قلين احدى المحطات فى حياة النقشبندى
الشيخ النقشبندى
أستاذ المداحين ..وصاحب مدرسة متميزة فى الابتهالات
مازال من أهم علامات شهر رمضان بالإذاعة .. حتى الآن
صوته الأخاذ القوى المتميز ..طالما هز المشاعر والوجدان ..وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم .. حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار ،بأحلى الابتهالات التى كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين .. يا رب وتجعلهم يرددون بخشوع الشيخ سيد النقشبندى .. هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية فى القرن ..لحن ملائكى لم يكتمل العشرين وهو كما قالوا عنه وكان ذا قدرة فائقة فى الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة ،ولقب بالصوت الخاشع ،والكروان الربانى ..وإمام المداحين.
مولده:
ولد الشيخ سيد محمد النقشبندى فى قرية إحدى قرى محافظة الدقهلية ،وجاء مولده عام ،1920
ولم يمكث فى دميرة طويلا ،حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا فى جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره.
وفى طهطا حفظ القرآن الكريم وتعلم الانشاد الدينى فى حلقات الذكر بين مريدى الطريقة النقشبندية وهى طريقة صوفية تلتزم فى حلقاتها بالذكر الصامت بالقلب دون اللسان وكان والده الشيخ محمد النقشبندى هو شيخ الطريق وكان عالما جليلا نسبت لاسمه الطريقة النقشبندية .
وكان سيد النقشبندى يحفظ مئات الأبيات الشعرية للإمام البوصيرى وابن الفارض ، وأحمد شوقى كما كان شغوفا بقراءة الكثير من مؤلفات المنفلوطى والعقاد وطه حسين.
رؤيا صادقة فى عالم الابتهالات
وبدأ النقشبندى حياته بتلحين القصائد بنفسه ، حيث درس جميع المقامات الشرقية وكان يرى أن الأدعية الدينية لا تقل أثرا عن المحاضرات الدينية . وقضى الشيخ سيد النقشبندى فترة طويلة فى طهطا حتى بلغ 25 عاما من عمره ،ورأى فى منامه أن هاتفا من السماء يدعوه إلى السفر إلى طنطا حيث المدد البدوى فى رحاب السيد أحمد البدوى قطب طنطا ..فشد رحاله إلى مدينة قلين بكفر الشيخ ثم استقر به المقام بمدينة طنطا.
وبدأت شهرة الشيخ سيد النقشبندى من خلال احيائه الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين رضى الله
عنه وفى إحدى الليالى من عام 1966 التقى صدفة بالمذيع المعروف أحمد فراج الذى سجل معه حلقتين فى برنامج فى رحاب رمضان أنشد خلالهما أناشيد وابتهالات ثم اخذ صوته يسرى فى المحطات الإذاعية العربية.
الانطلاقة الكبرى
وفى عام 1967 عرض الإذاعى مصطفى صادق على رئيس الإذاعة محمد محمود شعبان بابا شارو اقتراحا يتضمن أن تقدم الإذاعة دعاء يوميا فى شهر رمضان يكون بصوت جميل عقب آذان المغرب ..فقدمه بصوت الشيخ النقشبندى ،وأصبح منذ ذلك اليوم ملمحا من ملامح الشهر الكريم وارتبط صوته فى أذان المسلمين فى شتى بقاع الدنيا بشهر الصوم.
وقد أثرى الشيخ النقشبندى مكتبات الإذاعة بعدد ضخم من الابتهالات والأناشيد والموشحات الدينية .. وكان قارئا للقرآن الكريم بطريقة مختلفة عن بقية قراء عصره وقد احيا مئات الليالى فى معظم الدول العربية.
أوسمة ونياشين
وحصل الشيخ سيد النقشبندى على العديد من الأوسمة والنياشين من مختلف الدول التى زارها ..وعلى المستوى المحلى كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى عام 1979 كما كرم الرئيس محمد حسنى مبارك اسمه ومنح اسمه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى فى احتفالات ليلة القدر عام 1989.
وصيته
وفى يوم 14 فبراير 1976 حضر الشيخ النقشبندى إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون بالقاهرة وقام بتسجيل أحد أدعيته فى برنامج الشهير ثم انصرف عائدا إلى بيته فى دعاء طنطا وأثناء ذلك تعرض لأزمة قلبية مفاجئة وفاضت روحه إلى بارئها عن عمر 56 عاما وكانت المفاجأة التى هزت مشاعر كل الذين عرفوه عندما وجدوا فى جيبه ورقة مكتوبة بخط يده يقول فيها أشعر إننى سأموت اليوم ..أوصيكم خيرا بزوجتى واولادى ..ولا تقيموا لى مأتما وادفنوا جثتى إلى جوار المرحومة والدتى!!
وفى نفس اللحظة التى كان يدفن فيها النقشبندى كانت الإذاعة المصرية تذيع دعاءه الشهير بصوته الشجى سبحانك ربى سبحانك ..سبحانك ما أعظم شأنك