جرير في رثاء زوجته
جرير في رثاء زوجته :
لولا الحياء لهاجنـي استعبـارُ ** ولزرت قبركِ والحبيـب يـزارُ
ولقد نظرت وما تمتـع نظـرةٍ ** في اللحد حيث تمكن المِحفـارُ
فجزاكِ ربُكِ في عشيركِ نظـرةٍ ** وسقى صداك مجلجـل مـدرارُ
ولهت قلبـي إذ علتنـي كَبـرةٌ ** وذوو التمائم من بينك صغـارُ
أرعى النجوم وقد مضت غوريةً ** عصبُ النجوم كأنهـن صـوارُ
نعم القرينُ وكنتِ عِلق مضنـة ** وارى بنعـف بُليـة الأحجـارُ
كانت مكرمة العشير ولم يكـن ** يخشى غوائل أم حـزرة جـارُ
ولقد أراك كُسيت أجمل منظـرٍ ** ومع الجمـال سكينـةُ ووقـارُ
والريـح طيبـةٌ إذا استقبلتِهـا ** والعرض لا دنـسُ ولا خَـوارُ
وإذا سريت رأيت ناركِ نـورت ** وجهاً أغـر يزينـه الإسفـارُ
صلى الملائكة الذيـن تُخُيـروا ** والصالحون عليـكِ والأبـرارُ
وعليك من صلوات ربكِ كلمـا ** نصِب الحجيج ملبدين وغاروا