يأتي الطفل إلى هذه الحياة وهو غير مرغوب ولا مطلوب... لأن الأم منذ البداية مترددة في حمله وولادته... كان هناك توتر وقلق، والطفل يشعر بأحاسيس وأفكار أمه.
عندما تفكر الأم بالإجهاض، يشعر الطفل بالتهديد والخوف.. إنه جزء من جسم الأم وكل ذبذبة تنتقل إليه... وسيرجف لأنه معلق بين الحياة والموت... بعدها سيولد الطفل بطريقة ما، وتظن الأم أن الحمل حصل صدفة أو خطأ، لأن الأهل استخدموا موانع الحمل بأنواعها لكنها فشلت والطفل قد ولد الآن، لذلك عليهم تحمله.
هذا التحمل ليس حب!... لذلك نجد أن الطفل يفتقد إلى الحب منذ أيامه الأولى... والأم أيضاً تشعر بالذنب لأنها لا تعطي ما يكفي من الحب... الطبيعة أعطتها كثيراً لكنها لا تستطيع تقديم إلا القليل... لذلك تبدأ بالتعويض والتبديل: تجبر الطفل على الأكل الكثير. إنها لا تستطيع ملء روح الطفل بالحب، لذلك تحاول ملء جسمه بالطعام... بديل عن الأصيل... وراقب ما يحدث بين الناس. الأمهات مريضات نفسياً، الطفل يقول: "أنا لستُ جائعاً"... لكن أمه تستمر بإجباره وحشوه... لا تستمع أبداً لرأي وإحساس الطفل...
الأم تعوض النقص: لا تستطيع إعطاءه الحب لذلك تعطيه الطعام... بعدها يكبر الطفل: لا تستطيع إعطاءه الحب لذلك تعطيه المال... وهكذا يصبح الطعام والمال بديلاً عن الحب ولهذا وصلنا إلى هذه المصيبة.
والطفل أيضاً يتعلم أن المال أهم من الحب... إذا لم يكن في قلبك حب فلا شيء يدعو إلى القلق أبداً، لكن عليك دائماً أن تعمل بجهد جهيد لتحصل على المال.
يكبر الطفل ويصبح طماعاً كبيراً... يركض وراء المال مهووساً وعابداً له... وصار بنا كما قال ابن عربي معبودكم تحت قدمي... وبعد أن قتلوه اكتشفوا أن تحته جرة من الذهب.
لن يهتم الطفل أبداً بالحب، لكنه سيقول: "الأشياء الأهم أولاً، يجب أن أحصل على منزل وسيارة وحساب كبير في البنك، وعندها فقط يمكنني أن أحب وأتحمل تكاليف الحب". لكن الحب ليس بحاجة لأي مال! تستطيع أن تحب كما أنت مهما كان حجم جيوبك! المهم هو حجم قلبك....
وإذا كنتَ تعتقد أن الحب يحتاج إلى مال وبدأت تركض وراءه، يوماً ما ستحصل على المال يا رجل الأعمال لكنك فجأة ستجد أنك فارغ... لقد ضاعت كل هذه السنين في تجميع المال... ولم تضع السنين فحسب، بل مضت كلها دون أي اختبار للحب.
والآن المال موجود أمامك لكنك لا تعرف كيف تحب...
لقد نسيتَ لغة القلب والإحساس والرفق...
لغة الحب والنشوة والعشق...
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.