دار الكتب والوثائق القومية / مصر
نشأت دار الكتب بمبادرة من علي باشا مبارك، ناظر المعارف في عصر الخديوي إسماعيل، بقرار سنة 1286 هـ / 1870 م بتأسيس الكتبخانة الخديوية المصرية في الطابق الأرضي بسراي الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديوي إسماعيل، بدرب الجماميز. وذلك من أجل "تجميع المخطوطات النفيسة مما حبسه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم".
ومع ازدياد نمو المكتبة وضيق المكان بمقتنياته، وضع حجر أساس مبنى جديد للكتبخانة الخديوية ودار الآثار العربية (المتحف الإسلامي الآن) في ميدان باب الخلق. وقد خصص طابقه الأرضي لدار الآثار العربية والطابق الأول وما فوقه للكتبخانة الخديوية. وانتقلت إليه الدار سنة 1903م وفتح المبنى للمترددين عليه في أول سنة 1904م.
ونتيجة لتنامي رصيد الدار تم النقل لمبنى جديد لدار الكتب على كورنيش النيل في منطقة رملة بولاق. بدأ الانتقال إليه سنة 1973م، وتم افتتاح المبنى رسمياً سنة 1977م.
كما تم تحديث وتطوير قاعات الاطلاع والمخطوطات والوثائق عن طريق استخدام الوسائل التقنية الحديثة في بناء قواعد بيانات آلية يتعرف من خلالها المترددون على الدار على رصيدها الزاخر من المخطوطات والوثائق. وتبلغ مخطوطات دار الكتب المصرية ما يربو على 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات على مستوى العالم. كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية من بينها مجموعة عُثر عليها في كوم أشقاو بالصعيد تبلغ مجموعها ثلاث آلاف بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وغيرها من موضوعات. وأقدم البرديات يعود لسنة 87هـ (705م) ولم ينشر منها إلا 444 بردية. كما تحتوي الدار على مجموعة طيبة من الوثائق الرسمية التي تتمثل في حجج الوقف ووثائق الوزارات المختلفة وسجلات المحاكم ومجموعة النقود العربية وغيرها مما يعنى به الباحثون في شتى المباحث الأثارية والتاريخية.