مَثـَلٌ وقصيدةٌ
مَثـَلٌ وقصيدةٌ
المَثـَلُ :
------
"رجع بخُفيّ حُنين "
مثلٌ عربيٌّ مَعـْروفٌ .. وقصة ُهذا المَثل ..
ِ
أنَّ رجُلاً مِنَ العَـرَبِ ، ذهـَبَ بناقتِه لقضاءِ بعض ِحـَوائِجه ، فساوم إسكافيا يدعى حنينا على خفين فلم يبعهما له
وبينما هو ماضٍ في طريقه رآه حُـنيْنُ -
وقد كان حُـنيْنُ مُستتراً - فقالَ في نفسه :
سوفَ أخـْدَعُه ..
فوضعَ إحـْدى خـُفـَّيْه في الطريق ِ، ورأها الرجـُلُ الأعْـرابيّ ، فقال :
لو كانتْ أخـْتـُها معها لأخـَذتـُها ..
فتركَها ومَضى في طريقـِه ، فلمَّا مشى قليلاً وجَـدَ الخـُفَّ الثانية َ، فقال :
هذه .. وهذه .. !!
فنزلَ وربط َناقتـَه وأخذ َ الخـُفَّ ، ثم َّعادَ على قـَدَمَيْه ليأخـُذ َ الخـُفَّ الأولى ..
فسَرَق َ حُـنيْنُ َناقتـَه وهـَرَب بها ..
ورجـَعَ الأعْـرابيّ إلى أهله بــ ( خـُفـَّيّ حُـنيْن ) ، فصار هذا مَثلاً .
القصيدة :
--------
وفـَدَ شاعرٌ إلى الأميْر ( يزيدُ بنُ عمروالأزْدِيّ ) وكانَ هذا الأميْرُ شهْماً كريماً ..
ولكنه كانَ مشغولاً عنه ، ولم يسْمَعَه ، فـتركَه الشاعِـرُ وتوجَّه إلى
أمِيْر ٍآخـَرَ اسمُه ( يزيدُ بنُ حاتمَ القيْسِيّ ) ..
- والفرْقُ ببن اليزيدين أنَّ ..
" الأزْدِيّ " مِنْ كـُرَماءِ العَـرَبِ ..
و" القيْسِيّ " مِنْ بُخـَلاءِ العَـرَبِ .. -
فردَّ القيْسِيّ هذا الشَّاعـِرَ ولم يُعـْطـِهِ شـيئاً .
فقـالَ الشاعـِرُ :
أراني – ولا كُـفـْرَانَ للهِ – راجعَـاَ
----------------- بخـُفـَّيّ حُـنيْن مِنْ نـَوَال ِ ابن ِ حـاتِم ِ
يقـْصِدُ " القيْسِيّ " ..
فسمعَ الأميْرُ ( يزيدُ بنُ عمروالأزْدِيّ ) بهذا البَيْتِ ، فقـالَ :
إليّ به .
فجـِئَ به إليه ، فقـالَ له :
اخـْلعْ خـُفـَّيْكَ الاثنين ..
فخـَلعهما ومَلأهُما الأميـْرُ ذهـَبَـاً ..
فقـال الشاعر مادِحًـاً " الأزْدِيّ " ومُوَجـِّهاً صَفعَة ً لــ " القيْسِيّ " :
أراني – ولا كـُفـْرَانَ لله ِ- راجعــَاً
----------------- بخـُفـَّيّ حُـنيْن مِنْ نـَوَال ِ ابن ِ حـاتِِم ِ
لشتـَّانَ ما بيْنَ اليزيْدَين ِفي النـَّّدى
----------------- يزيدِ ابن عمروٍ ، والغـِرِّ ابن ِ حاتِم ِ
فهَــمُُّ الفتى الأزْدِيّ إتـْلافُ مــالـِهِ
----------------- وهــَمُّ الفتى القيْسِيّ جَــمْعُ الـدَراهِم ِ