فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


من بديع  المقارنات

من بديع المقارنات

مدح الشيء وذمه

من بديع المصنفات وطريف المؤلفات ما صَنّفه الإمام اللغوي الأديب أبو منصور الثعالبي ( توفي: 429هـ- 1038م )

إذ ألّف كتاب « اللطائف والظرائف في الأضداد »

و كتاب « اليواقيت في بعض المواقيت »

، و« تحسين القبيح وتقبيح الحسن »،

وقد كان الثعالبي سباقا لغيره في هذا المضمار من التصنيف إذ نرى في تلكم المصنفات أبوابا لم يُسبَق إلى فكرتها ، حيث جمع في هذه الكتب أقوالَ سابقيه ومعاصريه في مدح الشيء وذمه معا .

فما تعارف الناس على مدحه كالكرم والشجاعة والغنى، وما تعارفوا على ذمه كالبخل والجبن والفقر، يجعله الثعالبي في باب، ويورد فيه أقوالاً مادحة من نثر وشعر، ثم تليها أقوال أخرى ذامّة، وعلى هذا المنوال ونحوه يمضي دون أن يكون له موقف ، فهو يَعرِض ولا يَفرِض، ويترك للقارئ أخذ ما يناسبه.

ومما مرسه الناس في حياتهم وخبروه أن ما يمدح في جانب قد يذم في جانب آخر ، وأن ما يذم في حال قد يمدح في حال أخرى ، لذلك فقد أعطى الثعالبي لكل شيء نصيبه من المدح ومن الذم أيضا

وكأن الثعالبي قد سبر بفكرته الطريفة طبيعة البشر وتناقضاتهم وتحولاتهم، وكيف أن ما يستحسنه بعضنا يستقبحه آخرون، وما نتقبله في زمن نرفضه في آخر، وما كان مقبولا من زاوية يبدو مرفوضا من زاوية أخرى، وكيف أن البيان قد يجعل من الحسن قبيحا، ومن القبيح حسنا.

وإليكم أمثلة مختارة لبعض مما تضمنته تلكم الكتب :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 – العقل :

* باب مدح العقل :

قال بعضهم: « العقل أشرف الأحساب، وما عُبِدَ الله بمثل العقل »

وقال آخر: « كل شيء إذا كَثُرَ رَخُصَ إلا العقل، فإنه كلما كثر غلا »

وقال شاعر:

يُعَدُّ رفيعُ القومِ مَن كان عاقلاً

وإن لم يكن في قومِهِ بحَسِيبِ

إذا حَلَّ أرضاً عاش فيها بعقلِهِ

وما عاقلٌ في بلدةٍ بغريبِ

* باب ذم العقل

قيل: « العقل والهمّ لا يفترقان »

وقيل: « ما سُرَّ عاقلٌ قَطّ »

وقيل: « لو كان للناس كلِّهم عقول لَخَرِبَت الدنيا».

وقال ابن المعتز:

وحلاوةُ الدنيا لجاهلِها

ومرارةُ الدنيا لمن عَقَلا

وقال المتنبي :

ذو العقلِ يَشقَى في النعيمِ بعقلِهِ

وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2 – المال :

* باب مدح المال :

سمّى الله المال خيرا، وزِينة حياة

وقال ابن عوف: « حبذا المالُ أصون به عِرضي، وأقرِضه ربي »

وقال ابن عباس: « قد يَشْرُف الوضيعُ بالمال »

وقيل: « المال يُكْسِب أهلَه المَحبة »

وقيل: « لا مجد إلا بمال »

وقيل: « الآمال مشغولة بالأموال »

وقيل: « القلوب لا تستمال بمثل المال ».

* باب ذم المال :

وصف الله المالَ بالفتنة: {إنما أموالُكمْ وأولادُكمْ فتنةٌ}

وقيل: « المال مَلُول »

وقيل: « المال مَيّال »

وقيل: « طبع المال كطبع الصبي لا يُوقَف على رضاه وسُخطه»

وقيل: « المال لا ينفعك ما لم يفارقك »

وقيل: « قد يكون مال المرء سبب حتفه كما أن الطاووس قد يُذبح لحسن ريشه ».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3 – الفقر :

* باب مدح الفقر :

قيل: «ا لفقر شعار الصالحين »

وقيل: « الفقر لباس الأنبياء »

وقيل: « الفقر مُخِفّ، والغِنَى مُثْقِل »

وقيل: « الفقر أخف ظهرا، وأقل عددا »

وللثوري : « الصبر على الفقر يعدل الجهاد في سبيل الله ».

وقال شاعر:

ألم تَرَ أن الفقرَ يُرجَى له الغنَى

وأن الغنَى يُخشَى عليهِ من الفقرِ

* باب ذم الفقر :

قيل : « الفقر مَجْمع العيوب »

وقيل : «الفقر جامع البلاء »

وقيل : «الفقر هو الموت الأحمر»

وقيل: « كاد الفقر أن يكون كفرا»

وقيل : «ما ضُرب العباد بسوط أوجع من الفقر».

وقال شاعر:

غالبتُ كلَّ شديدةٍ فغلبتُها

والفقرُ غالبَني فأصبح غالبي

إن أُبْدِهِ أُفضَحْ وإن لم أُبْدِهِ

أُقتَلْ فقُبّحَ وجهُهُ مِن صاحبِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4 – النساء :

* باب مدح النساء :

مدح الله – جل جلاله - النساء، وأناط بهن المودة والرحمة

وذكر – صلى الله عليه وسلم - أنهن من مُحَبِّبات الحياة

وقيل: « المرأة الصالحة خير للمرء من عينيه ويديه ».

وقال شاعر:

ونحن بنو الدنيا وهنّ بناتُها

وعيشُ بني الدنيا لقاءُ بناتِها

وقال آخر:

إن النساء رياحينٌ خُلقنَ لنا

وكلنا نشتهي شمَّ الرياحينِ

* باب ذم النساء :

قيل: «النساء حبائل الشيطان»

وقيل: «اعصِ هواك والنساء، وأطِعْ مَن تشاء»

وقيل: «كيد النساء أعظمُ من كيد الشيطان».

وقال شاعر:

هيَ الضِّلَعُ العوجاءُ لستَ تُقِيمُها

ألا إن تقويمَ الضلوعِ انكسارُها

وقال آخر:

إن النساءَ شياطينٌ خُلقنَ لنا

نعوذُ باللهِ من شرِّ الشياطينِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5 – الشيب :

* باب مدح الشيب :

قيل: «الشيب حِلية العقل، وسمة الوقار»

وقيل : «الشيب زبدة مخضتها الأيام، وفضة سبكتها التجارب»

وقيل : «إذا شاب العاقل سرى في طريق الرشد بمصباح الشيب».

وقال شاعر:

الشيبُ إن يَحلُلْ فإن وراءهُ

عُمراً يكون خلالَهُ مُتنفَّسُ

لم يَنتقص مني المشيبُ قُلامةً

ولَنحن حين بدا ألَبُّ وأكيسُ

* باب ذم الشيب :

قيل :«الشيب توأم الموت »

وقيل : « الشيب مَجْمع الأمراض»

وقيل : «الشيب نذير المَنيّة»

وقيل : «الشيب أول مواعيد الفَناء»،

وقيل : «الشيب قِناع الموت».

وقال شاعر:

ولذةُ عيشِ المرءِ قبلَ مَشيبِهِ

وقد فَنِيَتْ نَفْسٌ تولَّى شبابُها

إذا اسوَدَّ جِلدُ المرءِ وابيضَّ شَعرُهُ

تَكَدَّرَ من أيامِهِ مُستطابُها


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة