فضاءات قوص

قوص

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


النواسخ في باب المبتدأ والخبر

النواسخ في باب المبتدأ والخبر


من المعلوم أن الأصل في المبتدأ أن يكون مرفوعًا والخبر كذلك، ولكن هناك بعض العوامل التي تدخل على الجملة الاسمية فتنسخ؛ أي: تغير عملها وإعرابها، وهذه النواسخ إمَّا أفعال ناسخة أو حروف ناسخة، والأفعال الناسخة مثل (كان وأخواتها)، و(كاد وأخواتها)، و(ظن وأخواتها)، ومن الحروف الناسخة (إنَّ وأخواتها)، و(لا النافية للجنس العاملة عمل إنّ)، و(ما النافية وأخواتها أو المشبهات بليس وتعمل عمل كان)، وتفصيل ذلك على النحو الآتي:
(1) كان وأخواتها:
يقول ابن مالك:
ترفع كان المبتدا اسمًا والخبر ..... تنصبه ككان سيدًا عمر
ككان ظل بات أضحى أصبحا .... أمسى وصار ليس زال برحا
فتىء وانفك وهذي الأربعه .... لشبه نفي أو لنفي متبعه
ومثل كان دام مسبوقًا بما .... كأعط ما دُمت مُصيبًا درهما
لمَّا فرغ ابن مالك من الكلام على المبتدأ والخبر شرع في ذكر نواسخ الابتداء، وهي قسمان أفعال وحروف، فالأفعال (كان وأخواتها وأفعال المقاربة وظن وأخواتها)، والحروف (ما وأخواتها ولا التي لنفي الجنس وإن وأخواتها)، فبدأ المصنف بذكر (كان وأخواتها)، وعددها ثلاثة عشر فعلاً، وكلها أفعال اتفاقًا إلا (ليس)، فذهب الجمهور إلى أنَّها فعل، وذهب الفارسي في أحد قوليه وأبو بكر بن شقير في أحد قوليه إلى أنها حرف.
وهي ترفع المبتدأ وتنصب خبره، ويسمى المرفوع بها (اسم كان وأخواتها)، والمنصوب بها (خبر كان وأخواتها)، وهي أفعالٌ (ناسخة) أي: تنسخ وتغير عمل الجملة الاسمية فتغير (المبتدأ) المرفوع بعامل معنوي وهو الابتداء، فيصبح (اسم كان) المرفوع بها، وتغير (الخبر) المرفوع ، ليصبح (خبر كان) المنصوب.
وأمَّا قولنا (ناقصة) أي تحتاج إلى خبرها فلا يتم المعنى بها مع اسمها فقط (كان الولدُ) فالمعنى ناقص وتحتاج(ينقصها) لخبرها فنأتي بالخبر ليتم المعنى ونقول (كان الولدُ مؤدبًا)، أمَّا الفعل التام فهو الذي يتم المعنى بمرفوعه (انتصر الجيش/فاز الفريق/ نجح الطالب).
أقسام (كان وأخواتها) من حيث العمل بشروط ومن دون شروط
وهذه الأفعال قسمان:
1- منها ما يعمل هذا العمل بلا شرط: وهي [كان، وظل، وبات، وأضحى، وأصبح، وأمسى، وصار، وليس].
2- ومنها ما لا يعمل هذا العمل إلا بشرط:
وهو قسمان:أحدهما: ما يشترط في عمله أن يسبقه نفي لفظًا أو تقديرًا أو شبه نفي وهو أربعة [زال، وبرح، وفتىء، وانفك]، فمثال النفي لفظًا: (ما زال زيد قائمًا)، ومثاله تقديرًا قوله تعالى:(قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف)؛ أي: لا تفتؤ، ولا يحذف النافي معها إلا بعد القسم؛ كالآية الكريمة، وقد شذَّ الحذف بدون القسم كقول الشاعر:
وأبرح ما أدام الله قومي .... بحمد الله مُنتطقًا مُجيدًا
أي: لا أبرح مُنتطقًا مُجيدًا؛ أي: صاحب نطاق وجواد ما أدام الله قومي، وعنى بذلك أنه لا يزال مُستغنيًا ما بقي له قومه، وهذا أحسن ما حمل عليه البيت.
ومثال شبه النفي والمراد به النهي كقولك:(لا تزل قائمًا)، ومنه قوله:
صاح شمر ولا تزل ذاكر الموت.... فنسيانه ضلال مبين
والدعاء: كقولك:(لا يزال الله مُحسنًا إليك)، وقول الشاعر
ألا يا اسلمي يا دا رمي على البلى .... ولا زال مُنهلَا بجرعائك القطرُ
وهذا هو الذي أشار إليه المصنف بقوله وهذي الأربعة إلى آخر البيت. القسم الثاني: ما يشترط في عمله أن يسبقه ما المصدرية الظرفية: وهو [دام]، كقولك:(أعط ما دمت مُصيبًا درهمًا)؛ أي: أعط مُدَّة دوامك مُصيبًا درهمًا، ومنه قوله تعالى:(وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًّا)؛ أي: مدة دوامي حيًّا.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة