قلقُ الطريد
قلقُ الطريد
شعر :عبده الشنهوري
قلقُ الطريد
لخمس ٍ وخمسين
أو ما يزيد
من الطير
ـ تلهث عند الغروب ـ
ممالك شاسعة في الأفق
وفى الأرض
عشٌ صغيرٌ فقير
نسائم تلثمها في الفجور
ولفحٌ من الصهد
عند الهجير
بصبر ٍ تشقُّ المَدى برهة ً
وتهبط مثل انسيال الغدير
وثوب الربيع على جدول
ودارٌ تغلـَّق أبوابها
ونهرٌ يبارك شطآنـَه
وليلٌ تدب هواجسُه
أراجيح من جنة الحالمين
وأهزوجة ُ الماء
من دالية
وصبرٌ على آهةٍ في الضلوع
وسربٌ من الأدمع الجارية
قطرة في بحور الخليقة
قد تتبخـَّرُ في أيِّ وقت
فهل ينقـِص البحر
أو هل يزيد
ميلادُ غيم ٍ جديد ?!
فيا أيها الطير
تغامِرُ دومـًا وراء التلال
وفوق الوهاد
تمتطي سعيُك المُشرئب
الدءوب
وتئوب كما أوبةِ السندباد
توزع باقات عشق ٍ
لزند ٍ يـُميط ُ
ـ علي عمق بئر ٍ ـ
لثام المحاجر
لكف ٍّ تكفكـِف عن غدِها
الزمن الزئبقي المخاتل
تشاركنا كل بوح ٍ
عناق الأحبـَّة
والشوق يدفعنا للقاء
ولون الحنين
علي عين طفلتنا
وزعقة ريح ٍ
دوَت في السكون
يشحذ النهرُ أعماقـَه
ويسلِمنا دمعة ً للعيون
فإلي أين ترحل
يا أيها الطير
إلي حيث ماءٍ
تجمَّد تحت السفين
وليلٍ يوزع ُظلمـتـَه للظنون
وحيث المسافة إغماءة ٌ
تصيب المدَى بارتماء
أم إلي ضحكة ٍ للصغار
وأم ٍ تلملِم أطفالـَها
فيصير كما العيد إشراقهم
ويعود إلي النبع
طعمُ الرواء ؟!
أيها الطير
سافرت في دمنا
كغناء المُهود
تسلـَّلت في صُحبة ٍ
من ندي ونباتٍ وليد
وثري مثمر ٍ
ونخيل ٍ بطلع ٍ نضيد
كل ما كان ـ لي ـ
دفتر للقصيد
كل ما صار ـ لي ـ
حَفنة ٌ من قلق
يهتفُ البحر حولي :
حــــــــــــــريق
يخلع الشطُ أردانَه
حاملًا طيفَ حلمٍ بريء
الشوارع خالية ٌ
في الهزيع الأخير
أهاتـِفُ روحي الطليقة
عـَلـِّي ........
أهــدِّئ ـ عندي ـ
قلقَ الطريد
تضرَّعتُ
حولي كان الإلـــه
ودعاءُ الأحبـَّة ِ
أبصرتـُه من بعيد
....