلى التَّراكيبِ، قد أظهرها مَظهرًا لا ينقضي العجبُ منه؛ لأنَّهُ جلَّاها على التَّاريخِ كُلِّهِ لا على جيلِ العربِ بخاصَّتِهِ، ولهذا بُهِتُوا لها حتَّى لم يتبيَّنُوا أكانوا يسمعون بها صوتَ الحاضرِ أم صوتَ المُستقبلِ أم صوتَ الخُلُودِ؛ لأنَّها هي لُغتُهم التي يعرفُونها، ولكن في جزالةٍ لم يُمضغُ لها شِيْحٌ ولا قَيْصُومٌ".
* يقول ساطع الحصري:"إنَّ اللُّغةَ سواءً قلنا أنَّها خُلقت دفعةٌ واحدةٌ من قِبَلِ الله، أم ذهبنا إلى أنَّها تكوَّنت تدريجيًّا بعملِ العقلِ، فلا يُمكنُ أن نشكَّ في أنَّها - في الحالة الراهنة - هي التي تخلقُ العقلَ أو على الأقل تُؤثِّرُ في التَّفكيرِ تأثيرًا عميقًا، وتُسدده، وتوجهه توجيهًا خاصًّا... ومن ثمَّة فاللّغةُ القوميَّةُ تُعتبرُ بِمثابَةِ الوعاء الذي تتشكَّلُ به وتحفظُ فيه، وتنتقلُ بواسطته أفكارُ الشَّعبِ. إنَّ لُغةَ الآباءِ والأجدادِ مَخزنٌ لكُلِّ ما للشَّعبِ من ذخائرِ الفكرِ والتَّقاليدِ والتَّاريخِ والفلسفَةِ والدِّينِ، فقلبُ الشَّعبِ ينبضُ في لُغتِه، وروحه تكمنُ في بقاءِ هذه اللُّغةِ".
* يقول جرجي زيدان: اللُّغةُ المُختلفةُ في مملكةٍ واحدةٍ إنَّما هي حواجزُ منيعةٌ ضد الاحتكار الفعلي، وتدفعُ الأفكار، والعادات من عُنصرٍ إلى عُنصرٍ، فهي مانعةٌ من الالتئامِ في وحدةٍ قوميَّةٍ واحدةٍ، يمكنك أن تجمع جماعات تحت رايةِ حكمٍ واحدٍ، ولكنَّك لا تقدر أن تجمعها في قوميَّةٍ واحدةٍ، إذا كانت متعددة اللغات ما لم تعمم فيها لغة واحدة.
* يقول الأستاذ محمود تيمور:"فإذا كانت الإمبراطورية العربية قد أسدل ستارها على مسرح السياسة فهي قائمة في مظهر لغوي يربط بين من ضمت من الشعوب، ونحن نعمل بواعيتنا الظاهرة والخافية على استبقاء رباطنا الإمبراطوري في صورة اللغة العربية، كأننا بهذا الرباط نعمل على أحياء إمبراطوريتنا الزائلة، على نحو يلائم ملابساتنا الحاضرة، فإيمانُنا بالفصحى مُستمدٌّ من إيماننا بتلك الإمبراطورية التي تتجمع فيها أمجادنا التليدة، وإنَّنا بذلك الإيمان نستمسك بمقومات شخصيتنا العزيزة علينا وعلى تاريخ الإنسانية جميعًا، وفي هذا الاستمساك تلتق مشاعرنا الطبيعية، لحماية أنفسنا في معترك تنازع البقاء"
* قالت عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ):"حين تمتحن أمة بسرقة لسانها، تضيع، وتمسخ شخصيتها القومية، وتبتر من ماضيها وتراثها وتاريخها، ثم تظل محكوماً عليها بأن تبقى أبداً تحت الوصاية الفكرية والوجدانية للمستعمر، حتى بعد أن يجلو عن أرضها. وبمضي الزمن يغدو هذا الاستعباد القهري ولاء فكرياً لمن كان لها بالأمس عدواً".
* قال الخفاجي عن أبي داود المطران - وهو عارف باللغتين العربية والسريانية - أنه إذا نقل الألفاظ الحسنة إلى السرياني قبُحت وخسّت، وإذا نُقل الكلام المختار من السرياني إلى العربي ازداد طلاوةً وحسنًا، وإن الفارابي على حقّ حين يبرّر مدحه العربية بأنها من كلام أهل الجنّة، وهو المنزّه بين الألسنة من كل نقيصة، والمعلّى من كل خسيسة، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً".
* يروي لنا الأستاذ عبد العزيز بنعبد الله "أنَّ اللغة العربية أصبحت في العصور الوسطى لغة الفلسفة والطب ومختلف العلـوم والفنون، بل أصبحت لغة دولية للحضارة، ففي عام 1207م لوحظ وجود معهد في جنوب أوروبا لتعليم اللغة العربية، ثم نظَّم المجمع المسيحي بعد ذلك تعليمها في أوروبا، وذلك بإحداث كراسي في كبريات الجامعات الغربية.