العيون السود
ليت الذي خلق العيون السودا
خلق القلوب الخافقات حديدا
لولا نواعسها و لولا سحرها
ما ودّ مالك قلبه لو صيدا
عوّذ فؤادك من نبال لحاظها
أو مت كما شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال و لم تهم
كنت امرءا خشن الطباع ، بليدا
وإذا طلبت مع الصبابة لذّة
فلقد طلبت الضائع الموجودا
يا ويح قلبي إنّه في جانبي
و أظنّه نائي المزار بعيدا
مستوفز شوقا إلى أحبابه
المرء يكره أن يعيش وحيدا
برأ الإله له الضلوع وقاية
و أرته شقوته الضلوع قيودا
هي نظرة عرضت فصارت في الحشا
نارا و صار لها الفؤاد وقودا
ما لي أكلّف مهجتي كتم الأسى
إن طال عهد الجرح صار صديدا
و يلذّ نفسي أن تكون شقيّة
و يلذّ قلبي أن يكون عميدا
إن كنت تدري ما الغرام فداوني
أو لا فخلّ العذل و التفنيدا
إيليا أبو ماضي