فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 823.73
إعلانات


العيون السود


العيون السود

إيليا أبو ماضي
( 1891 م -1957 م)


ليت الذي خلق العيون السودا = خلق القلوب الخافقات حديدا
لولا نواعسها و لولا سحرها = ما ودّ مالك قلبه لو صيدا
عوّذ فؤادك من نبال لحاظها = أو مت كما شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال و لم تهم= كنت امرأ خشن الطباع ، بليدا
و إذا طلبت مع الصبابة لذّة = فلقد طلبت الضائع الموجودا
يا ويح قلبي إنّه في جانبي = و أظنّه نائي المزار بعيدا
مستوفز شوقا إلى أحبابه = المرء يكره أن يعيش وحيدا
برأ الإله له الضلوع وقاية = و أرته شقوته الضلوع قيودا
فإذ هفا برق المنى و هفا له = هاجت دفائنه عليه رعودا
جشّمته صبرا فلمّا لم يطق = جشّمته التصويب و التصعيدا
لو أستطيع وقيته بطش الهوى= و لو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عرضت فصارت في الحشا = نارا و صار لها الفؤاد وقودا
و الحبّ صوت ، فهو أنّةُ نائحٍ= طورا و آونة يكون نشيدا
يهــــب البــواغم ألســـــــناً صداحة =فإذا تجنّى أسكت الغرّيدا
ما لي أكلّف مهجتي كتم الأسى = إن طال عهد الجرح صار صديدا
و يلذّ نفسي أن تكون شقيّة = و يلذّ قلبي أن يكون عميدا
إن كنت تدري ما الغرام فداوني = أو لا فخلّ العذل و التفنيدا
يا هند قد أفنى المطال تصبّري = و فنيت حتّى ما أخاف مزيدا
ما هذه البيض التي أبصرتها = في لمّتي إلاّ اللّيالي السودا
ما شبت من كبر و لكنّ الذي = حمّلت نفسي حمّلته الفودا
هذا الذي أبلى الشباب وردّه = خلقا وجعّد جبهتي تجعيدا
علمت عيني أن تسحّ دموعها = بالبخل علمت البخيل الجودا
و منعت قلبي أن يقرّ قراره = و لقد يكون على الخطوب جليدا
دلّهتني و حميت جفني غمضه = لا يستطاع مع الهموم هجودا
لا تعجبي أنّ الكواكب سهّد = فأنا الذي علّنتها التسهيدا
أسمعتها وصف الصبابة فانثنت = و كأنّما وطيء الحفاة صرودا
متعثّرات بالظلام كأنّما = حال الظلام أساودا و أسودا
و أنّها عرفت مكانك في الثرى = صارت زواهرها عليك عقودا
أنت التي تنسي الحوائج أهلها = و أخا البيان بيانه المعهودا
ما شمت حسنك إلاّ راعني =فوددت لو رزق الجمال خلودا
و إذا ذكرتك هزّ ذكرك أضلعي = شوقا كما هزّ النسيم بنودا
فحسبت سقط الطلّ ذوب محاجري = لو كان دمع العاشقين نضيدا
و ظننت خافقة الغصون أضالعا = و ثمارهن القانيات كبودا
و أرى خيالك كلّ طرفة ناظر ٍ = و من العجائب أن أراه جديدا
و إذا سمعت حكاية من عاشق ٍ= عرضا حسبتني الفتى المقصودا
مستيقظ و يظنّ أنّي نائم = يا هند ، قد صار الذهول جمودا
و لقد يكون لي السلوّ عن الهوى = لكنّما خلق المحبّ ودودا

______


* هو إيليا ظاهر أبو ماضي شاعر لبناني مسيحي ، ولد أبو ماضي في قرية "المحيدثة" من قرى لبنان سنة 1891م
وفي إحدى مدارسها الصغيرة درس ثم غادرها في سنّ الحادية عشرة إلى الإسكندرية بمصر ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أحد أعضاء الرابطة القلمية البارزين.توفي بنيويورك في الولايات المتحدة الأميركية في 23 نوفمبر من عام 1957 م .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة