فضاءات قوص

قوص

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


عبد الباسـط عبد الصمد

[[ الشـيـخ / عبد الباسـط عبد الصمد رحمه الله تعالي ]]

هوالشيخ الجليل / عبد الباسط محمد عبد الصمد ،،
من مواليد قرية ( المراعزة ) التابعة لمدينة ( أرمنت ) محافظة ( قنا ) في صعيد مصر ،، في أول يناير عام 1927م ،
كان ترتيبه الثالث من بين أشقائه ،
ألحقه أبوه بكتاب الشيخ الأمير في البلدة مع أخويه الأكبر محمود وعبد الحميد عام 1943 م ، فأتم حفظه قبل بلوغ العاشرة ،
وفي ( أصفون المطاعنة ) نال إهتمام شيخه العالم الأزهري الشيخ محمد سليم حمادة المنشاوي رحمه الله ، [ وهو من مدينة المنشاة بمحافظة سوهاج ] ،
وكان الشيخ محمد سليم يحفظ القرآن الكريم بالقراءات السبع ، حيث ذهب إليه وراجع عليه القرآن كله ، وأيضا ( الشاطبية ) التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع ، فتعلم علي يدي شيخه القراءات وعلوم القرآن .
وزاد اهتمام الأستاذ بتلميذه النجيب ، فكان يصطحبه معه ليقرأ في الحفلات المتعددة ، حتى أصبح الفتي عبد الباسط شهيرا في نجوع وقرى ومدن الوجه القبلي المصرية ، حيث كان يجوب المحافظات بدعوات خاصة من كبار الأسر والعائلات ، إذ تُعقد السرادقات ليتلى فيها القرآن الكريم ، وإذ كان الناس قديما يتنافسون في استقدام القرّاء لإحياء ليالي وأيام شهر رمضان .
وهكذا بدأت شهرة الشيخ في أنحاء صعيد مصر تتصاعد تتري مع إحياء ليالي شهر رمضان الكريم ، وفي المناسبات المتنوعة ، ولم يكن عمره قد تجاوز الخامسة عشرة من عمره المبارك الميمون ، حتي أصبح يدعى إلى إحياء الحفلات والسهرات القرآنية بمفرده ، وبدون مرافقته لشيخه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن بداية الشهرة الواسعة كان رحمه الله يقول :
إن بركة أهل البيت هي سبب شهرتي وذيوع صيتي .
ففي الاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب رضي الله عنها في سنة 1950م ـــــ إذ كان يحييه كوكبة من كبار القراء وهم الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي ، والشيخ مصطفي اسماعيل ، والشيخ عبد العظيم زاهر ـــــ دخل الشيخ عبدالباسط المسجد الزينبي وجلس يستمع إلى تلاوة القرآن ،،،
وفي أثناء ذلك رحب به الشيخ علي سبيع رحمه الله ( إمام المسجد الزينبي آنذاك ) ، ثم عرض عليه أن يقرأ لمدة عشر دقائق علي سبيل البركة ،، وليتعرف عليه المسلمون الحضور من شتي بقاع مصر في تلك الليلة ، على أن يكون ذلك بعد أن يفرغ الشيوخ من تلاواتهم .
وقبل الشيخ عبدالباسط ، وقرأ لمدة عشر دقائق فقط ـ فلما أراد أن يختم ، فوجىء بالناس الذين يملئون جنبات المسجد يستزيدونه ويلحون في ذلك ، فما كان منه إلا أن واصل القراءة ، وكلما أوشك علي أن يختم يستزيدونه ، ويستزيدونه ،،
وهكذا استمر على تلك الحال حتى ساعة متأخرة من هذه الليلة المباركة .
وكان الشيخ علي محمد الضباع (ت 1380هـ = 1960م) رحمه الله عضوا بلجنة تقييم الأصوات واختبار القراء بالإذاعة حينئذ ، وكان قد حضر هذا الاحتفال ، وبعد أن استمع إلى صوت الشيخ عبدالباسط في تلك الليلة ، وأعجب بتلاوته المتقنة المحكمة ، وبصوته العذب المميز، طلب منه أن يتقدم إلي إمتحان الإذاعة ، فكانت بمثابة مفاجأة للشيخ ،
وبعد إقناع واقتناع بينهما ، ذهب الشيخ إلى مبنى الاذاعة في الموعد المحدد بقدر الله تعالي ،
وبدون أن يعلم الشيخ عبدالباسط ، كان الشيخ الضباع قد سجل له تلك القراءة كاملة ( في شريط كاسيت ) ،، وعرض هذا الشريط على اللجنة ، فأجازته بناء عليه ، من غير أن يعقد للشيخ امتحان ،
وبذلك تم إعتماده قارئا بالإذاعة في ذلك العام ،
وتم تعيينه قارئا للسورة بمسجد الإمام الشافعي رضي الله عنه . فظل فيه حتى عام 1981م ،
ثم انتقل من بعد ذلك إلي المسجد الحسيني ، خلفًا لزميله الشيخ "محمود علي البنا " رحمه الله ، وحتى رحيله في سنة 1988م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد كان من أخلاق الشيخ رحمه الله و كريم طباعه التي أثرت عنه أنه كان متخلقا بخُلُق القرآن ، فكان دمث الخلق ، يجلله التواضع ، ولا يتكلم في أمور الدنيا إلا إذا طُلب منه الكلام ،
وكان طويل الصمت ، كثير الذكر ، شديد الحياء ، دائم التأمل والتدبر ، وبذل المعروف إلي الآخرين .
وقد جعلته كثرة أسفاره محبا للتجديد والتغيير المتواصل ..
فكثيراً ما غير محل إقامته ، من حي السيدة زينب ، إلى جاردن سيتي ، إلى حي المنيل ، إلى حي العجوزة ، ثم إلي حي المهندسين .
وكان نادرا ما يشاهد التليفزيون ، إلا أنه كان يستمتع بمشاهدة المسرحيات الكوميدية فقط ،
وكان الأستاذ "فؤاد المهندس" رحمه الله هو نجمه المفضل .
وكانت هوايته "السباحة" ،،، حتى إنه في سبيل ذلك اشترى فيلا في نهاية فترة الستينيات بحي جناكليس بمدينة الإسكندرية ، ليقضي فيها بعض أيام الصيف مع أسرته ...
وكان لا يشرب الماء المثلج ،
وكان يعشق اللون الأخضر، فقد كانت مسبحته خضراء ، ولون مكتبه أخضر، ولما اشترى سيارة فضّل أن يكون لونها أخضر أيضاً .
أما عن رقيه في لباسه وزيه وهندامه ، فحدث ولاعجب ،
فقد حباه الله جمالا وجلالا ونورا وضياءً ، طبق فيه الشيخ قول الله تعالي : " وأما بنعمة ربك فحدث " ، فتأنق في ملبسه ، واهتم بزيه ، واعتني بهندامه ، وداوم علي استعمال أطيب العطور وأنفسها ،
وكأنه ينشر رسالة محسوسة عظيمة ، أن هكذا كونوا معاشر المسلمين عامة ومعشر حفظة كتاب الله خاصة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن آثاره الطيبة النافعة ، السعي الحثيث الدءوب حتي بلوغ الهدف وتحقيق النجاح في إنشاء نقابة لمحفظي القرآن الكريم ،
وقد انتُخب نقيبًا للقرّاء في سنة 1984م .
فكان أول من ولى نقابة قراء مصر .
و كانت له قراءة منتظمة في مساء كل يوم سبت على موجات إذاعة البرنامج العام ، من الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءً .
و خلّف وراءه أكثر من تسجيل كامل للمصحف "المجوّد" بقراءات متعددة في أكثر من جهة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد أخذ الشيخ رحمه الله علي عاتقه مهمة تقديم القارىء الشيخ أحمد الرزيقي رحمه الله إلي المسلمين ، ونجح في إبراز هذه الموهبة الغالية وانتشارها ، حتي إنه كان يصحبه معه في كثير من تنقلاته وأمسياته القرآنية الخالدة ، ليصدح الرزيقي بجوار الشيخ الجليل
، ولم يقتصر هذا الصنيع الميمون من الشيخ تجاه الرزيقي علي مصر فقط ، بل تعداه إلي خارجها في كثير من الدول .
وكما علمه أبوه القرآن الكريم ، علم الشيخ أبناءه القرآن الكريم ، وهم سبعة ذكور وأربع إناث ، فحفظوه بإتقان ،
وكأنها رسالة متوارثة ،
وإنك لتسمع قراءة ابنه طارق ( أحد كبار ضباط الشرطة في وزارة الداخلية المصرية ) ،،،
أو ابنه هشام ( المدير بأحد فروع بنك مصر ) ،،،
أو ابنه ياسر ( قاريء السورة في مسجد سيدي حسن الأنور بالقاهرة )
ستقف فورا علي واقع محسوس من هذه الحقيقة الطيبة .
ـــــــــــــــــــــــــــ
ومن أهم السمات الفنية في قراءات الشيخ رحمه الله :
* دقة الإتقان و التحكم في مخارج الألفاظ وإحكام الوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع و تلفتها إلي الإنصات .
* معايشته للمعاني القرآنية معايشة روحية وجدانية عاطفية ،
فكأنه يتمثل نفسه في ذاك الموقف والمشهد القرآني ،،،،،
كما في قراءته قوله تعالى:
{ ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم ... }
أو { وجاءوا أباهم عشاءً يبكون ... } .
أو { إنّ أبي يدعوك ليجزيكَ أجر ما سقيتَ لنا } .
وغيرها كثير وكثير وكثير .
* الاغتراب بالصوت إلى الحد الذي يجعل المستمع –وإن كان مجاورا للشيخ- يظن أن الصوت قادم من مكان بعيد ،
كما في قراءته في سورة القصص :
{ وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى } .
* المرونة والانسيابية والاسترسال المتنوع الموسيقى والمصحوب بذبذبات متباينة ، تهدأ حيناً، وتعلو حيناً آخر ...
كما نلمس ذلك في سور القصص القرآني في الكثير من قراءاته المتعددة .
* المفاجآت ،، بمعني وقوفه في الوقت الذي يخيل إلى المستمع أنه سيصل القراءة ، ويصل في وقت يخيل إليه أنه حتماً سيقف ،
وأوضح مثال على ذلك تسجيلات الحرم الشهيرة ، التي يأتي في مقدمتها سور التوبة ، والحج ، وإبراهيم ، وغيرها.
* طول النفس ، ووصل الآيات ، دونما إرهاق أو تكلّف على الإطلاق ،
فقوة صوته في أواخر الآية ، لايختلف عن قوة صوته في مطلعها .. ولعل تألقه في قصار السور هو أبلغ دليل ، وأصدق شاهد على ذلك .
* التميز الواضح الجلي ، إذ ما إن يبدأ في التلاوة حتي يعلم السامع أن القاريء هو الشيخ عبد الباسط عبد الصمد .
قال عنه الإمام الأكبر الدكتور/ عبد الحليم محمود ، شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله :
{ لقد أُوتي الشيخ عبد الباسط مزماراً من مزامير آل داود } .
وصدق الإمام فيما قال .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما عن أسفاره وتنقلاته ، فقد طاف الشيخ رحمه الله بين ربوع مصر يتلو القرآن الكريم ، قارئا متقنا متميزا ، ذا مدرسة متفردة ، يشهد بها ولها القاصي والداني من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .
فقد دُعي للتلاوة في أحد مساجد بورسعيد بدعوة من إسماعيل رمزي وزير الأوقاف آنذاك ، وكان الملك فاروق يقوم بافتتاح هذا المسجد .
كما قرأ في معظم مساجد مصر الكبري في شتي البلاد .
وكذلك زار الشيخ رحمه الله الكثير من الدول الأجنبية ، فضلا عن جل ومعظم الدول العربية والإسلامية ،
سافر إلى السعودية حاجاً مع والده في عام 1952 م ،
وكانت هذه هي أول سفرة له خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة المصرية ، فطلبت منه المملكة أن يسجل لهم عدة تسجيلات ،
وحقق الشيخ عبد الباسط ما طلب منه ، فكان هذا أول تسجيل له بالإذاعة السعودية .
وقرأ الشيخ أمام الملك سعود ، فأعجب به أيما إعجاب .
وقرأ أمام الملك فيصل ،
وقرأ أمام الملك حسين ،
وقرأ أمام الملك محمد الخامس ،،،
وقرأ أمام كثير من رؤساء البلاد المختلفة ووزرائها ومواطنيها . ونال إعجاب وتقدير الجميع .
وتعددت رحلات الشيخ مع أصحاب الفضيلة الأئمة شيوخ الأزهر ، وكذا وزراء الأوقاف المصريين ،
فسافر مع الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله إلى ( أبو ظبي ) والشارقة وقطر والهند ،
ومع الدكتور عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله إلى باكستان وماليزيا ،
ومع الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله إلى دولة المالديف.. و نال الشكر والتقدير من رئيسها آنذاك مأمون عبد القيوم ، ثم إلي البحرين ، ثم في رحلة أخرى إلى نيجيريا ، ثم إلى الصومال ،
ومع الدكتور عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق رحمه الله إلى باكستان وإلي الهند لإفتتاح بعض المؤتمرات الدينية بجامعة العلوم في ديوبن ، ويعد الشيخ عبد الباسط أول قارئ يصل إليها ،
ومع الدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف الأسبق إلى أورانج لافتتاح مؤتمر السيرة النبوية الرابع عشر هناك .
وسافر إلي جنوب أفريقيا مرتين بدعوة من المركز الإسلامي في جوهانسبرج ،
وقرأ القرآن في بريتوريا ودرين وليدي سميث وكابتون
و قام بزيارة اندنوسيا وبورما وأوغندا والسنغال .
وسافر إلى باريس ، وقرأ فى القسم الإسلامي بها ، وأيضاَ في اسبانيا ، وفي لندن .
وكانت أول زيارة له إلي الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1967 م بدعوة من المركز الإسلامي بواشنطن ، زار خلالها أربعة عشر ولاية أمريكية ، قرأ فيها جميعها القرآن الكريم ،
وقد اعتبر القاريء الوحيد الذي قرأ القرآن الكريم في 14 ولاية أمريكية كما يذكر الدكتور حسين مؤنس في بعض كتاباته في مجلة “الهلال”.
ثم قام بزيارتها مرة ثانية في عام 1981م بدعوة من المركز الإسلامي بلوس أنجلوس ، ثم زيارة أخرى عام1987 م ،
وفي العام نفسه سافر إليها عندما دعي إلي إفتتاح أول مدرسة إسلامية لتعليم القرآن الكريم بمدينة فرجينيا بواشنطن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الطرائف في سيرته الخالدة ، أنه في إحدي زياراته إلى الحرم المكي ، كان إمام الحرم المكي في ذلك الوقت يقرأ من سورة البقرة إلى سورة الأنعام بقراءة ورش عن نافع ، فرتل قائلا :
{ وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا } ،،
وقرأ في الركعة الثانية :
{ إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا } ،
فحرص الشيخ على أن يقابله ليصحح له سهوه في القراءة ، وقال له :
كان ينبغي أن تقرأ قائلا :
{ نبيئهم } بدلا من { نبيهم } ، و { أشد وطائا } ،،،
بدلا من { أشد وطئا } ، فقد قرأت فيهما بقراءة حفص ، ولم تقرأ بقراءة ورش ،
فأقره الشيخ على هذا السهو في القراءة ، وطلب منه أن يبقى معهم في الحرم المكي .
وبينما كان الشيخ يقرأ –ذات ليلة - في السنغال ، فإذا بحوالي سبعين شخصاً يعلنون إسلامهم ، لجماليات الصوت فقط ، وبدون أن يفقهوا العربية أو يتعلموها .
وفي "جوهانسبرج" كان الناس يستشرفون إلي زيارة الشيخ لهم ، فلما زارهم استقبلوه بحفاوة بالغة ، لدرجة أنه بمجرد وصوله إلى هناك ، تجمعوا حول السيارة التي كانت تقله ، وحملوها على أكتافهم .
بل أكثر من ذلك طرافة ، أنه عندما ذهب إلى إحياء إحدى المناسبات الإسلامية فى الهند ، لم تتسع القاعة المخصصة للحفل ، حيث تجاوز عدد الحضور مائة ألف ، فاضطروا إلى نقل مكان الاحتفال إلى "الاستاد" ، كي يستمتع كل الحضور بحلاوة وطلاوة الأداء القرآني العظيم ،
ومن تقديرهم للقرآن العظيم ، ظلوا الليلة كلها وقوفاً ، يستمعون إليه بلا ثمة ملل .
ولما سافر إلى "باريس" فى عام 1952 م لإحياء ليالي شهر رمضان فى المركز الإسلامي اشترى بدلة ثمينة ، ولكنه عدل عن ارتدائها بعد ذلك ، وفضّل البقاء بزيه الأنيق الوقور.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن تسجيلات الشيخ يذكر أنه قام بتسجيل المصحف الشريف لبعض الإذاعات العربية والأجنبية ، وكانت بعض تسجيلاته بالقراءات السبع ،
فقد سجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم لإذاعة جمهورية مصر العربية ،
كما شارك بتسجيل المصحف المرتل برواية حفص أيضاً للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .
و قام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية ،،،،،
ومن أشهرها تلك التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف (( لقب بعدها بصوت مكة )) ،،
وسجل لإذاعة الكويت ،،
و سجل المصحف المرتل برواية ورش عن نافع لإذاعة المملكة المغربية ،،
كما قام بتسجيل القرآن الكريم مجودا للقسم العربي بالإذاعة البريطانية فى عام 1971م .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد كرم الشيخ رحمه الله من الكافة ، ونال من التكريم والجوائز والأوسمة والنياشين ما هو أهل له ،
ولاقي كل أنواع الحفاوة والإجلال والتقدير من الجميع ، وكان يستقبل في الدول استقبال الملوك ،
ومن ذلك أن الملك فيصل يكون في مقدمة مستقبليه بالرياض ، والرئيس الباكستاني ضياء الحق يستقبله في أرض المطار ، ويصافحه وهو ينزل من الطائرة . ،
وملك الأردن وحاشيته ينتظرونه في مطار عمان ،
وعرض عليه الملك محمد الخامس ملك المغرب رحمه الله أن يترك مصر ويقيم معه في المغرب إقامة كاملة ، لكنه اعتذر بلباقته المعهودة فيه .
وحصل على شهادة تقدير من وزارة الإعلام المصرية بمناسبة عيدها الذهبي فى عام 1983م ،
وحصل على وسام الكفاية الفكرية المغربي ،
وفي سوريا كرمه الرئيس صبري العسلي ، رئيس مجلس الوزراء السوري فى عام 1956م ، ومنحه وسام الاستحقاق ،
وفي لبنان قلده الرئيس سامي الصلح وسام الأرز ، وهو أعلي أوسمة لبنان ً،
وكذلك قلدته الحكومة السنغالية أرفع الأوسمة ,
كما منحه رئيس حكومة ماليزيا ( تنكو عبد الرحمن ) الوسام الذهبي في افتتاح المسجد الكبير بالعاصمة الماليزية ( كوالالمبور) في احتفال مهيب ضم ألوفا من الناس عام 1956م ...
ومنحه الراحل ياسر عرفات في فلسطين وساما .
ولم يتوقف التكريم له رحمه الله بعد رحيله ، بل امتد من بعد ذلك ولايزال ،
فقد منحه الرئيس محمد حسني مبارك وساما في الاحتفال بليلة القدر فى عام 1990م .
علي أن من أعظم الأوسمة ، وأهم النياشين التي حازها الشيخ الجليل رحمه الله التفاف الناس حول بدائع قراءته ، وإجماعهم علي جمال وجلال صوته . وعظمة وخلود مدرسته ، وترحمهم عليه دائما أبدا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن نافلة القول وترصيع البيان مع ضيق المقام نذكر عبارة سائرة منتشرة بين أهل العلم تقول :
[[ القرآن الكريم نزل فى مكة وقُرِئ في مصر، وكُتب في إستانبول ]] ، وقد بلغ من صدق هذه العبارة أن صارت حقيقة يصدقها التاريخ ، ويؤكدها الواقع .
فمن أعلام القراءة في مصر ، أصحاب المدارس في قراءة القرآن أولئك الخالدون : محمد رفعت ، ومصطفى إسماعيل ، وعبد الفتاح الشعشاعي ، وأبو العينين شعيشع ، وعبد العظيم زاهر، ومحمود خليل الحصري ، ومحمد صديق المنشاوي ، وعبد الباسط عبد الصمد ، وكامل يوسف البهتيمي، رحمة الله عليهم أجمعين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن ذكري مرضه ووفاته يذكر ابنه الأستاذ / هشام في حديث مع سيادته ( وهو من حفظة كتاب الله المتقنين المجودين) أن الشيخ رحمه الله كان يعاني من كسل بالكبد طوال حياته ، ولكن ذلك لم يكن يمثل له شيئاً خطيراً بالنسبة له ، فكان يعالج بالأدوية ، إلا أنه أصيب بإلتهاب كبدي قبل وفاته بثلاثة أسابيع تقريباً ، دخل على أثره مستشفى الدكتور إبراهيم بدران بالجيزة ، ومكث فيه أسبوعاً ، ساءت فيه صحته ، فنصحه طبيبه المعالج بضرورة السفر إلي الخارج ، فسافر إلى لندن ، ومكث بإحدي مستشفياتها أسبوعاً أخر ، و لم تتحسن صحته بعد ، فطلب من إبنه طارق ، الذي رافقه في هذه الرحلة أن يعود به إلى مصر ، لشعوره بعدم جدوى العلاج ،
وبمجرد أن دخل بيته قال : الحمد لله ،،،
قال :
ولأنه كان يشعر بدنو أجله طلب أن يجلس معنا فأوصانا خيراً ببعضنا البعض، وأوصى إبنه الأكبر بأن تكون صلاة الجنازة عليه فى مسجد محمود بالمهندسين ، وأن يدفن في مقبرته في حي البساتبن بجانب مسجد سيدي أحمد الدندراوي رحمه الله ، وأن يكون العزاء في مسجد الحامدية الشاذلية بجوار سور نادي الزمالك .
وقد وافته المنية فى عصر يوم الأربعاء [ 21 من شهر ربيع الآخر 1409سنة هـ = 30 نوفمبر سنة 1988م ] ، عن عمر يناهز واحدا وستين عاماً ،
وشيّعه عشرات الألوف من المحبين لصوته وأدائه ومدرسته وشخصه ، على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ومواقعهم ، فكانت جنازته جنازة وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي ،
إذ حضر تشييع الجنازة كثير من سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومازال القُرّاء يجيئون إلي الدنيا ويذهبون ، وستأتي أجيال أخري وأجيال ..
و مع ذلك يبقى ويظل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد صاحب الحنجرة الذهبية الفريدة ، والأداء المتقن المحكم ، صوتا عذبا مميزا من السماء ، وعلامة بارزة مضيئة في مسيرة قراء القرآن الكريم في دنيا الناس أجمعين .
ورحل الشيخ عن دنيانا تاركاً ميراثاً عظيما خالدا أعزّ وأغلى من أي ميراث ، وثروة غالية نفيسة تربو وتسمو على كل الثروات والمواريث ..
فسلام عليه في الخالدين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( مسلمون يخلدهم التاريخ )
صلاح جاد سلام



تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة