لطائف ومواقف
قيل لأعرابي: ما السرور؟
فقال: أوبة بغير خيبة، وألفة بغير غيبة.
وقال آخر: غيبة تفيد غنى، وأدبة تعقب منى .
وقال آخر: كفاية ووطن، وسلامة وسكن
فيه أمن لا يذعر سوامه ، وخير لا ينحسر غمامه
قيل لسقراط: لم لا تهتم على فائتة، ولا تفرح لفائدة ؟
قال: لأن تلك لا تتلافى بعبرة، وهذه لا تستدام بحبرة.
كان خالد بن عبد االله القسري أخا هشام من الرضاعة،
وكان يقول له : إني لأرى فيك مخايل الخلافة، ولا تموت حتى تليها،
قال : فإن أنا وليتها فلك العراق.
فلما ولي أتاه فأقام بين السماطين فقال :
يا أمير المؤمنين، أعزك االله بعزته، وأيدك بملائكته،
وبارك لك فيما ولاك، ورعاك فيما استرعاك،
وجعل ولايتك على أهل الإسلام نعمة، وعلى أهل الشرك نقمة،
لقد كانت الولاية أشوق منك إليها، وأنت لها أزين منها لك،
وما مثلك ومثلها إلا كما قال الأحوص بن محمد:
وتزيدين طيب الطيب طيباً ... إذ تمسيه أين مثلك أينا
وإذا الدر زاد حسن وجوه ... كان للدر حسن وجهك زينا
دخل على المهدي أعرابي فقال : فيم جئت ؟
قال: أتيتك برسالة
قال : هاتِ
قال: أتاني آت في منامي فقال لي : إيت أميرالمؤمنين فأبلغه هذه الأبيات:
لكم إرث الخلافة من قريش ... تزف إليكم أبداً عروسا
فتملك أربعين مباركات ... وتورثها ولي العهد موسى
إلى هارون تهدى بعد موسى ... تميس وما لها أن لا تميسا
فقال المهدي: يا غلام، علي بالجوهر، فحشا فاه حتى كاد ينشق،
ثم قال: اكتبوا هذه الأبيات واجعلوها في مخانق صبياننا.
عن : " جمع الجواهر في الملح والنوادر "
للحصري