الهَوَى وَالدُّنيا
الهَوَى وَالدُّنيا
جاءَ فِي "أدَبِ الدُّنيا وَالدِّيْن "
لأبي الحَسَنِ الماوَرْدِي (364 - 450 هـ / 974 -1058 م) :
[ قالَ بَعْض أهلِ العِلْم ِ:
الهَوَى(1)مَطِيَّة ُالفِتْنَةِ ، وَالدُّنْيا دارُ المِحْنَةِ (2)، فانْزِلْ عَنِ الهَوَى تَسْلَمْ ، وَأعْرِضْ
عَنِ الدُّنْيا تَغْنَمْ ، وَلا يَغُرَّنَّكَ هَواكَ بِطِيْبِ المَلاهِي (3)، وَلا تَفْتِنْكَ دُنْياكَ بحُسْنِ
العَوارِي (4)، فمُدَّة ُاللّهْوِ تَنْقَطِعُ ، وَعاريَة ُالدَّهْرِ(5)تْرْتَجَعُ ، وَيَبْقَى عَلَيْكَ ما
تَرْتَكِبُهُ مِنَ المَحارم ِوتَكْتَسِبُهُ مِنَ المآثِم ِ] اهـ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الهَوَى : مَيْلُ النَّفْسِ إِلى الشَّهْوَةِ ، وَتَغْلِيْبِ العاطِفَةِ عَلَى العَقْلِ ..
وَالجَمْعَ : أَهْوَاءٌ .. قالَ تَعالَى فِي سُورَةِ "ص"26 :
{ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى? فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ? }.
(2) المِحْنَةِ : الابْتِلاءُ وَالاخْتِبارُ .. وَالجَمْعَ : مِحَنٌ .
(3) المَلاهِي : مَكَانُ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ ، وَآلاتُ اللَّهْو كالمِزْهَرِ وَالعُودِ وَنَحْوهِما ..
وَالمرادْ هُنا ما يُلْهي الإنْسان وَيَشْغَلُهُ وَيٌنْسِيْهِ.. قالَ تَعالَى فِي سُورَةِ "النُّور" 37:
{رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ} ..
وفِي سُورَةِ " التَّكَاثُرُ "1-2 :
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} .
(4) العَوارِي: جَمْعُ عارِيَةٍ ؛ وَهُو ما بِيَدِكِ وَلَيْسَ مَمْلُوكاً لكَ .
(5) الدَّهْرُ: الزَّمانُ ، وَقِيْلَ: الأبَدُ.. وَالجَمْعَ: أَدْهُرٌ ودُهُورٌ ..
قالَ تَعالَى فِي سُورَةِ" الجاثِيَة 24:
{ وَقالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَياتُنا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ } ..
وَفِي الحَدِيْثِ :
« لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ» .