فضاءات قوص

قوص

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


فاظفرْ بذاتِ الدِّينِ تربَتْ يداكَ

روَى أبو داودَ والنَّسائيّ عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال : قال النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

" تُنْكَحُ المرأةُ لأربَعٍ ، لمالِها ولحَسَبها ولجمَالها ولديْنها ، فاظفرْ بذاتِ الدِّينِ تربَتْ يداكَ ".

الحديثُ رواه البُخاريّ ومُسلم ورواه أصحابُ السُّنن . ومعناه :

شرح الحديث :

إنَّ عادةَ الناسِ أنْ يرْغبوا في المَرأةِ ، وأنَّهم يختارونها لإحْدى هذه الخِصالِ

وهي : الجَمالُ .. والمَالُ .. والحَسَبُ .. والدِّيْنُ .

واللائِقُ بذوي المَروءاتِ وأربابِ الدياناتِ أنْ يكونَ الدِّينْ مَطمَحَ نظرهم ، فيما يأتون ويَذرون،

لا سيَّما فيما يدومُ أمْرُه ويعظمُ خطرُه..

ولذلك حثَّ المُصطفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بآكِد وجْهٍ وأبلَغِه ، فأمرَ بالظَّفر فالفوزِ بذاتِ الدِّينِ

الذي هو غاية البُغيةِ ، ومُنتهى الاختيار والطلَبِ..

وإذا أضّفْنا إلى الدِّينِ الجمالَ وغيرَه مِن الصِّفاتِ المذكورةِ فحَسَنٌ ، وإلا كانَ الدِّيْنُ

أولى وأجْدَرُ بالحُظوةِ والمُتابعةِ.

وأما معنى ( تربَتْ يداكَ ) :

فهو في الأصْلِ دعاءٌ معناه :

" لَصَقتْ يداكَ بالتُّرابِ مِنْ شِدَّةِ الفَقر إنْ لم تفعلْ "

وهذا التعبير " تربت يداك " ومثله " ثكلَتْكَ أمُّك " ونحو هذه منَ العبارات.. تقولُها العربُ

لمَنْ تُحبُّه ، وإنْ كانَ معناها في الأصْلِ شرٌّ ..!!

إلا أنُّها منْ باب التَّحَبُّبِ ..

فـ " تربَتْ يَداكَ " يعني لُصِقتْ بالتُّرابِ ، والإنسانُ تلْصَقُ يدَيْه بالترابِ إذا كانَ ققيراً ،

والعربُ تسَمِّي الفقيرَ فقيْراً مِنْ كِثر فقار الظَّهْر أي ، مكْسورٌ ظهرُه ، ومكْسورٌ ظهْرُه تعبير يُرادُ به .

أنَّه لا يمْلِكُ مالاً، فالمالُ يشُدّ الظهرَ ويقوِّيه .

فـ " تربَتْ يداكَ " كناية ٌعَنِ الفقر، ولَكِنْ لا يُراد بها هنا ، في هذا الحِديْثِ الدُّعاء عليه بالفقر

وقيل :إنَّما المقصودُ بـقولِه :

" فاظفرْ بذاتِ الدِّيْنِ تربَتْ يداكَ " ..

أنَّ الذي يَظفرُ بذاتِ الدِّينِ والأخلاقِِ والقيَم والفضائِلِ النبيلَة هو الذي فازَ وفلَحَ وغَنِمَ .

و الأصْلُ في التَّرابِ هو دلالته على الطَّهارةِ ، وذِكْرُ الرَّسول الكريمِ لليدِ ليس بمعنى اليَدِ المُتعارفِ عليه وهى أحدُ أطرافِ الإنسانِ ..

فهذه الكلمةُ استخدَمَها العربُ كثيراً في غير معناها فكانوا يقولون :

هذا الرجل ذا يدِ علينا أي صاحبُ فضلٍ ..

وهذا الرجلُ ذا يدٍ بيضاءَ أي شريفُ ..

وقول اللهِ تعالى : ( واذكُر عبدَنا داودَ ذا الأيدي إنَّه أوَّاب ) أي ذو القوَّة في الدِّيْنِ والعِبادةِ .

وهناك تفْصيلٌ للعلماء في " تربَتْ يداكَ " مُلخَّصُه :

( أنَّ العربَ كانت تنسِبُ الخيرَ إلى الترابِ دائمًا ، فمعنى " تربَتْ يداكَ " هو "

أصَبْتَ الخيرَ " أو " نالَكَ الخيرُ "..

وكانَ رسولُ اللهِ صلَّى الله ُعليه وسَّلم إذا سألَْ عَنْ حالِ أحَدٍ يظهَرُ عليه الغضَبُ أو شئ ٍمثل هذا

يقولُ :

( مالَه تربَتْ يداهُ ) وبالتأكيد كانَ الرَّسولُ يدعو له لا عليه )

.

إذنْ .. فــ ( تربَتْ يداكَ ) في هذا الحديثِ الشِّريْفِ ..

بمعنى : طابَ وطهُرَ اختيارُك .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة