إلـــى مُـتَـمَــــنِّــعـــة
إلـــى مُـتَـمَــــنِّــعـــة
شعر الشاعر المرحوم محمد مغربي مكي
تتمنَّعين ؟
وأنا الذي..
أهلكت أفراسي إليك على دروب المستحيل
وبلا دليل..
وظننت أني صرت فارسك النبيل...
الوهم زادي.. والخيال الرحب والحلم الجميل
في رحلة لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد
وظننت أني صرت فارسك الوحيد..
وحملت ثوباً لا يُطاق من الحديد
(كيشوت).. يبعث من جديد..
(كيشوت).. يحيا قصة الإحباط والصبر العنيد
ويخوض في موج الصليل.
تتمنَّعين؟
وأنا الذي.
أهرقتُ ساعاتي لديك طريح أوهام انتظار..
وحطام أيامي.. نثارٌ من فتات العمر يعلوه الغبار..
أغفو.. ويوقظني الحنين..
أصحو.. فيسحقني الدُّوار..
وأظلّ أنتظر التي ليست تزور ولا تُزار..
ما كان ليلي مثل ليل الناس
ما كان النهار.
تتمنّعين؟
وأنا الذي فتشت عنك.. بكل شوق العاشقينْ..
وبحثت في الحانات عنك.. وفي المساجد..
في عقود الياسمين..
في الأحرف السوداء.. في صدر الحبيبة..
في تجاعيد السنين..
في كل تجربة أحاطت بي كلاب العار فيها..
أو.. أظلتني رياض الصالحين..
وبحثت عنك بكل شوق العاشقين..
وصبرت صبر محارة في الغور خرساء الأنين.