لحظة تفكر واعتبار
جاءَ فِي كِتابِ" مَوارِد الظَّمآن لِدُروسِ الزَّمان "
لِعَبْدِ العَزِيْزِ المُحَمَّدِ السَّلْمان :
( عِبادَ اللهِ تَنَبَّهُوا رَحِمَكُمْ اللهُ بِقَوَارِعِ الْعِبَرِ وَتَدَبَّرُوا مَوَاعِظَ كِتَابِ رَبِّكُمْ فَإِنَّهُنَّ صَوَادِقُ الْخَبَرِ ، وَتَفَكَّرُوا ِفي حَوَادِثِ الأَيَّامِ فَإِنَّ فِيهَا الْمُزْدَجَرُ ، وَتَأَمَّلُوا دَوْرَ الزَّمَانِ عَصْراً فَعَصْراً أَيَّاماً وَشَهْرٌ يَتْلُو شَهْراً وَسَنَةٌ تَتْلُو سَنَةً وَأَوْقَاتٌ تُطْوَى فَتُخَرِّبُ عُمْرَانًا وَتَعْمُرُ قَفْرَا وَتُعِيرُ مَرَّةً وَتَسْلُبُ أُخْرَى.
مَوَاعِظُ تُنَادِي الْعَاقِلُ بِلِسَانِ الْحَقِيقَةِ جَهْراً فَاحْذَرُوا زَخَارِفَ الدُّنْيَا الْمظَلِّلة ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مِنْ تَكَثَّرَ مِنْهَا وَلَمْ يَسْتَعْمِلْهُ فِي مَرَاضِي اللهِ وَيَجْعَلُهُ ذُخْراً لِلدَّارِ الآخِرَةِ لَمْ يَزْدَدْ مِنْ اللهِ إِلا قِلَّةً.
فَتَزَوَّدُوا مِنْهَا التَّقْوَى فَإِنَّهَا خَيْرُ زَادٍ ، وَخُذُوا أُهْبَةَ التَّحَوُّلِ ، وَانْتَبِهُوا مِنْ سِنَةِ الرُّقَادِ قَبْلَ أَنْ تُقَرَّبَ لَكُمْ مَرَاكِبُ التَّحَوُّلِ إلى الْقُبُورِ وَيُنَادِي بِكُمْ الرَّحِيلُ إلى الآخِرَةِ ..
قالَ شاعِرٌ:
خُذُوا أَهْبَةً فِي الزَّادَ فَالْمَوْتُ كَائِنٌ
فَمَا مِنْهُ مَنْجَـــى وَلا عَنْهُ عُنْدَدِ
فَمَـــــــا دَارُكُمْ هَذِي بِدَارِ إِقَــــامَةٍ
وَلَكِنَّهَـــــا دَارُ ابْتِـــــلا وَتَزَوُّدِ
أَمَا جَــــــاءَكُم عَنْ رَبِّكُم وَتَزَوَدُوا
فَمَا عُذْرُ مَن وَافَاهُ غَيْرُ مُزَوَّدِ
فَمَــا هَذِهِ الأَيَّــــــــــــامُ إِلا مَرَاحِلٌ
تُقَرِّبُ مِنْ دَارِ اللِّقَـــا كُلّ مُبْعَدِ
وَقالَ آخَرٌ:
نَهْوَى الْحَيَاةَ وَلَوْ صَحَّتْ عَزَائِمُنَا
لِمَـــا صَـرَفْنَا إلى الْخَــــــــــدَّاعَةِ الْهِمَمَا
لَوْ عِلمُنَا عَلِمَتْ شُمُّ الْجِبَــــــالِ بِهِ
أَزَالَ ذَلِكَ مِنْ آنَافِهَــــــــــــــــــا الشَّــمَمَا
إِنَّ الشُّخُوصَ الَّتِي كَانَتْ رَجَاحَتُهَا
تُوَازِنُ الْهَضْبَ صَارَتْ فِي الثَّرَى رَمَمَا
عَمَّتْهُمُ حَــــــــــــادِثَاتٌ غَيْرُ مُبْقِيَةٍ
شَـيْئاً فَلَمْ تَبْـقَ أَبْـــــــــــــــــدَانًا وَلا قِمَمَا
اللَّهُمَّ ..
عَافِنَا مِنْ مَكْرِكَ ، وَزَيِّنَّا بِذِكْرِكَ ، وَاسْتَعْمِلْنَا بِأَمْرِكَ ، وَلا تَهْتِكْ عَلَيْنَا جَمِيلَ سَتْرِكَ ، وَامْنُنْ عَلَيْنَا بِلُطْفِكَ وَبِرِّكَ ، وَأَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ ..
اللَّهُمَّ ..
سَلِّمْنَا مِنْ عَذَابِكَ ، وَآمِّنَّا مِنْ عِقَابِكَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المسلمين بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.