قصة طريفة
قصة طريفة
والعهدة في صحة ما فيها على راويها ، وهو ابن حبيب النيسابوري المتوفى سنة 406 هـ في كتابه عقلاء المجانين ، تحتاج القصة إلى تحقيق وقد حذفت منها حديثاً روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
لم أجد له أصلاً
الأعرابي والحجاج
.
قال صعصعة بن صوحان : خرجنا مع الحجاج حاجاً
.
إلى بيت الله الحرام .
.
فبينما نحن في بعض الطريق إذا نحن بصوت أعرابي
.
يلبي بين الغيضة . فلما فرغ من التلبية قال :
.
كلامك اللهم لك ، من قال مخلوق هلك ،
.
وفي الجحيم قد سلك والجاريات في الفلك ،
.
على مجاري من سلك ، قد اتبعنا رسلك ،
.
ما خاب عبد أملك ، أنت له حيث علك
.
فقال الحجاج: تلبية موحد ورب الكعبة .
.
لا يفوتنكم الرجل. فأسرع ما كان حتى أُتي بأعرابي
.
على ناقة برحاء بلحاء .
.
فقال الحجاج: من أين أقبلت يا أخا العرب ؟
.
وإلى أين تريد ؟
.
قال جئت من الفج العميق.
.
قال من أي الفجاج أنت ؟
.
قال من العراق وأرضها.
.
قال من أي العراق أنت ؟
.
قال من مدينة الحجاج بن يوسف.
.
قال فما سيرته فيكم ؟
.
قال بسيرة فرعون في بني إسرائيل،
.
يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم.
.
قال فهل خلفته ظاعناً أو مقيماً ؟
.
قال بل ظاعناً.
.
قال إلى أين ؟
.
قال إلى الحج ولن يتقبل الله منه.
.
قال وهل خلف أحداً بعده ؟
.
قال نعم أخاه محمداً.
.
قال فما سيرته فيكم ؟
.
قال ظلوم غشوم، واسع البلعوم، عاص مشؤوم.
.
قال له الحجاج هل عرفتني ؟
.
قال الأعرابي اللهم لا.
.
قال الحجاج : أنا الحجاج بن يوسف.
.
قال الأعرابي: أشر والله من أظلت الخضراء.
.
وأقلت الغبراء. ويشرب من الماء بغيض مبغوض.
.
لعين ملعون. في الدنيا والآخرة.
.
فقال الحجاج والله يا أعرابي لأقتلنك قتلة
.
لم أقتلها أحداً قبلك.
.
قال الأعرابي إن لي رباً يخلصني وينجيني منك.
.
قال يا أعرابي إني سائلك ؟
.
قال إذاً والله أُخبرك.
.
فقال أتحسن من القرآن شيئاً ؟
.
قال نعم.
.
قال فأسمعنا.
.
فاستفتح وقال: بسم الله الرحمن الرحيم
.
إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون
.
من دين الله أفواجاً.
.
قال ليس هكذا يا أعرابي.
.
قال وكيف ؟ قال يدخلون في دين الله أفواجاً.
.
فقال الأعرابي قد كان ذلك قبل أن يتولى الحجاج.
.
فلما ولي جاؤوا يخرجون من دين الله.
.
فضحك الحجاج حتى استلقى على قفاه.
.
ثم قال ما تقول في محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
.
قال وما عسى أن أقول في محمد صلى الله عليه وسلم
.
صاحب القضيب والناقة والحوض والشفاعة وزمزم والسقاية،
.
ومن قرن الله اسمه باسمه.
.
يدعى في كل يوم وليلة عشر مرات في الأذان والإقامة.
.
قال فما تقول في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
.
قال وما عسى أن أقول في صديق في السماء
.
وصديق في الأرض وصاحبه في الغار
.
وأسلم وهو يملك ثمانين ألف دينار أنفقها في سبيل الله
.
وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
.
ومع ذلك يا حجاج يوم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم
.
" جاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل اللّه " .
.
وقال عليه السلام سمعتم ما قال ربكم تبارك وتعالى
.
ألا من كان عنده شيء فليأتني بما أمكنه
.
فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأتى بجيمع ما عنده.
.
وقام عمر رضي الله عنه فأتى بنصف ما عنده.
.
وقام عثمان رضي الله عنه وأتى بثلث ما عنده.
.
فقالوا خذ يا رسول الله. ولله عندنا المزيد.
.
فنزل جبريل عليه السلام وقال يا رسول الله
.
إن ربك العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك:
.
اقرأ أبا بكر منى السلام وقل له أنا راض عنه،
.
فهل هو راض عني ؟
.
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه.
.
فبكى أبو بكر بكاءً شديداً وقال يا رسول الله
.
أنا راض راض فوعد الله أن يرضيه وذلك قوله تعالى:
.
" ولسوف يعطيك ربك فترضى " .
.
قال الحجاج: فما تقول في عمر بن الخطاب ؟
.
قال وما عسى أن أقول في فاروق السماء وفاروق الأرض.
.
فرق بين الحق والباطل على لسانه.
.
وإذا كان يوم القيامة يأتي الحق والإسلام ويتعلقان فيه
.
فيجزع عمر رضي الله عنه منهما
.
فيقولان له لا تجزع فنحن الحق والإسلام
.
اللذان كنت تقوم بنا في الدنيا.
.
ومن ذلك يا حجاج إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
كان عند حفصة فدخلت عليه صفية فقال لها
.
لا تخبري عائشة
.
فخرجت وأخبرت أُم سلمة.
.
فأخبرت أُم سلمة عائشة رضي الله تعالى عنهن.
.
فتظاهر عليه أزواجه فجاءهن عمر مغضباً فقال لهن:
.
لم تتظاهرن على رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً.
.
فنزلت الآية كذلك موافقةً لقول عمر رضي الله عنه.
.
قال الحجاج فما تقول في عثمان بن عفان ؟
.
فقال الأعرابي وما عسى أن أقول في حافر بئر أرومة.
.
ومجهز جيش الفطرة. ومن سبح في كفه الحصى.
.
واستحيت منه ملائكة السماء.
.
ومن ذلك يا حجاج يوم دخل على رسول الله
.
صلى الله عليه وسلم وكان جالساً على الأيسر
.
وركبته مكشوفة.
.
فدخل أبو بكر والنبي عليه الصلاة والسلام على حاله.
.
فلما استؤذن لعثمان بادر له وغطى ركبته
.
فدخل عثمان رضي الله عنه وجلس جلسة المريض
.
يمزحه فنظر أبو بكر إلى عمر وعمر إلى أبي بكر.
.
فقالا يا رسول الله تغطيت من عثمان
.
وعثمان صهرك ونحن أصهارك.
.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
.
ألا أتغطى وأستحي ممن تستحي منه الملائكة ؟
.
فقال الحجاج: ما تقول في حق علي بن أبي طالب ؟
.
قال الأعرابي: وما عسى أن أقول في ابن عم رسول الله
.
صلى الله عليه وسلم وزوج إبنته البتول.
.
فقال الحجاج: فما تقول في الحسن والحسين ؟
.
قال الأعرابي وما عسى أن أقول فيمن ولدتهما البتول،
.
ورباهما الرسول وراعاهما جبرائيل فهل لهما مثل وعديل ؟
.
فقال الحجاج فما تقول في معاوية؟
.
قال وما عسى أن أقول في خال المؤمنين
.
وكاتب وحي رسول رب العالمين
.
ورديف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته دلدل
.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
.
ما يلبني منك يا معاوية ؟
.
فقال بطني يا رسول الله.
.
فقال النبي عليه الصلاة والسلام ملأه الله علماً وحلماً.
.
فقال الحجاج ما تقول في يزيد بن معاوية ؟
.
قال الأعرابي كما قال من هو خير مني لمن هو شر منك.
.
قال الحجاج ومن هو خير منك وشر مني ؟
.
فقال الأعرابي موسى عليه السلام خير مني،
.
وفرعون شر منك.
.
قال الحجاج فما قال فرعون لموسى ؟
.
قال قال فما بال القرون الأولى ؟
.
قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
.
فقال الحجاج: فما تقول في عبد الملك بن مروان ؟
.
فقال الأعرابي: ذلك والله أخطأ خطيئة
.
ملأت بين السماء والأرض.
.
فقال الحجاج وكيف ذلك ؟
.
قال الأعرابي: ولاك على أمور المسلمين
.
تحكم في أموالهم ودمائهم بجور وظلم.
.
قال فعند ذلك هم الحجاج بالسيف
.
وأشار إلى سيافه ليضرب عنق الأعرابي.
.
قال فحرك الأعرابي شفتيه. فخر السيف ناحيةً،
.
والسياف ناحية.
.
وولى الأعرابي ذاهباً.
.
فقال الحجاج: بحق معبودك إلا أخبرتني بأي دعاء دعوت ؟
.
فقال الأعرابي: بدعاء ان علمتك إياه
.
غفر الله لك ما عليك من حسابهم من شيء.
.
وما من حسابك عليهم من شيء.
.
ثم قال الأعرابي يا حجاج ! قلت :
.
اللهم ! يا رب الأرباب. ويا معتق الرقاب. ويا هازم الأحزاب.
.
ويا منشئ السحاب. ويا منزل الكتاب.
.
ويا رازق من تشاء بغير حساب.
.
يا ملك، ويا تواب. يا راد موسى إلى أُمه.
.
ويوسف إلى أبيه.
.
أسألك أن ترزقني وتكفيني شره إنك على كل شيء قدير.
.
عقلاء المجانين لابن حبيب