عُزير
عُزير
من عُزير ؟
هو الرجل الذي أماته الله مائة عاما ثم أحياه ..
من بني إسرائيل .. (وقد سموا بني إسرائيل نسبة إلى نبي الله يعقوب كان اسمه (إسرائيل) وأبناؤه 12 سبطا واسمهم الأسباط,منهم سيدنا يوسف وبنيامين وغيرهم , ومن نسلهم كل بني إسرائيل منهم الصالح والأكثر فاسد,كانوا يقتلون الأنبياء ويكفرون بالله ومهما أرسل ربنا لهم من آيات ومعجزات يرفضون الإيمان
وازدادوا كفرا وطغيانا فقتلوا سيدنا زكريا وولده يحيى, ونتيجة لذلك سلط الله عليهم حاكما جبارا اسمه بختنصر وصلهم من ناحية العراق إلى بيت المقدس في فلسطين وقتل عددا كبيرا منهم ( بني إسرائيل) لأنهم كانوا في بيت المقدس, وأمر بختنصر جنوده أن يحضروا أتربة كثيرة ويغرقوا بها البلد حتى يذيقهم الذل والهوان وأسر منهم من تبقى بعد ما هرب عدد كبير منهم وأخذهم إلى بابل وكان منهم علماء بني إسرائيل .. ولكن قبل أن يقع العلماء في اأاسر كانوا قد دفنوا التوراة في مكان لا يعرفه غيرهم وكان من الأسرى عُزير..
وفي ذات يوم خرج عُزير وهو كبير بعد سنين طويلة من الأسر فسافر بيت المقدس يزورها فوجد البساتين مليئة بالأكل وجميلة ولكن المدينة خراب ودمار والناس أشلاؤهم متقطعة والعظام نخرة مغرقة الأرض عن يمين وشمال والتراب على كل مكان في المدينة ومع ذلك البساتين فيها فواكه ! فتعجب وجلس يستريح وقال ( أنى يحي هذه الله بعد موتها) بنص القرآن .. هو لا يقصد أن يصف الله بالعجز لكنه يتعجب من أن الرزق موجود والناس ميتة ! فقال وقد أثرت فيه العبرة: "سبحان الله القادر على إحياء هذه المدينة وأهلها بعدما أصبحواعلى هذه الحال".
فأماته الله 100 عام ..
وبعد 100 عام..أرسل الله إلى عُزير ملكا ورد عليه روحه وأعاد تكوينه فى عمر الشباب .. قال له الملك: كم لبثت؟ قال. يوما أو بعض يوم .. لأن الشمس أمامه كانت تغرب وهو نام في وقت الظهر ..فقال له الملك: بل لبثت مائة عام، فانظر إلى طعامك وشرابك يعني: الطعام الخبز اليابس، وشرابه العصير الذي كان اعتصره في القصعة، فإذا هما على حالهما لم يتغير العصير : لم يتغير.. { لَمْ يَتَسَنَّهْ }
وكذلك التين والعنب لم يتغير شيء من حالهما، فكأنه أنكر في قلبه، فقال له الملك: أنكرت ما قلت لك انظر إلى حمارك، فنظر إلى حماره قد بليت عظامه، وصارت نخرة، فنادى الملك عظام الحمار فأجابت، وأقبلت من كل ناحية، حتى ركبه الملك، وعزير ينظر إليه، ثم ألبسها العروق والعصب، ثم كساها اللحم، ثم أنبت عليها الجلد والشعر، ثم نفخ فيه الملك، فقام الحمار رافعا رأسه، وأذنيه إلى السماء، ناهقا يظن القيامة قد قامت فذلك قوله..:
وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْما )
يعني: وانظر إلى عظام حمارك كيف يركب بعضها بعضا في أوصالها، حتى إذا صارت عظاما مصورا حمارا بلا لحم، ثم انظر كيف نكسوها لحما ...
فلما تبين له قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير من إحياء الموتى وغيره ..
وركب حماره وعاد لبيته بعد فرق جيل وكل من كانوا فى سنه قد ماتوا..ولما وصل لبيته خرجت إليه امرأة عمياء بالية عمرها قد تجاوز 120 عام وقد كانت الجارية التي تخدمه وقد تركها إذ كان عمرها 20 سنة .. فلما رجع إليها قال لها هل تعرفين عُزيرا ؟.. قالت له نعم أعرفه لكنه خرج من مائة عام ولم يرجع ..
قال لها أنا عُزير .. فكذبته .. فأقسم لها أنه عُزير .. قالت له عُزير كان عبدا صالحا لو دعا الله في أي أمر يستجيب له.. ادع لي الله يرد علي بصري لو كنت عُزيرا !
فدعا لها الله أن يُرد عليها بصرها فاستجاب له وأصبحت شابة وبصرها قوي ولما رأته صدقته وقالت له الآن صدقت أنت عُزير ..
وأخدته وذهبت معه إلى بني إسرائيل وكان له ابن عنده 118 سنة .. فلما وصلت في وسط الناس قالت لهم أنا جارية عُزير وهذا عٌزير وقد دعا لي فرد الله علي بصري ومشيت بعد أن كنت قعيدة .. فكذبوها ..وقام له ابنه وقال إن أباه كان عنده شامه سوداء بين كتفيه , فلما كشف عن ظهره وجدها ..فقالوا له عُزير كان يحفظ التوراة ولم يكن غير 5 من الحفظة وهم قد ماتوا.. قل لنا شيئا من التوراة ,فقرأها عليهم كلها .. فقالوا له بنو إسرائيل قبل أن يأخذهم بختنصر في الأسر كانوا قد دفنوا التوراة وعُزير كان معهم قل لنا أين مكانها ؟ لأن كل النسخ قد أحرقها بختنصر وقت الغزو.. فأخذهم فحفر حفرة في اأارض فأخرج لهم التوراة وكانت متهاكلة ..
فأخدها وجلس بها تحت ظل شجرة ويقال أن شهابين دخلا فمه وهو يقرأها فتذكر التوراة كلها ..( لم أصل إلى مصدر لقصة الشهابين غير ابن كثير) ..
وبعدها جددلهم التوراة كلها وكتبها مرة أخرى .. فبدل أن يؤمنوا بالله كفروا وقالوا عُزير بن الله ! من المعجزة التي حصلت له ..
قال ابن عباس فكان كما قال الله تعالى
(وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ )
يعني: لبني إسرائيل وذلك أنه كان يجلس مع بنيه، وهم شيوخ وهو شاب، لأنه قد بعثه الله شابا كهيئة يوم مات : 40 سنة
وقد أنشد أبو حاتم السجستاني في معنى ما قاله ابن عباس:
وأسود رأس شاب من قبله ابنه * ومن قبله ابن ابنه فهو أكبر
يرى ابنه شيخا يدبّ على عصا * ولحيته سوداء والرأس أشقر
وما لابنه حيل ولا فضل قوة * يقوم كما يمشي الصبي فيعثر
يعد ابنه في الناس تسعين حجة * وعشرين لا يجري ولا يتبختر
وعمر أبيه أربعون أمرها * ولابن ابنه تسعون في الناس غبر
فمن هو في المعقول إن كنت داريا * وإن كنت لا تدري فبالجهل تعذر
نسب عُزير :
هو عزير (عزرا) بن شريه بن خلقيه بن عزريه بن شالوم بن صدوق بن أخطب بن أمريه بن عزريه بن يوحنان بن عزريه بن أخيمعص بن صدوق بن أخطب بن أمريه بن ماريوت بن زرحيه بن عازي بن بقي بن أبيشوع بن فنحاس بن العزار بن نبي الله هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
من القرآن :
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ..
من القرآن(كُفر بنى اسرائيل)
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ).
ملاحظة : اختلف في نبوة عزير فقيل هو نبي وقيل بل هو عبد صالح
المصادر ( تفسير ابن كثير – تفسير الزمخشري - تفسير الشعراوي)
_________________