إن من الشعر لحكمة
حقا
إن من الشعر لحكمة
مَتَى تَصِلُ العِطُاشُ إِلى ارْتِوَاءٍ * إِذَا اسْتَقَت البِحَارُ مِنْ الرَّكَايَا ؟!
وَمَنْ يُثْنِي الأَصَاغِرَ عَنْ مُرَادٍ * و َقَدْ جَلَسَ الأَكَابِرُ فِي الزَّوَايَا
وإِنَّ تَرَفُّعَ الوُضُعَاءِ يَوْمًا * عَلَى الرُّفَعَاءِ مِنْ أدهى الرَّزَايا
إِذَا اسْتَوَت الأَسَافِلُ و الأَعَالِي * فَقَدْ طَابَتْ مُنَادَمَةُ الْمَنَايَا
* القاضي عبد الوهاب المالكي
القاضي عبد الوهاب بن نصر
البغدادي والقائل في بغداد :
بغدادُ دار لأهل المال طيبة ... وللمفاليس دار الضنك والضيقِ
ظللت حيران أمشي في أزقتها ... كأنني مصحف في بيت زنديقِ!
عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك بن طوق
صاحب الرحبة ، التغلبي البغدادي ، أحد أئمة المالكية ومصنفيهم ، له كتاب " التلقين " يحفظه الطلبة ، وله غيره في الفروع والأصول ، وقد أقام ببغداد دهرا ، وولي قضاء بادرايا وباكسايا ، ثم خرج من بغداد لضيق حاله ، فدخل مصر ، فأكرمه المغاربة ، وأعطوه ذهبا كثيرا ، فتمول جدا ، فأنشأ يقول متشوقا إلى بغداد :
سلامٌ على بغداد في كل موقف*** وحق لها مني السلام مضاعف ُ فوالله ما فارقتها عن قلى لها***وإني بشطي جانبيها لعارفُ
ولكنها ضاقت علي بأسرها***ولم تكن الأرزاق فيها تساعفُ
فكانت كخل كنت أهوى دنوه***وأخلاقه تنأى به وتخالفُ
رحل عن بغداد إلى مصر
فلما وصل إلى مصر أكل أكلة كان يشتهيها وكانت حارّة قطعت أحشاءه فـــ أدركته سكرات الموت فقال لا إله إلا الله إذا عشنا متنا