الأشهر الهجرية
الأشهر الهجرية
تقدِمة لا بُدَ منها :
---------------
روَى البُخاريّ ومُسلم عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ..
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ..
ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ :
" ذُو الْقَعْدَةِ " وَ " ذُو الْحِجَّةِ " وَ " الْمُحَرَّمُ " ..
وَ " رَجَبُ مُضَرَ " ، الَّذِي بَيْنَ " جُمَادَى " وَ " شَعْبَانَ " ) .
وقد سُمِّيَتْ هذه الأشهُر حُرُماً لأمْرين :
1
- لتحريم القتال فيها إلا أنْ يبدأ العدو .
2
- لأنَّ حُرْمَة انتهاكِ المَحارمِ فيها أشدُّ من غيرها .
سببُ تسمية الشهور الهجرية بأسمائِها
-----
( لكلِّ مُسمَّى مِنْ اسْمِه نصيبٌ ) ..
وضعَتْ العربُ أسماءَ الأشْهُرِ القمريَّة بصورة مُوافِقةٍ للظروفِ الحياتيَّة للسُّكان وللظروفِ
الجغرافية المَناخية لموقعِ الجزيرةِ العربيَّةِ ..
وهذه هى معانى أو أسباب تسمية الشهور الهجرية بالأسماء المُتعارف عليها :
(1) مُحَرَّم
-----------
كان اسمه في الجاهلية " مُؤتَمِرْ " أو " المُؤتَمِرْ " ، في حين كانَ يُطلَقُ اسمُ " المُحرّم "
في الجاهلية على شهر " رَجَب " ..
وقد سُمِّى بذلك بسببِ تحريمِ القتال فيه وذلك منذ قبل الإسلامِ ، فهو مِن الأشهُر الحُرُم .
(2) صَفَر :
-----------
كان اسْمُه ناجِرْ في الجاهليّة ..
وقد سُمِّى بذلك لأنَّ ديارَ العَربِ كانتْ تصْفُرُ لخًلو وفراغِ البيوت مِِنْ أهلِها بسبب خروجهم للغزو ،
والقتالِ وقيلََّ لأنَّ القبيلة نتصرة تأخذُ كلَّ ما أمْكنَها مِنَ القبيلة المَهزومة ( المغزوة )
من الغنائِمِ ويتركونها صفرًا أي خالية من المَتاع والماشية .
( 3- 4 ) ربيع( الأول ) و( الآخر ) :
-----
" ربيعُ الأولُ " كان يُسمّى في الجاهلية " خوّان " أو " خُوان " ..
سُمِّى هذان الشهران بهذا الاسم لهُطول المَطَر وخُصوبة الأرْض وتوفُّر الربيعِ ( الكَلأ ) أي العُشْبِ ..
ومِنَ الخَطأ أنْ نقولَ ( بيع الثانى) فهما ربيعان فقط لاثالِثَ لهما .
(5 - 6 ) جُمادى ( الأولى ) و ( الآخرة ) :
---------
سُمّى هذان الشَّهران بهذا الاسْم ِمِن التَّجَمُّدِ نتيجَة البردِ والشِّتاء ..
ومِنَ الخَطأ أيضاً أنْ نقولَ ( جًمادى الثانية ) فهما جماديَّان فقط لا ثالِثَ لهما .
(7) رجَب :
-----------
سُمِّي بذلك لأنَّ العَربَ كانوا يعظِّمُونه بتَركِ القتالِ فيه...
وأخِذ الاسمُ منَ " الرَّجْبِ " أي التعظيمِ في مُمارسة الطقوسِ الدينية،فيقالُ : " رجَبَ الشَّيءَ "
أي هابَه وعظَّمَه.وهو منَ الأشْهُر الجُرُمِ ..
وهو شهْرٌ كريم ٌو يُدعَى بـ " الشَّهر الأصَبّ " وذلك لأنَّ الرحمة الإلهية تُصَبُّ فيه على العبادِ صبا ً.
(8 ) شَعْبان :
-----------
سُمِّي بذلك لأنَّ العَربَ كانت تتشعَّبً فيه ( ي تتفرَّق) ؛ للحَربِ و الإغارة وطَلَبِ الكَلأَ
بعد قُعودِهم في شهر رجَب .
(9) رمَضَان :
-------------
سُمِّي بذلك اشتقاقاً مِنَ الرَّمضاءِ، أي الأرضُ الحارة ُلشدة حرارة الشَّمسِ حيث كانت الفترة التي سُمِّي
فيها شديدة الحر، يقالُ: رمَضَتْ الحِجارةُ.. إذا سَخَنَتْ بتأثير الشَّمْسِ الشديدةِ
وقد جاء في أمثالِ العرب قولهُم : كالمُسْتجير مِنَ الرَّمضاءِ بالنار .
فالَ ابنُ مَنْظور في لسِانِ العرب :
( لما نقلوا أسْماء َالشُّهور عن اللغةِ القديمةِ سمّوها بالأزمنة التي فيها ،فوافقَ رمضانُ أيام َرمْضِ الحرِّ
وشِدَّته فسُمِّي به..).
ومِنَ المحبَّبِ أنْ نقْرنَ كلمةَ ( شهر ) بكلمةِ ( رمضان ) لقُدسيَّته، فنقولُ :
( جاء شهرُ رمضان ) بدلا ًمن ْ ( جاء رمضان ). ..
وكلمة ( رمضان ) ممنوعةٌ مِنَ الصَّرفِ للعلَميَّة وزيادة الألف والنون..
وجمعُها : ( رمضانات) و ( رماضين ) و( أرمضاء ) .
(10) شَوَّال :
------------
سُمّي بذلك لأنه تسمَّى في فترة تشوَّلَتْ فيها ألبانُ الإبلِ ، أى : ( نقصَتْ وجَفَّ لبَنُها ) .
لارتفاع الحرِّ عنْ سطحِ الأرض وإدْباره أي ذِهابه عنها ...وقيلَ :
لأنَّ الإبلَ كانتْ تشُوِل فيه بأذنابها أي ترفعُها طلبا للتلقيحِ .
(11) ذو القِعْدة :
---------------
سُمِّي بذلك لأنَّ العربَ كانت تقعُدُ فيه عَنِ القتال فلا تغزو لأنَّه مِنَ الأشهُرالحُرُم.
(12) ذوالحِجَّة :
-----------------
سُمِّي بذلك لأنَّ العربَ عرفت الحَجَ في هذا الشَّهر.
خطاء في لفظ الشهور العربية:
(1) يقولون " شهر محرم " والصواب: " الشهرُ المحَرَّمُ " وأدخلوا عليه الألف واللام، لمحًا للصفة (المشتقات) ويجمع على " محارم " محاريم " محرّمات ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خُطبة الوداع :
"أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، السَّنَة اثنا عشر شهراً، منها أَربعة حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتَوالِياتٌ: ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان".
......
(2) يقولون " شهر ربيع الثاني " والصواب: " الآخر " والعرب لا تقول
" ثان " إلا لما لهُ ثالث، ويوجب بعضهم وضع كلمة " شهر " لئلا يشتبه بالفصل، وسمي ربيعًا، لما ربعت الأرض، أي: خصبتْ، وإن أراد التثنية أو الجمع، فـ " شهرا " و " شهور ربيع " وأما الربيع : فيجمع على " أربعاء " و " أربعة " ويصغر على "رُبيّع".
جاء في لسان العرب : " وشَهْرا رَبِيعٍ سميا بذلك لأَنهما حُدّا في هذا الزمن فلَزِمَهما في غيره وهما شهرانِ بعد صفَر، ولا يُقال فيهما إِلا شهرُ ربيع الأَوّل وشهرُ ربيع الآخر".
...................
(3) الصواب " جُمادى الأولى " لا " جمادي الأول "؛ لأن جمادى مؤنث بألف التأنيث المقصورة، وسُمي بذلك لأن الماء جّمُدت فيهما " الأولى الآخر " من شدة البرد.
قال ابن سيده : "وجمادى من أَسماء الشهور معرفة سميت بذلك لجمود الماء فيها عند تسمية الشهور".
و قال الفراء : "الشهور كلها مذكرة إِلا جماديين فإِنهما مؤَنثان".
ويُنطق : جُمادى بالضمّ لا بالفتح...
.............