فضاءات قوص

قوص

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


من أعجب ما روى الأصمعي


قال الأصمعي : مررت أنا وصاحب لي ، بجارية عند قبر
لم أر أحسن منها ولا أجمل
وعليها ثياب نظيفة وحلي كثيرة
وهي تبكي على القبر . فتعجبت
من حالها وزينتها . فقلت : يا هذه علام هذا الحزن الشديد ؟ فبكت ثم أنشدت:

فإن تسألاني فيم حزني فإنني
رهينة هذا القبر يا فتيان
وإني لأستحييه والترب بيننا
كما كنت أستحييه حين يراني
أهابك إجلالا وإن كنت في الثرى
مخافة يوم أن يسوءَك شاني

قال فعجبنا منها ومن طرفها فاستحيينا منها
فتقدمنا قليلا ثم جلسنا نسمع ما تقول بحيث لا ترانا
ولا تعلم بنا فسمعناها تقول:

يا صاحب القبر يا من كان ينعم بي
بالاً ويكثر في الدنيا مواساتي
قد زرت قبرك في حلي وفي حلل
كأني لست من أهل المصيبات
أردت آتيك فيما كنت أعرفه
أن قد تسر به من بعض هيئاتي
فمن رآني رأى عبري مولهة
عجيبة الزى تبكي بين أموات

فلم نزل قعودا حتى انصرفت فتبعناها حتى عرفنا
موضعها ومن هي.
فلما خرجتُ إلى هارون الرشيد
قال لي: يا أصمعي ما أعجب ما رأيت بالبصرة
فأخبرته بأمر المرأة فقال ما سمعت بأعجب منها.
وكتب إلى والي البصرة بأن يجهزها بعشرة آلاف درهم
ويحملها إليه.
فحُملت إلى هارون وقد سقمت حزنا على الميت
فلما وصلت إلى المدائن ماتت أسفا.
فقال ما ذكرها الخليفة، إلا ودمعت عيناه.

_________________


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة