معن بن زائدة
لمحة من حياة معن بن زائدة
من أكرم العرب وأجودهم :
معن بن زائدة معن بن زائدة أمير العرب أبو الوليد الشيباني ، مــن أكـرم و أجود الـناس . كان من أمراء متولي العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة ، فلما تملك آل العباس جَدَّ المنصورُ في طلبه، وجعل لمن يحمله إليه مالاً. فاضطرر لشدّة الطلب إلى أن تعرّض للشمس حتى لوحت وجهه، وخَفَّـفت عارضه، ولبس جبـّة صوف، وركب جملاً، وخرج متوجهًا إلى البادية ليقيم بها، فاختفى معن مدة ، والطلب عليه حثيث ، فلما كان يوم خروج الريوندية والخراسانية على المنصور ، وحمي القتال ، وحار المنصور في أمره ، ظهر معن ، وقاتل الريوندية فكان النصر على يده ، وهو مقنع في الحديد ، فقال المنصور : ويحك ، من تكون ؟ فكشف لثامه ، وقال : أنا طلبتك معن . فسر به ، وقدمه وعظمه ، ثم ولاه اليمن وغيرها . ولمعن أخبار في السخاء ، وفي البأس والشجاعة ، وله نظم جيد .
نســبه :
• هو معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك بن عمرو بن قيس بن شراحيـل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهـل بن شيـبان بن ثـعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل .
وخاله هو الزنديق الدجال ابن أبي العوجاء الذي قتله الخليفة الهادي لزندقته وتحريفه للدين, حيث من يقول بدسه الأحاديث المفتراة وتحليله الحرام وتحريمه الحلال ويقول صومتكم وفطرتكم كيف أشاء.
كرم معن بن زائدة :
• عرف عن معن بن زائدة القائد العربي الشهير أنه من أوسع الناس حلما و صفحا و عفوا عن زلات الناس . فعندما ولاه أبو جعفر المنصور على اليمن .
تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن وحلمه وسعة صدره وكرمه وبالغو في ذلك وكان من بينهم أعرابي قد أخذ على نفسه أن يغضبه فأنكروا عليه ذلك ووعدوه بمائة بعير إن أغضب معن وفعل ذلك .
فعمد الأعرابي إلى بعير فسلخه وارتدى جلده وجعل ظاهره باطن و باطنه ظاهر و دخل على معن ولم يسلم فلم يعره معن انتباهه فأنشأ الرجل يقول:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة : وإذ نعلاك من جلد البعير
قال معن أذكره ولا أنساه و الحمد لله.
فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا : وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن إن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء.
فقال الأعرابي:
فلست مسلما ما عشت دهرا : على معن بتسليم الأمير
فقال معن السلام سنة يا أخا العرب.
فقال الأعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها : ولو جار الزمان على الفقير
فقال معن إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة وإن جاوزتنا فمصحوبا بالسلامة
فقال الأعرابي:
فجد لي يا ابن ناقصة بمال : فإني قد عزمت على المسير
فقال معن أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاق الأسفار فأخذها وقال:
قليل ما أتيت به و إني : لأطمع منك في المال الكثير
فثن قد آتاك الملك عفوا : بلا رأي و لا عقل منير
فقال معن أعطوه ألفا ثانية ليكون عنا راضيا فتقدم الأعرابي إليه
وقال: سألت الله أن يبقيك دهرا : فما لك في البرية من نظيرِ
فمنك الجود و الإفضال حقا : وفيض يديك كالبحر الغزير
فقال معن أعطيناه لهجونا ألفين أعطوه لمديحنا أربعة فقال الأعرابي بأبي أيها الأمير ونفسي أنت نسيج وحدك في الحلم ونادرة دهرك في الجود فقد كنت في صفاتك بين مصدق و مكذب فلما بلوتك صغر الخُبر الخَبر وأذهب ضعف الشك قوة اليقين وما بعثني على مافعلت إلا مائة بعير جعلت لي على إغضابك فقال له الأمير لا تثريب عليك فوصى له بمائتي بعير مائة للرهان ومائة له فانصرف الأعرابي داعيا له ذاكرا بهباته معجبا بأناته
وفـــاته :
• قُـتِـل غـيلـةً سنـة 768 م .