قَالتْ وقد سمعتْ شعري
قَالتْ وقد سمعتْ شعري
محمود سامي البارودي
قَالتْ وقد سمعتْ شعري فَأعجبها
إني أخافُ على هذا الغُلامِ أبي
أراهُ يَهتِفُ باسمي غيرَ مُكترثٍ
ولو كنى لم يدعْ للظن من سببِ
فكيفُ أصنعُ إن ذاعتْ مَقالَتُهُ
ما بين قومي وهم من سادة العربِ
فنازَعَتْها فَتاةٌ مِنْ صواحِبها
قولاً يُؤلِّفُ بين الماءِ واللهبِ
قالتْ دَعِيهِ يصوغُ القولَ في جُمَلٍ
من الهوى ، فهي آياتٌ من الأدبِ
وما عليكِ وفي الأسماء مُشتَرَكٌ
إن قال في الشِعرِ يا ليلى ولم يَعِبِ ؟
وحَسْبُهُ مِنكِ داءٌ لو تَضَمّنَهُ
قلبُ الحمامةِ ، ما غنتْ على عَذَبِ
فاستَأنَسَتْ ، ثم قالت وهي باسمةٌ
إن كان ما قلتِ حقاً فهو في تَعَبِ
يا حُسْنَهُ من حديثٍ شفّ باطِنُهُ
عن رِقّةٍ ألبستني خِلعة الطر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي ، شاعر مصري ، يعد رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وهو أحد زعماء الثورة العرابية - تولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار له، لقب برب السيف والقلم.