بَـــدويّـــةٌ أنـــتِ
بَـــدويّـــةٌ أنـــتِ
للشاعر حسن منصور
ـــــــــــــــ
عُـــدّي الأصــــابِــعَ مـــرّةً، وإذا فَـشِــلْـتِ فَــجَــرّبِـي
أوْ حـــاوِلِــي عَـــدَّ الـيَــديْنِ بِـلا حِـــسـابٍ مُــتْـعـــبِ
هـــذي يَمـيـنُــكِ فانْظُـري في كــفِّــهــا الْمُـتَـشـعـِّـــبِ
تلــكَ الشِّـمـالُ فَـحــدِّقــي وتَحــقَّـــقـي واسْــتَـوْعِـــبي
ثمّ اجْــمَــعي وإذا فَــشـلْــتِ فَـحــاوِلِــي أنْ تَـضْـرِبِـي
فَـسِــواهُــــمــا لا تَمـلِـكـيَـن يَداً لِـــنَـيــلِ الْـمَــطــلَـــبِ
قومي اسْمَعي قومي انْظُـري مُـدّي يـديْـــكِ، تَـوثَّـــبي
فَــإلَى مـــتى تَـبْـقـــيـنَ جــاهِـــلــةً بِـمـا لَـم تَـحْـسِــبي
وإلَى مَــتى لا تَمـــلِــكـيـنَ يَـديْــكِ مِـــلْـكَ الْـمُــتْـرِبِ:
يُسْـراكِ في أقْــصى الْجَــنـوبِ كَـأنّهـــا لَـــمْ تُـنْـسَــبِ
يُـمْــنـاكِ في أقْـصى الشَّـمـالِ بَـعــــيـدةُ الْـمُــتَـقَــلَّـــبِ
وعَـلى الْمَــدى مَصْلـوبَـتــانِ بِـقَــيـدِ عِـــلْـجٍ أجْـــنَـبـي
في الشَّـرقِ رأسُـكِ غــارِق فـــكأنّــهُ فـي غَـــيْــهَــــبِ
في بَـحْـــرِه الـلُّــجِّــيِّ أوْ في نَـفْــطِــــه الْـمُــتَـلَــهِّـــبِ
لَـم تَبْــرَحــي مَصــلـوبَةً رِجْــلاكِ عــنْـدَ (الْمَـــغْـربِ)
صلَــبــوكِ فــوقَ رمــالِـكِ الْعــذْراءِ فـــوقَ السَّــبْسَـبِ
نَـزَعــــوا ثيـابَــكِ كلَّــهــــا عَــرّوْكِ بـعْـــدَ تَحَـــجُّـــبِ
عــاثـوا بِعِرضِـكِ واسْتَبـاحـوا كـــلَّ غــــالٍ طَــــيّـــبِ
فـأطَــعْـتِــهــمْ فـيما ابْـتَــغَــوْا لَـمْ تَعـرِفِي أنْ تَـغْــضَـبي
بلْ سـرْتِ خـلـفَ رِكابِهــمْ ورَضـيتِ شَـرَّ الْْـمَـنْـصِــبِ
بَـــدويّـــةً مــــا زِلْــــتِ والأعْــــداءُ مــثـلُ الـثَّــعـــلـبِ
قــدْ طالَــمـــا أغْــضَـيْـتِ عنْ داءٍ دَفــــيـنٍ مُــعْــطِــبِ
بـيـنَ الضّــلــوعِ مُـقـــامُــهُ كالـنّــاسِـكِ الْـمُــتـرَهِّـــــبِ
وزَعَــمْـــــتِ أنّــكِ حُـــرّةٌ مِـــنْ كـلّ داءٍ مُــخْــتَــــبـي
والظُّــلــــمُ داؤُكِ والْجَـــهــالَةُ واضْـطِـــهــادُ الأَقْـــرَبِ
يـا قِـــطّـــــةً وَحْـشِـــيّـةً عـــنْ طَــبْـعِــهــا لَــمْ تَـنْـكُــبِ
أنَكِــرْتِ نـفْسَـكِ وَالبَـنــيـنَ وَخُــنْـتِ أقْــدَسَ مَــذْهَـــبِ؟
وأَكـلْــتِ كــلَّ ابـنٍ عَــصــاكِ لأنّــــهُ الْـحُــــــرُّ الأبــي
فَــكـأنَّـمـــا لَـــم تَـحْـــمِـــلي وكَـأنَّــمـــا لـــمْ تُـنْــجِــــبي
أمّــا ( الْخَــواجــا ) فهْـــوَ خَـــيْـرُ مُــفَــضَّـلٍ وَمُــحَــبَّــب
أذْلَـلْـــتِ نَـفــسَـكِ لـلـــعـــدُوِّ رَكِــبْـتِ أسْــوأَ مَـــرْكَـــبِ
إنْ لَــم تَعــــودي حُـــرّةً مِــنْ طَــبـعِـــكِ الْمُــــتَـقَــلِّـــب
من عُــرْيِكِ الْمَـفـضــوحِ أوْ مـن جَـهْـــلـكِ الْمَُـتعـصِّــبِ:
فــتَـأهَّــبي لـلـْقــادِمــاتِ مــنَ الْخُـــطـــوب تَــأهَّـــبـي!!
*********
من ديوان: (في الدوّامة) دار أمواج - عمان - 2014 ـ ص47