البرلمان والجاسوسية والفئوية
اكتشاف حالات تجسس لحساب العدو الصهيوني، مع تصاعد خطورة مفهوم الفئوية بدلاً من الوطنية، والتعيينات البرلمانية الأخيرة ثلاث قضايا أراها مرتبطةً ارتباطًا وثيقًا يؤكد خطورة الحالة الاجتماعية، والسياسية للمجتمع مما ينذر بصراعات دامية غير متوقعة، بين طوائف المجتمع من جهة، وبين الدولة والمجتمع من جهةٍ أخرى.
- فالجاسوسية هي العمل لحساب العدو، وعلى حساب الوطن والأهل والدين مقابل المنفعة المادية، الإضرار الفادح بالكل، وبالجميع لحساب العدو.
- والفئوية هي قيام الرموز والقيادات الذين يمثلون إحدى فئات المجتمع بالعمل لحساب أهل هذه الفئة، وعلى حساب الأغلبية ومبادئ المواطنة، وسيادة القانون والانتماء العام للدولة المدنية، والإضرار الفادح بالكل وبالجميع لمصلحة فئةٍ من المجتمع.
- فماذا إذا كانت الحالة الفئوية تمثل قيام هذه القيادات بالعمل على حساب الكل والجميع بمَن فيهم أهل هذه الفئة التي يمثلونها، أنهم يتخذون أفراد هذه الفئة كرهينةٍ لمساومة الدولة لتحقيق أهداف تعني:
الإضرار الفادح بالجميع، لمصلحة مَن؟؟ لا نعلم.
- وماذا إذا وصل حجم الضرر لدرجة المواجهات الدامية بين فئات المجتمع، ألا يعتبر ذلك أعظم إنجاز لمصلحة الصهاينة؟!!!!! ماذا يريد الصهاينة أكثر من ذلك ودون أدنى تكلفة؟
- إن التوافق والتكامل، لا نعلم عن قصد أو دون قصد، بين الجاسوسية والفئوية شديد الوضوح في الحالة المصرية، بالضبط مثل التكامل بل التحالف بين الاستبداد السياسي والفساد الاقتصادي في التعيينات (وليس الانتخابات) البرلمانية الأخيرة.
- يبدو أن أهل الحكم لا يفقهون أن المحصلة النهائية للجاسوسية والفئوية لا يمكن إلا أن تكون استهداف تفتيت المجتمع للدخول في حرب أهلية تدفع للتدخل الدولي وصولاً لتقسيم الدولة لعدة دول، لقد حدث ذلك بالعراق (إقليم كردستان) ويجري تحقيقه الآن بالسودان، ومن المؤسف أن حالة المجتمع المصري الآن باتت أضعف مما كانت عليه أوضاع المسلمين أيام محاكم التفتيش، والخروج من الأندلس لكن العزاء الوحيد هو أن القدر أراد توزيع فئات المجتمع المصري جغرافيًّا دون التركيز في منطقة واحدة (مثل أكراد العراق والجنوبيين بالسودان)؛ مما يحول دون النجاح في تحقيق انفصال عن الدولة المصرية.
- فكما أن الاستبداد والفساد متلازمان، فإن كلاًّ منهما لا بد أن يدفع بقوة في اتجاه الآخر ضد مصلحة البلاد والعباد تبعًا للآية الكريمة ?الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13)? (الفجر)، فالأمر كذلك، وبالضبط بالنسبة للتلازم، والتدافع بين الجاسوسية والفئوية.
- فمن الذي سيعتبر ويتعظ أولاً هربًا من خزي ودمار الدنيا، وسوط العذاب بالآخرة؟.
- هل أهل الحكم أم أهل الوطن؟
الإجابة لن تتأخر كثيرًا، وستكون هي الفيصل في حسم الأزمة السياسية والاجتماعية للدولة المصرية.
بقلم: د. حسن الحيوان
----------
* رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار- hassanelhaiwan@hotmail.com
- فالجاسوسية هي العمل لحساب العدو، وعلى حساب الوطن والأهل والدين مقابل المنفعة المادية، الإضرار الفادح بالكل، وبالجميع لحساب العدو.
- والفئوية هي قيام الرموز والقيادات الذين يمثلون إحدى فئات المجتمع بالعمل لحساب أهل هذه الفئة، وعلى حساب الأغلبية ومبادئ المواطنة، وسيادة القانون والانتماء العام للدولة المدنية، والإضرار الفادح بالكل وبالجميع لمصلحة فئةٍ من المجتمع.
- فماذا إذا كانت الحالة الفئوية تمثل قيام هذه القيادات بالعمل على حساب الكل والجميع بمَن فيهم أهل هذه الفئة التي يمثلونها، أنهم يتخذون أفراد هذه الفئة كرهينةٍ لمساومة الدولة لتحقيق أهداف تعني:
الإضرار الفادح بالجميع، لمصلحة مَن؟؟ لا نعلم.
- وماذا إذا وصل حجم الضرر لدرجة المواجهات الدامية بين فئات المجتمع، ألا يعتبر ذلك أعظم إنجاز لمصلحة الصهاينة؟!!!!! ماذا يريد الصهاينة أكثر من ذلك ودون أدنى تكلفة؟
- إن التوافق والتكامل، لا نعلم عن قصد أو دون قصد، بين الجاسوسية والفئوية شديد الوضوح في الحالة المصرية، بالضبط مثل التكامل بل التحالف بين الاستبداد السياسي والفساد الاقتصادي في التعيينات (وليس الانتخابات) البرلمانية الأخيرة.
- يبدو أن أهل الحكم لا يفقهون أن المحصلة النهائية للجاسوسية والفئوية لا يمكن إلا أن تكون استهداف تفتيت المجتمع للدخول في حرب أهلية تدفع للتدخل الدولي وصولاً لتقسيم الدولة لعدة دول، لقد حدث ذلك بالعراق (إقليم كردستان) ويجري تحقيقه الآن بالسودان، ومن المؤسف أن حالة المجتمع المصري الآن باتت أضعف مما كانت عليه أوضاع المسلمين أيام محاكم التفتيش، والخروج من الأندلس لكن العزاء الوحيد هو أن القدر أراد توزيع فئات المجتمع المصري جغرافيًّا دون التركيز في منطقة واحدة (مثل أكراد العراق والجنوبيين بالسودان)؛ مما يحول دون النجاح في تحقيق انفصال عن الدولة المصرية.
- فكما أن الاستبداد والفساد متلازمان، فإن كلاًّ منهما لا بد أن يدفع بقوة في اتجاه الآخر ضد مصلحة البلاد والعباد تبعًا للآية الكريمة ?الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13)? (الفجر)، فالأمر كذلك، وبالضبط بالنسبة للتلازم، والتدافع بين الجاسوسية والفئوية.
- فمن الذي سيعتبر ويتعظ أولاً هربًا من خزي ودمار الدنيا، وسوط العذاب بالآخرة؟.
- هل أهل الحكم أم أهل الوطن؟
الإجابة لن تتأخر كثيرًا، وستكون هي الفيصل في حسم الأزمة السياسية والاجتماعية للدولة المصرية.
بقلم: د. حسن الحيوان
----------
* رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار- hassanelhaiwan@hotmail.com