لا تكبر
تُخاطبك القصيدةُ أنتَ يا ولدي
تريدك دائماً طفلاً
فلا تشقى ولا تكبرْ
كبرتَ الان ياولدي
وهذا الحزنُ
مثل الظلّ
يكبرُ كلما تكبُرْ
وهذا السوء يا ولدي
يرافقنا
يراقبنا
يعاقبنا ولا يضجرْ
تسوء حياة أُمتِنا ونحن
بحُزنِها نظفر
تجرعنا مآسينا
فلا خلٌ يواسينا
كأنّ الحظ ناسينا
وكان بغيرنا أجدرْ
وقادتنا - أزال الله قادتنا -
بريحٍ صرصرٍ أغبر
نثور بوجه طاغيةٍ
حقيرَ ٍتافهٍ أزعرْ
فيأتي حاكمٌ أحقرْ
نثور ليسقُط الغجري
ويأتي ساقطٌ أغجر
تنظفهُ مغاسلُهم
تلمعهُ وسائلهم
وتطبخهُ كنائسهم
يمجده ُ مشائخهم
من الأقصى إلى الأزهر
فلا حفظوا وصايانا
ولا حلوا قضايانا ولا شكروا عطايانا ولا غفروا خطايانا
وكلُّ خطيئةٍ تُغفر
يظلُّ الحاكم العربي
يحكمُنا ويشتُمنا
ويتغذى على دَمِنا
ويدّعي حمايتنا
من المستعمر الأخطرْ
يظل الحاكم العربي
يحكمنا على جُنبٍ
وفي عجزٍ وفي مرضٍ
ويحكمُ بعد أن يُقبر
يُعوّدنا على العُنف ويجبرنا على المنفى
ويزرع بيننا الخوف
ويخدعنا على المنبرْ
ويوهمنا كما الدجّال لكن
ليس بالأعور !
فهمتَ الآن يا ولدي لماذا
قلتُ لا تكبر ؟؟؟!!!
.سلطان عبد الله الوصابي