حسن الظن بالله
حسن الظن بالله ينجي صاحبه
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله )
عَنْ مُحَمَّد بْن نافع، قَالَ : كَانَ أَبُو نواس لي صديقا فوقعت بيني وبينه هجرة فِي آخر عمره ، ثُمَّ بلغني وفاته فتضاعف عَلِيّ الحزن ، فبينا أَنَا بين النائم واليقظان إِذَا أَنَا بِهِ , فقلت : أبا نواس ؟ فَقَالَ : لات حِينَ كنية ، قلت : الْحَسَن بْن هانئ ؟ قَالَ : نعم ، قلت : ما فعل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بك ؟ قَالَ : غفر لي بأبيات قلتها هِيَ تحت ثني الوسادة ، فأتيت أهله ، فلما أحسوا بي أجهشوا بالبكاء ، فقلت لهم : هل قَالَ أخي شعرا قبل موته ؟ قَالُوا : لا نعلم إلا أَنَّهُ دعا بدواة وقرطاس فكتب شيئا لا ندري ما هُوَ ، قلت : ائذنوا لي أدخل ، قَالَ : فدخلت إِلَى مرقَدَه فَإِذَا ثيابِهِ لم تحرك بعد ، فرفعت وسادة لم أر شيئا ، ثُمَّ رفعت أخرى فَإِذَا برقعة فيها مكتوب :
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقَدْ علمت بأن عفوك أعظم
إن كَانَ لا يرجوك إلا محسن فمن الَّذِي يدعو ويرجو المجرم ؟
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا فَإِذَا رددت يدي فماذا يرحم ؟
ما لي إِلَيْكَ وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ثُمَّ أني مسلم .