وقفة مع سورة الكوثر
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ }..
سُـورَة ُ" الكَـوْثـَر"(*) ..
- هي السُّـورَة ُ التى تتحَـدَّثُ عَنْ شَـعِـيْرَةٍ مِنَ الشَّـعـائر ِالإسْـلامِيَّةِ ؛
ألا وهى ( النَّحْـرُ) الذي يأتِي في اليـوْم ِ العـاشِـر ِمِنْ " ذِي الحِجَّةِ ".
- نبَّـأتْ هَـذهِ السُّـورَة ُبالغـَيْبِ الذى لا يَعْـلـَمُهُ إلا اللهُ - سُـبْحَـانـَهُ وتعَــالى -
فقـالـَتْ إنَّ الرَّسُـول – صَلَّى اللهُ عليه ُوسَلَّمَ – سَـيَمْتـَدُّ ذِكْـرُهُ ..
وإنَّ عَـدِوَّهُ "العـاصَ بن وائِـل ٍ" سَـيَنْقـَطِـعُ نَسْـلـُهُ .
- هى أصْـغـَرُ سُـورَةٍ في القـُرْآن ِالكَـريْم ِ، عَـددُ آيـاتِها (3) ثـلاث ُآيــاتٍ
وبذلِكَ لا يُمْكِـنُ القـَوْلِ بأنـَّها شِـعْـرٌ , لأنـَّها أصْـغـَرُ مِنَ البيْتيْن ..
فـَضْـلاً على مافِيْها مِنْ تحَـدِّى الإتيـان ِولو بآيَةٍ مِنْ مِثـْلِها !!
- في كُـلِّ آيَةٍ مِنْ آيـاتِها الثـَّلاثِ (10) عَشْـرَة ُحُـروفٍ ،غيْرُ المُكَـرَّر ٍِ .!
وهَـذه هى حُـروف ُالآيـاتِ بدُون ِتِكْـرار ٍ :
ففى الآيَةِ الأولَى : >>>إ ن ع ط ي ل ك و ث ر (10) .
وفى الآيَةِ الثـَّانِيَةِ : >>> ف ص ل ر ب ك و ا ن ح (10) .
وفى الآيَةِ الثـَّالِـثةِ : >>> إ ن ش ئ ك هـ و ب ت ر (10) .
ومَجْـمُـوع ُالحُـروفِ غيْر ِالمُكَـرَّرَةٍِ في الآيـاتِ الثـَّلاثِ (10) عَشْـرَة ُحُـروفٍ ..
وهَـذهِ هى الحُـروف ُ التي لمْ تـَتـَكَـرَّرْ في الآيـاتِ الثـَّـلاثِ :
ع ط ي ث ف ص ح ش ه ت (10) .
فهَـلْ هَـذا كُـلـُّهُ مُصـادَفـَة ؟!!
{ أَمْ عَلَى? قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ؟!!
-----------
(*) عَنْ مُحَـمَّدٍ بن ِإسْـحـاقَ قــالَ :
حَـدَّثـَنِـي يَزيْدُ بنُ رُومـانَ قــالَ :
كانَ العـاصُِ بنُ ِوائِـل ٍ السَّهْمِي إذا ذُكِـرَ رَسُـولُ اللهِ– صَلَّى اللهُ عليه ُ
وسَلَّمَ – قــالَ :
دَعُـوهُ فإنـَّما هو رَجُـل أبْتـَرٌ لا عَـقِـبَ لهُُ ، لوهَـلـَكَ انـْقـَطـَعَ ذِكْـرُهُ
واسْـتـَرَحْـتـُم مِنهُ .
فأنـَزلَ اللهُ تعـالى في ذلِكِ :{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} إلى أخِـر ِالسُّـورَةِ .
" أسْـبـابُ النـِّزولِ للواحِـدِي".
وكانَ العَـرَبُ يُسَـمُّونَ مَنْ ليسَ لهُ ابنُ "أبْتـَرَ"، فسَـمَّتْهُ قـُرَيْشُ بهَـذا
الاسْـم ِبعْـدَ مَوْتِ ابنهِ "القـاسِـم ِ" ، فنـَزلَتْ هَـذِهِ السُّـورَة ُ تـُبَشِّـرُ
النـَّبـيَّ – صَلَّى اللهُ عليه ُوسَلَّمَ – بالكَوْثـَر والنـِّعَـم ِالوافِـرَةِ وتـَصِـفُ
عَـدوَّهُ بالأبْتـَر ِ.
وقـدْ وصَـفَ رَسُـولُ اللهِ– صَلَّى اللهُ عليه ُوسَلَّمَ –هَـذاالنـَّهْـرَ بقـَوْلِهِ :
« هونـَهْـرُ أعْطـانيْهِ رَبِّي –عَـزَّوجَـلَّ في الجَـنـَّةِ ، عليْهِ خـَيْرٌ كَـثيْرٌ ،
تـَرِدُ عليْهِ أمَّتِي يَـومَ القِـيـامةِ ، آنِيَتـُهُ عَـدَدُ الكَـواكِـبِ... » .
رواهُ الإمامُ مُسْـلِمُ وأبو داودَ والنَّسـائِي عنْ أنسَ بن ِمالِكٍ رَضِى اللهُ عنهُ .
ويقـُولُ أيْضـاً :
أعْطِيْتُ الكَـوْثـَرَ ، فإذا هو نـَهْـرُ يَجْـري ، ولمْ يُشَـقّ شَـقـَّاً ، وإذاحـافـَّتـاهُ
قِـبـابُ اللـُّؤلـؤ ، فضَـرَبْتُ بيَدِي في تـُرْبَتِهِ ، فإذا مِسْكُهُ أذفـَرُ، وإذا حَصـاهُ
اللـُّؤلـؤ » .
رواهُ الإمامُ أحْـمَدُ عنْ أنسَ رَضِى اللهُ عنهُ .