فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


تَفَاصِيل ثورية

( تَفَاصِيل ثورية )

ـــــــــــــــــــــــــــــ

إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشَبَابِيكُ مَفْتُوحَةٌ كَي نُطِلَّ ، عَلى مَرفَأِ البَوحِ نَلمَحُ ما قَد تَنَاثَر

مِن قِصَّةِ المَجدِ ، نُلهِبُ الرُّوحَ بِالوَعَدِ ، عِيسى - عليهِ السلامُ -

يَمُرُّ جُوَارَ البُحَيْرَةِ

حين يَمُرُّ جُنُودُ العَدُوِّ يَّرُدُّ السلامَ عَلى مَن يَمُرُّ ،

يَقرأُ بَعضَ التراتيل ، يُنْذِرُ أَنْ البُحَيْرَةَ

سوف تَجِفُّ ، و أَنَّ الذي كانَ يَجلِس فوق شواطئِها ،

ليس سِوَى رَجُلٍ طيِّبٍ

يَستَقِيمُ لهُ الوزنُ حِينًا وحِينًا يُزَخرِفُ أَلْفَاظَهُ

باحتمالٍ وظِلٍّ ، و كَانَ الغَزالُ الآشُورِيُّ يَمشِي ويَحمِلُ ظًلا

ويَسأَلُ طَيفَ الخَيالِ البعيد ،

و يَسأَلُ طَيْفَ خَدِيجَةَ ، كَانَ الغَزَالُ الآشُورِيُّ

يُنشِدُ أُغنِيَةً للسحاب :- " خَدِيجَةُ لا تَغلِقي البَابَ ،

لا تَذهَبِي في الغِيَابِ ، سَتَطلُعُ هَذَا النهَار شَمْسُ أَرِيحَا وَيَافَا "

وكَانَ يُضَفِّرُ مِنْ شَجَرٍ حُلْمَهُ ،

يَرُدُّ تَفَاصِيلَ أَشيَاءِهُ للحِكَايَةِ حين يُنَادُونَهُ يا مُعَلِمُ :

يُنْشِدُ أَشْعَارَهُ للظِّبَاء ، و قد كَانَ يَحْلُمُ بالقُدسِ عَاصِمَةً للقَصِيدَةِ ،

كَانَ يَدُسُّ جُوَارَ الجِدَارِ خَنَاجِرَ للثَائِرِينَ ، وكَانَ يَدُسُّ جُوَارَ المُخَيَّمِ

عُلبَةَ تَبْغٍ وعُودَ ثِقَابٍ وبَعْضَ الهَوَاء ، وَكَانَ يُخَبِئُ في الجَيْبِ

بَعضَ مَيَادِينَ واسعةٍ للهِجَاء ، و يَركُضُ خَلفَ أَرَانِبَ بَيْضَاءَ

بَرِّيَةٍ تَتَقَافَزُ في سُرعَةٍ بَين حَنَايَا الجِبَالِ ، و بَيْنَ فُرُوعِ نَبَاتٍ قَدِيمٍ

تَحَلَّلَ مِنْ تَحْتِهِ بَعْضُهُ ، رُبَّمَا لَوْ حَفَرْتَ قَلِيًلا تَجِدُ المِيَاهَ النَّظِيفَةَ ،

رُبَّتَمَا لَو حَفَرْتَ قَلِيًلا

تَجِدُ صَنَادِيقَ مُقْفَلَةً مِنْ عُصُورٍ قَدِيمَةٍ ، أَو بَرَاويزَ للقِط ِّ والسُلحُفَاةِ ،

رُبَّتَمَا لَو حَفَرتَ قَلِيًلا تَجِدُ صَنَابِيرَ مَفتُوحَةً للسَّوَائِلِ ،

قَدْ تَستَطِيعُ النَّجَاةَ بِذَلِكَ ، أَوْ قَدْ تَصِيرَ وَسِيلَةَ تَكْوِينِ تِلْكَ العَنَاصِرِ

بَعدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ ، سَوفَ أَفْخَرُ بالرَّمْلِ والشَّجَرِ المُتَنَاثِرِ

مِثْلَ الشَّظَايَا على جَسَدٍ يَتَظَاهَرُ مِن أَجْلِ عَيْشٍ كَرِيمٍ ،

ومِنْ أَجْلِ أَيْقُونَةٍ للتَّذَكُّرِ ، والانْدِمَاجِ مَعَ الآَخَرِينَ ،

سَوفَ يَنَامُ الغَزالُ الأشُورِّيُّ في خَيْمَةٍ !؟ لا أَظُنُّ . ،

وهَلْ يَتَهَجَّى حُرُوفَ التَّظلُّمِ يَرْفَعُهَا فَوقَ لافِتَةٍ !؟ ، لا أَظُنُّ . ،

ولَكِنَّهُ قَدْ يَحُثُّ الظِّبَاءَ عَلَى النَّوْمِ فَوْقَ الوسَادَةِ

بَعدَ الدُّخُولِ إِلَى عَالَمٍ آَخَرٍ للحِكَايَةِ ، سَالَتْ دِمَاءُ المُحِبِّينَ فَوقَ الرَّصِيفِ ،

وَزَغْرَدَ طَائِرُ رُخٍّ كَبِير ٍ ، وَزَغْرَدَ بَعْضُ الرَّصَاصِ ، وجَاءَتْ

عَصَافِيرُ تَشدُو بِصَوتٍ نَدِيٍّ ، لِتَشْهَدَ مَوْقِعَةَ النَّصْرِ والكبرياء ،

وتَشْهَدَ مَصْرَعَ طَائِر رُخٍّ كَبِيرٍ ، تَعَوَّدَ أَنْ يَنْتَصِرَ

وأَنْ يُطْفِئَ الحُلْمَ بَيْنَ عُيُّونِ الصِّغَارِ ، لكِ - الآن - يا سنديانةُ عُمرِي

احتمالُ التَّوَسُلِ ، كَيْفَ تَوَحَّدَ حُلْمِي وحُلْمَكِ ؟

مَا زَالَ فِيكِ الغَزَالُ الأَشُورِيُّ يَمْضِي يُشَاهِدُ تِلْكَ المَنَاظِرَ ،

يُرْسِلُهَا للإِذَاعَةِ أَوْ لِقَنَاةِ الجَزِيرَةِ ، أَوْ في القَصِيدَةِ يَرْسُمُهَا

صُورَةً حَيَّةً للعَوَاطِفِ ، حَتَّى تَهُزَّ جُزُوعَ الشَّجَرِ ،

تَهُزَّ الغُصُونَ ، المُتُونَ ، الهَوَامِشَ ، تَفتَحَ ذَاكِرَةَ المَدِّ ،

تَشْرَحَ بَعْضَ التَّفَاصِيل ، لا وَقْتَ للأَرنَبِ الأَبيَضِ المُتَنَاثِرِ

بَيْنَ النَّدَى والبُكَاءْ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شعر / عرفة محمد حسن

الشعراني - قوص


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة