ليس بالضرورة
(( ليس بالضرورة ))
د.محمد بن إبراهيم الحمد
* ليس بالضرورة أن يكون لك رأي في كل نازلة، أومسألة، أومشكلة.
* وإذا كان لك رأي في شيء من ذلك فليس بالضرورة أن تبديه، وإذا أردت إبداءه فليس بالضرورة أن تبديه لكل أحد أوفي كل مناسبة.
* وإذا أبديته فليس بالضرورة أن تتشنج في إبدائه، أوتتعصب له، أو تظن أنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
* وإذا خالفك الرأي أحد من الناس فليس بالضرورة أن يكون ذلك المخالف عدواً، أومتربصاً، أوحاسداً.
* وليس بالضرورة إذا انتقدت أحداً من الناس أن تسعى إلى تجريحه، وإسقاطه، والإساءة إليه، وتجريده من كل حسنة.
* وليس بالضرورة إذا اختلفت مع أحد أن تعاديه، وتدعو إلى عداوته، وتشهر به قدر ما تستطيع.
* وليس بالضرورة إذا كان بينك وبين أحد من الناس خصومة أن تنقل هذه الخصومة إلى كل من يتصل به أمرك حاملاً شعار: ( معي أوضدي ).
بل يكفي أن تنحصر الخصومة بين أصحابها قدر المستطاع.
* وليس بالضرورة إذا كتبت مقالة، أوقصيدة أن تطول كلماتها، أوصفحاتها، أوأبياتها، بل يكفي في ذلك وصول الفكرة، فإذا وصلت بأقل كلفة وأقصر عبارة فذاك.
* وليس بالضرورة إذا تكلمت، أوداخلت، أوأبديت وجهة نظر أن تتزيد بالكلام، فتثقل على السامعين أوالحاضرين دون مسوغ لذلك طالما أن الغاية من الكلام تحققت، ولأن يقال: ( ليته واصلَ خيرٌ من أن يقال: ليته سكت ).
ولو أخذ هذا الشعار حظه من نفوس كثيرين لسلمنا من تخمة التكرار والإثقال، وصداع الإطالة، والإملال.
* وليس بالضرورة أن تكون المتصدر في كل مجلس، السابق لكل حديث، ولو بلغت ما بلغت من العلم والثقافة، فليس كل جو جوك، ولا كل يوم يومك.
* وليس بالضرورة إذا قصرت في يوم ما، أوقصرت في حق أحد ممن لهم حق عليك أن تجعل ذلك التقصير ذريعةً لاستمراء التقصير، وترك الإحسان.
* وليس بالضرورة إذا كرهت أحداً أن تخبره بذلك بحجة أنك صريح، بل الحكمة تقتضي أن تحتفظ بذلك لنفسك، ف{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً}.