هذا غَرامكَ في عيونِكَ قد بدا
هذا غَرامكَ في عيونِكَ قد بدا : قل لي أُحبكَ لا تكن مُتردِّدا
كل الزهور تقولها بعبيرها : ويقولها العصفورُ إن هو غرَّدا
قُلها لأعرفَ أن حُبكَ لم يكن : حلماً إذا طلع الصباح تبدَّدا
قُلها لأعرف ما حدود إرادتي : فيما فعلتُ وما سَأفعلهُ غدا
قُلها فإن المستحيل على يدي : سيكون في إمكانه أن يُوجدا
قُلها «صباح الخير» أو سلِّم بها : ليظل حُبكَ في دمي مُتوقِّدا
قُلها بشكلٍ ما أَلفتُ سماعهُ : إن كنت تأبى أن تكون مقلِّدا
إني سئمتُ الانتظار فلا تَدَعْ : قلبي على أعصابه مُترصِّدا
لو قُلتَها لجعلتُ منكَ مبرراً : لأقول إني الآن لم أُخْلَقْ سُدى
وأقول إن اليوم يوم ولادتي : وبأن عمري مُذْ نطقتَ بها ابتدا
كيف التقينا والدروبُ كثيرة : ولصوتنا في الليلِ أكثر من صدى
والليلُ أطفأ في السماءِ نجومهُ : نجماً فنجماً ثم أوغلَ في المدى
ما زلتُ أذكرُ حين أيقظني الهوى : كيف اندفعتُ إلى الطريقِ بلا هدى
وخطاي تسألني أَتعرفُ ما اسمهُ : أو أي شيء عنه كي تتأكَّدا
فيجيبها قلبي بصوتٍ هادئٍ : سأكونُ بوصلة لكم أو مُرشدا
في الحب تجتمعُ القلوبُ ببعضها : قبل الوجوه ولا تخونُ الموعدا
ولقد وَجدتكَ حيث ما واعدتني : ووجدتُ نفسي إذ عَرفتكَ جيدا
فائذن لقلبي أن يُؤخر بَوحهُ : لكَ ساعة أو ساعتين ويرقدا
وائذن لروحي حين تُنهي طقسها : في العشقِ بين يديكَ أن تتمددا
فالكلُ أجهدهُ المسيرُ ولم يجدْ : درباً إليكَ من الدروبِ مُعَبَّدا
أنتَ الذي أهدَيتَني حُرِّيتي : وهويَّتي وجعلتَ مني سيِّدا
وأعدتَ لي فرحي وسحر طفولتي : من دونِ أن تدري ولا أن تقصدا
أنت الذي لولاك عشتُ بلا غدٍ : وبقيتُ بالأمسِ البعيدِ مُقيَّدا
أَوَ كلما أبدعتُ فيكَ قصيدة : كلماتها خَرَّتْ أمامي سُجَّدا
واستحلفتني بالذي هو بيننا : أن أنتقيها في القصيد مُجدّدا
خُذني إلى دنيا هواكَ فإنني : سَأعيشُ في محرابهِ مُتعبِّدا
خُذني إليكَ فلو أضعتُكَ مرةً : أُخرى سأصبحُ بالضياعِ مُهدَّدا
خذني إليك ولا تعدني كالذي : يعد الغريق بأن يمد له اليدا.
" شعر : الدكتور طاهر عبد المجيد "