في الشِّدَّةِ
مِنْ فِقْهُ اللُّغَةِ :
فِي" الشِّدَّةِ " .
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) شِدَّةُ الجُوْعِ : مَسْغَبَةُ
قالَ الله – تَعالَى - فِي سُورَةِ"البَلَد"24:
{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }..
* (سَغِبَ وسَغَبَ ، سَغْباً وسَغَباً وسَغَابَةً وسُغوباً ومَسْغَبَةً): جاعَ، أَوْ لا يكونُ إلاَّ مَعَ تَعَبٍ، فهُو(ساغِبٌ وسَغْبانُ وسَغِبٌ)، وهِي(سَغْبَى) جَمْعُهما: سِغابٌ، وَجَمْع مَسْغَبَةٌ مَسَاغِبُ ..وَالسَّغْبَةُ: الجُّوعُ ، وَقِيْلَ: هُو الجُوعُ مَعَ التَّعَبِ ؛ وَرُبَّما سُمِّيَ العَطَش سَغَباً وَلَيْسَ بمُسْتعمَلٍ ..
وَفِي الحَدِيْثِ:أَنَّهُ قَدِم خَيْبَر بأَصْحابِهِ وَهُم مُسْغِبُون،أَيْ: جِياعٌ .
(2) شِدَّةُ القَتْلِ : الحَسّ .
قالَ الله – تَعالَى - فِي سُورَةِ"آل عِمْران"152:
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ? } ..
* حَسَّهُم يَحُسُّهُم حَسّاً : قَتلَهَم قَتْلاً ذَرِيْعاً مُسْتأْصَلاً.
تَحُسُّونَهُم : تَقْتُلُونَهُم قَتْلاً ذَرِيْعاً
، فالحَسُّ: القَتْلُ الذَّرِيْعُ وَالإِفْناءُ
وَحَسَسْناهُم أَيْ: اسْتَأْصَلْناهُم قَتْلاً ..
- وَفِي الحَدِيْثِ:حُسُّوهُم بالسَّيْفِ حَسّاً ؛ أَيْ: اسْتأْصَلُوهُم قَتْلاً .
- وَفِي حَديْثِ عَلِيّ : لقَدْ شَفَى وَحاوِحَ صَدْرِي حَسُّكُم إِيَّاهُم بالنِّصالِ
(3) شِدَّةُ الجَزَعِ : الهَلَعُ .
قالَ الله – تَعالَى - فِي سُورَةِ"المَعارِج"19:
{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} ..
* (هلِعَ يَهلَعُ ، هَلَعاً وهُلوعاً) فهُو(هَلِعٌ وهَلوعٌ) وَهِي (هَلِعةٌ)..
أصَابَهُ الْهَلَعُ ، أيْ" الْجَزَعُ وَالْخَوْفُ الشَّدِيدُ .
وَالهَلَعُ : الحِرْصُ ، وَقِيْلَ: الجَزَعُ وَقِلّةُ الصَّبْرِ
، وَقِيْلَ: هُو أَسْوأُ الجَزَعِ وَأَفْحَشُه .
قالَ الشَّاعِرُ:
* إِنَّ الكَريمَ إِذا نابَتْهُ نائِبَةٌ
لَمْ يَبْدُ منه على علاتِه الْهَلَعُ
وَقالَ آخَرٌ:
فَكَيْفَ لا أَبْكِيهِـمُ دَائِباً ؟!
وَكَيْفَ لاَ يُذْهِبُ نَفْسِي الهَلَعْ
(4) شِدَّةُ الحُزْنِ : البَثّ .
قالَ الله – تَعالَى - فِي سُورَةِ"يُوسُف"86:
{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ }..
* البَثُّ: أشدُّ الحُزْنِ أوِ المَرَضِ الذِي لا يَصْبِرُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ،فَيَبُثُّهُ
قالَ الشَّاعِرُ:
فَلَمْ أُخْفِ يَوْماً للرّفِيقِ وَلمْ أجِدْ
خَلِيّاً وَلا ذا البَثّ يَستَوِيَانِ
وَقالَ شاعِرٌ:
لَعَمْرِي ، لَموْتٌ لا عُقُوبَةَ بَعْدَهُ
لِذِي البَثِّ أشْفَى مِنْ هَوَىً لا يُزَايِلُهُ
وَقالَ آخَرٌ:
مَا أحْسَنَ الصَّبْرَ إلاَّ عِنْدَ فُرْقَةِ مَنْ
بِيَنيْه صِرْتُ بَيْنَ البَثّ وَالحَزَنِ
(5) شِدَّةُ التَّعَبِ : النَّصَبُ .
قالَ الله – تَعالَى - فِي سُورَةِ"الكَهْف"62:
{لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} ..
* (نصِبَ نصِبَ فِي يَنصَب ، نَصَباً) فهُو(ناصِبٌ ونَصِبٌ)، وَالمَفعُولُ(مَنْصُوبٌ فِيْهِ)
، وَهُو(أَنْصَبُ)، وَهِي(نصْباءُ) .
وَالنَّصْبُ وَالنُّصْبُ وَالنُّصُبُ : الدَّاءُ وَالبَلاءُ وَالشَّرُّ.
وَيُقال : نَصِبَ الرَّجُلُ ، ونَصَبَ لهُمُ الهَمُّ ، وأَنْصَبَه الهَمُّ .
- ظَلَّ العامِلُ يُعَانِي مِنَ النَّصَبِ : مِنَ التَّعَبِ ،العَنَاءِ .
- نَصِبِ: أعْيَا وَتَعِبَ..عَيْشٌ ناصِبٌ: فيْهِ كَدٌّ وجَهْدٌ وَكِفاحٌ .
قالَ الله – تَعالَى - فِي سُورَةِ "ص"41:
{مَسَّني الشيطانُ بنُصْبٍ وعَذابٍ }..
وَفِي الحَدِيْثِ : فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي ، يُنْصِبُنِي ما أَنْصَبَها ، أَيْ يُتْعِبُنِي ما أَتْعَبَها .
وَقالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيانِيّ :
كِلِيْنِي لهَمٍّ يا أُمَيْمَةَ ناصِبُ
وَلَيْلٍ أُقاسِيْهِ بَطِئِ الكَواكِبِ
وَقالَ الشَّاعِرُ:
سافِرْ تجدْ عِوَضاً مِمّنْ تُفارِقُهُ
وَانْصَبْ فإنَّ اكْتِسابَ المَجْدِ فِي النّصَبِ
(6) شِدَّةُ النَّدامَةِ : الحَسْرَةُ .
قالَ الله – تَعالَى - فِي سُورَةِ"مَرْيَم"39:
{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }..
* (حَسِرَ،حَسِرَ عَلَى ، يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً) فهُو(حَسْرانُ، حَسْرانٌ) وَهِي (حَسْرَى)
، وَالمَفْعُولٌ (مَحْسُورٌ عَلَيْهِ)..
حَسِرَ الشَّخصُ : حَزِنَ وَأسِفَ ..
وَحَسِرَ عَلَى فِعْلِهِ : اِشْتَدَّتْ نَدَامَتُهُ.
وَالحَسْرَةُ : شِدَّةُ التَّلَهُّفِ وَالحَزْنِ ، وَالجَمْعُ : (حَسَراتٌ ،وَحَسْراتٌ)
- فَاعْمَلْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ ..
قالَ الله – تَعالَى - فِي سُورَةِ"يَس"30:
{ يَا حَسْرَةً عَلَى العِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}..
وفِي سُورَةِ "الزُّمُر"56:
{ يَا حَسْرَتَا عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ }..
وَقالَ الشَّاعِرُ:
لا تٌلْهِيَنَّكَ عَنْ مَعــــادِكَ لَذَّةٌ
تَفْنى وَتُورثُ دائِمَ الحَسَراتِ
وَقالَ آخَرٌ:
سَلِ الحَسَرَاتِ : هَلْ أبقَينَ دمعاً
يَجُـــودُ بهِ عَلى قَلْبٍ حَزِيْنِ